الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأيام» تستقرئ فاعلية الفرق وتفتح دفاتر المهرجانات المسرحية

«الأيام» تستقرئ فاعلية الفرق وتفتح دفاتر المهرجانات المسرحية
18 مارس 2016 23:16
عصام أبو القاسم (الشارقة) كرست أيام الشارقة المسرحية مفهوماً جديداً للمهرجان المسرحي، حين أحاطت فكرة تباري الفرق المسرحية فوق خشبتها على جملة من الجوائز الموجهة إلى التقانة المسرحية، بحلقة واسعة من المناشط الفكرية والثقافية التي تنظم في صباحات ومساءات المهرجان وتعمق أسباب الحوار والتفاعل والتواصل بين الفنانين وضيوفه وجمهوره. في هذا الإطار، يجيء البرنامج الثقافي المصاحب لهذه السنة، الذي ينطلق صباح اليوم السبت، عامراً بالفعاليات التي تكاد تغطي بأسئلتها ومحاورها مجمل قضايا المجال المسرحي المحلي والعربي ولكن عبر تركيز خاص على محور«الفرقة المسرحية»، هذه المؤسسة الإدارية المعنية بتنظيم شؤون مجموعات وكوادر المسرح في إطار تطوعي واجتماعي، والتي تعرف إليها المسرح العربي منذ نحو مئة سنة. ويبدو أن الوقت حان لاختبار فعاليتها وتقييم ما قدمته إلى المجتمع المسرحي العربي ، كما يبدو هذا السؤال عن دور الفرق المسرحية مهماً في هذا الوقت تحديداً انطلاقاً من حقيقة أننا نعيش في عصر ثقافي وسياسي واقتصادي شديد الاختلاف مقارنة بما كان عليه حال الأمور قبل أكثر من قرن من الزمان. كيف تدار الفرق؟ من هنا، اقترحت «الأيام» سؤالاً: كيف تدار الفرق المسرحية العربية؟ وهو سؤال يمكن تقطيره بالعديد من المحاور الأخرى، مثل: هل تغير مفهوم الإدارة بين الأمس واليوم، وهل لا زال النظام الإداري المسرحي يفكر في تلك الأولويات ذاتها التي حكمت عمل مؤسسي هذه الفرق التي تناقص عددها كثيراً في السنوات الأخيرة أو هي صارت إلى مجاميع عمل مؤقتة، تتفرق بمجرد انتهاء مناسبة هنا أو هناك. وقياساً إلى التجربة الإماراتية والخليجية بشكل عام فمن الممكن مساءلتها حول سر اعتمادها المطلق على هبات ودعم المؤسسة الرسمية، كما يمكن مقاربة أحوال إدارييها المتطوعين، بين الالتزام نحو متطلبات فرقهم أو نحو طموحاتهم وتجاربهم الفنية الشخصية. ويلاحظ أن المهرجان لم يقتصر في مقاربته لمفهوم الفرقة المسرحية على سؤال «كيف تدار»؟ ولكنه أيضا سأل عن طرائق وأساليب التوثيق والأرشفة وسط الفرق المسرحية العربية، وهذا السؤال وثيق الصلة أيضاً بالحساسية الإدارية والتنظيمية لدى فرق المسرح العربي، فالإجابة عنه تكشف بأي قدر اهتمت هذه الفرق بوثائق وذكريات أعمالها المنجزة سابقاً، وكيف تمثلتها واستندت عليها في بناء وصياغة مشاريعها المستقبلية. وفي الباب ذاته، ثمة سؤال «تاريخ الملصق/‏ البوستر في المسرح العربي»، والذي يغطي الجانب الإشهاري والإعلاني أو التسويقي وسط الفرق المسرحية العربية منذ أن عرفت كيف تستخدم الملصقات المصنوعة على نحو بسيط وبدائي إن شئت من الورق المصقول وتعممها في الشوارع وأعمدة الإنارة وسواها، وصولاً إلى لحظتنا الراهنة التي تعرف تطوراً مذهلاً في وسائط ووسائل الإعلان والإشهار المقروء، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الإلكتروني. المهرجانات.. الفكرة والحضور ولعل من العناوين البارزة أيضاً في البرنامج الثقافي لأيام الشارقة المسرحية هناك الندوة الموسومة «مهرجانات المسرح العربي في أفق عقدها الخامس: أي حضور وأي تأثير؟». لقد بدأت فكرة مهرجانات المسرح في البلاد العربية في العاصمة السورية 1969، ولقد تميزت الدورة الأولى لمهرجان دمشق للفنون المسرحية بمدتها الطويلة «شهر بأكمله»، إضافة إلى أنها عرفت مشاركات عربية إضافة إلى المشاركات المحلية، وخلال سبع سنوات تالية نجح المهرجان في إظهار أبرز التوجهات والتيارات والمدارس المسرحية العربية من مسرح الشوك إلى الاحتفالية والمسرح الشعبي ومسرح المقهى وسواها، كما مثّل منصة لتلاقي وتحاور مجموعات المنظّرين المسرحيين العرب من المشرق والمغرب. إذن، تستعيد أيام الشارقة المسرحية التي يعتبرها البعض الخلاصة النموذجية لفكرة المهرجان المسرحي العربي، مسار التظاهرات المسرحية السنوية العربية وتقرؤها في ضوء الحاضر وتناقش رسوخها وتأثيرها في الساحة الثقافية، ولعل أهمية هذه الندوة تنبع من حقيقة أن المسارح العربية ما عادت تملك سوى مهرجاناتها، فهي وساطتها مع الجمهور والصحافة وحتى التاريخ، مع استثناء تجربة الشارقة طبعاً التي تحول مهرجانها إلى موسم مسرحي وطائفة من المهرجانات المسرحية النوعية الأخرى. إلى جانب ما سلف ذكره، ثمة العديد من الندوات المتنوعة، فالملتقى الفكري يناقش موقع المسرح العربي بين النخبة والجمهور، كما تخصص ندوة للنظر إلى الحضور النسوي في مشهد الإخراج المسرحي، إضافة إلى ندوة حول تقليد كتابة السير والمذكرات وسط المسرحيين العرب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©