الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفورة الشرائية تجتاح سوريا

19 ابريل 2007 00:02
دمشق- (رويترز): تصطف متاجر جديدة لبيع السيارات الصينية والألمانية الفاخرة في طريق مزدحم يؤدي إلى العاصمة السورية دمشق والذي كان منذ بضعة أعوام فقط طريقاً خالياً· وتشير الحركة التجارية على جانبي الطريق، الذي كان يوجد به من قبل برج كبير يقيم به خبراء عسكريون سوفييت، إلى فورة شرائية لم تشهدها سوريا خلال أربعين عاماً· ويزيد الرئيس السوري بشار الأسد من الإصلاحات التي بدأها قبل سبعة أعوام عندما تولى رئاسة البلاد خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد· ويدعم الأسد التنمية الاقتصادية ويعمل على زيادة دور القطاع الخاص في محاولة لتعويض الخسارة في صادرات النفط· ويتزايد الضغط على سوريا، اللاعب السياسي الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط، لتنويع اقتصادها وسط توقعات بأن تصبح مستورداً صافياً للنفط بحلول عام 2010 على أقرب تقدير· وأصبح جذب الاستثمارات نقطة أساسية أيضاً في جهود سوريا لتخفيف عزلتها عن الغرب واستئناف محادثات متعلقة باتفاق اقتصادي مع الاتحاد الأوروبي الذي تجمد لأكثر من عامين· وقال جهاد اليازجي، ناشر نشرة ''سوريا ريبورت'' الاقتصادية: ''في الوقت الذي لم تعد فيه صادرات النفط عاملاً ملطفاً، يدرك المسؤولون عن اتخاذ القرار أنه ليس أمامهم خيار آخر سوى الانفتاح بالتركيز على تحرير التجارة والقطاع المصرفي وقطاع التأمين· وتابع اليازجي، الذي عاش في فرنسا قبل عودته إلى سوريا منذ بضعة أعوام: ''النتيجة كانت هائلة، كان السوريون متعطشين للسلع الأجنبية والخدمات عالية الجودة منذ عشرات السنين·· النساء يبعن ذهبهن لشراء سيارات''، وأضاف أن عدد السيارات الجديدة التي بيعت عام 2006 تفوق مبيعات العامين الماضيين معاً· ويمتد الإقبال الكبير على الشراء إلى كل نوع من السلع والخدمات، ويومياً تفتتح متاجر جديدة للملابس ومراكز تجارية ومقاهي ومطاعم· وتقام فنادق جديدة خاصة في دمشق التي يوجد بها فقط نحو خمسة فنادق أربعة نجوم وخمسة فنادق خمسة نجوم· وأصبح بإمكان سكان دمشق الاتصال هاتفياً بشركة جديدة للسيارات الأجرة تدير أسطولاً من السيارات المريحة مكيفة الهواء بدلاً من التكدس في سيارات الأجرة القديمة الإيرانية ومن شرق أوروبا الشائعة في العاصمة السورية· والاختلاف كبير مقارنة مع الأوضاع التي كانت سائدة قبل أعوام عندما كان الحصول على ترخيص لمبنى تجاري شبه مستحيل تقريباً وعندما كان كل شيء تقريباً يمكن شراؤه بشكل قانوني محلي الصنع وعندما كان آلاف المهربين يسيطرون على نسبة كبيرة من الواردات· وفي متجر لافينيو، المقام قرب ضريح للمفكر الصوفي ابن عربي، تقوم النساء بتجربة ملابس من تصميم موسكينو والبرتا فيريتي وايف سان لوران حيث ثمن القطعة الواحدة آلاف الدولارات· وافتتحت رنا محجوب متجر لافينيو بمجرد بدء الاتجاه لتخفيف القيود العام الماضي بالرغم من أن التعريفة الجمركية ما زالت عالية مقارنة مع لبنان، حيث اعتاد السوريون الشراء بشكل كبير قبل تدهور العلاقات بين دمشق وبيروت منذ عامين· وتقول مغتربة أوروبية وهي تستعرض السلع في المتجر المؤلف من ثلاثة طوابق: ''المجموعة جيدة ولكن من الأرخص على الأرجح السفر بالطائرة إلى باريس والشراء من هناك''· أما زياد مسلاني، زوج رنا والذي يساعد زوجته في إدارة المتجر، فيقول: ''إن البعض قد يندهش من الطلب على الماركات الفاخرة في دولة يبلغ متوسط الأجور فيها 1500 دولار سنوياً ويعتمد 12 في المائة من السكان على دولارين أو أقل يومياً''· وقال مسلاني: ''رأينا كيف غزت الماركات الفاخرة الاتحاد السوفيتي سابقا بعد انهياره·· آخر مرة كانت الماركات مثل هذه مسموح بدخولها في سوريا كانت منذ 40 عاماً''· ويتذوق سامي قوتلي القهوة الاسبرسو في مقهاه الجديد بحي المالكي لضمان جودتها ويقول: ''ما زالت هناك قيود وهناك كثير من البيروقراطية التي تؤخر إمداداتنا لكننا ما زلنا نسعى لتقديم أفضل معجنات على هذا الجانب من البحر المتوسط''· وتابع قوتلي، الذي تخصص في دراسة الأعمال في الولايات المتحدة: ''بإمكان السوق استيعاب العديد من المطاعم قبل أن نشعر بحرارة المنافسة''· وقال: ''إن العثور على عاملين مدربين يتحدثون الإنجليزية كان من أبرز التحديات التي تواجه عمله الذي يتضمن أيضاً مطعماً يواجه المسجد الأموي الذي يعود للقرن الثامن في دمشق القديمة وهو من أبرز المزارات السياحية في البلاد''· ومعظم الاستثمارات والملكيات خاصة برجال أعمال على صلة وثيقة بالكيان السياسي لكن الحكومة تحاول تشجيع المغتربين على العودة والاستثمار في البلاد· ويقول اقتصاديون: ''إن الاستثمارات الأجنبية ما زالت محدودة ويرجع ذلك جزئياً إلى الغموض السياسي والعقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ عام ·''2004 وافتتحت مجموعة الخرافي الكويتية أربعة فروع لمقهى كوستا في دمشق وتدير شركة لسيارات الأجرة· وخصصت شركات خليجية أخرى مئات الملايين من الدولارات لبناء مراكز تجارية وفنادق ومجمعات سكنية في سوريا· ولم يخف المسؤولون السوريون أنهم يعطون الأولوية لجذب الاستثمار الخليجي· ووحدت عائلات أعمال سورية بارزة جهودها في الآونة الأخيرة لمواجهة المنافسة· وقال هيسم جود وهو أحد المساهمين في الشركات القابضة الجديدة: ''نحن بحاجــــة إلى التوحد لأن المســــتثمرين الخليجــــيين يأتون برؤوس أموال ضــــخمة لسوق عــــذراء·· هناك طلب فــــعلي لكل شيء''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©