الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قابوس: أساس سياستنا السلام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم

قابوس: أساس سياستنا السلام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم
13 نوفمبر 2012
مسقط (وام ، وكالات) - أكد جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، أن السياسة الخارجية لبلاده أساسها الدعوة إلى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم، والالتزام بمبادئ الحق والعدل والإنصاف، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وفض المنازعات بالطرق السلمية، وبما يحفظ للبشرية جمعاء، أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها. وذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن جلالته أضاف خلال كلمة ألقاها أمس لدى ترؤسه الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عمان لعام 2012 وافتتاح مبنى مجلس عمان الجديد في مسقط، أن السياسة الداخلية لبلاده قائمة على العمل البناء، لما فيه المصلحة العامة بمواكبة تطورات العصر، مع المحافظة على الهوية والثوابت والقيم التي نعتز بها. وأكد أن تجربة الشورى في عمان تجربة ناجحة، جاءت متسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه، متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور. وقال جلالة السلطان قابوس، إنه وجه الحكومة للتركيز في خططها المستقبلية على التنمية الاجتماعية، خاصة في جوانبها المتعلقة بمعيشة المواطن، من خلال إتاحة مزيد من فرص العمل وبرامج التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة الإنتاجية والتطوير العلمي والثقافي والمعرفي، مؤكدا متابعة ما يتم اتخاذه من خطوات بكل دقة، وأن هذا الأمر سيكون محل اهتمام المجلس الأعلى للتخطيط الذي يهدف إلى وضع خطط تنموية مدروسة ترعى أولويات كل مرحلة، وتوازن بين مختلف أنواع التنمية. ودعا السلطان قابوس العمانيين إلى التوجه للتوظف في القطاع الخاص، إذ قال إن القطاع الحكومي المغري للمواطنين عاجز عن توفير وظائف لهم جميعا.وقال إن القطاع الخاص “أحد الركائز الأساسية في التنمية، سواء بمفهومها الاقتصادي الذي يتمثل في تطوير التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والمال والاقتصاد بشكل عام، أو بمفهومها الاجتماعي الذي يتجلى في تنمية الموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها وصقل مهاراتها العلمية والعملية، وإيجاد فرص عمل متجددة، وتقديم حوافز تشجع على الالتحاق بالعمل في هذا القطاع”. وأضاف: “من غير المقبول أن يكون هناك انطباع لدى بعض المواطنين بأن القطاع الخاص يعتمد على ما تقدمه الدولة، وأنه لا يسهم بدور فاعل في خدمة المجتمع ودعم مؤسساته وبرامجه الاجتماعية، وأنه لا يهدف إلا إلى الربح فقط ،ولا يحاول أن يرقى إلى مستوى من العمل الجاد يخدم به مجتمعه وبيئته ووطنه”. وبالحديث عن الشباب والوظائف، قال السلطان قابوس: “الدولة بأجهزتها المدنية والأمنية والعسكرية، ليس بمقدورها أن تظل المصدر الرئيسي للتشغيل. فتلك طاقة لا تملكها ومهمة لن تقوى على الاستمرار فيها إلى ما لا نهاية، وعلى المواطنين أن يدركوا أن القطاع الخاص هو المجال الحقيقي للتوظيف على المدى البعيد، ومن ثم فلا ينبغي أن يترددوا في الالتحاق به، ولا أن يهجروا العمل فيه وفي مقابل ذلك، فإن الأمر يتطلب بصفة خاصة تعديل نظام الأجور في هذا القطاع لاسيما في المستويات الدنيا والمتوسطة من وظائفه، واعتبار ذلك مهمة وطنية وفاء لهذا البلد الذي احتضنه، وخدمة للمواطنين الذين وثقوا فيه وأعطوه من جهدهم وفكرهم الكثير”. أكد السلطان قابوس أن التطور الذي شهدته سلطنة عمان لم يتحقق إلا بالتعاون ووضع الخطط لتحقيق ذلك، خاصة في مجالات التعليم والصحة وغيرها من القطاعات، إضافة إلى إيجاد فرص عمل للمواطنين كافة. واستعرض السلطان قابوس مسيرة العمل والتنمية التي تحققت في البلاد، قائلاً: “لقد أثبت العمانيون خلال الحقبة المنصرمة أنهم يتمتعون بمستوى جيد من الوعي والثقافة والإدراك والفهم في تعاملهم مع مختلف الآراء، والحوارات والنقاشات التي تنشد مصلحة هذا البلد ومصلحة أبنائه الأوفياء”.ونفى السلطان قابوس أن تكون خطط التنمية في السلطنة قد ركزت على البنية التحتية والأساسية أكثر من التنمية الإنسانية والاجتماعية. وأضاف أن الاهتمام بالبنية الأساسية قد صاحبه “منذ البداية اهتمام مماثل بالتعليم والصحة والتجارة والصناعة والزراعة والمال والاقتصاد، وكلها مجالات ترمي الدولة من وراء رعايتها وتطويرها إلى توفير سبل الحياة الكريمة للإنسان الذي هو - كما أكدنا دائما - هدف التنمية الشاملة وأداتها العاملة الفاعلة”. وأضاف السلطان قابوس: “لقد تمكنت خطط التنمية السابقة بحمد الله، مع اتساع أرجاء عمان وصعوبة تضاريسها الجغرافية، من إنجاز الكثير في هذا المضمار، الأمر الذي غير وجه الحياة في هذا الوطن وسهل تنفيذ برامج التنمية الاجتماعية والبشرية وتوصيل الخدمات بشتى صنوفها وأنواعها إلى المواطنين حيثما كانوا وأينما حلوا، وكما تعلمون فإن الحاجة إلى البنية الأساسية لن تتوقف أبدا، لأنها عملية مستمرة يحتمها التوسع العمراني ويقتضيها التطور الاجتماعي والاقتصادي وتؤكدها حاجة الإنسان إلى التواصل والسعي من أجل حياة أفضل وعيش أسعد”. وكان السلطان قابوس قد استهل كلمته بالقول “إن تجربة الشورى في عمان كما أكدنا دائما تجربة ناجحة، والحمد لله جاءت متسقة مع مراحل النهضة متفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة إلى بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة إلى النظرة الصائبة للأمور”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©