الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لمن تُكتب روايات الشباب؟

5 ديسمبر 2014 22:20
نلتقي بين فينة وأخرى. هذه المرة تقابلنا وكانت فرصة للدردشة. سألت عن أخباري، وسألت عن أخبارها، فأجابت بسرعة: أقرأ «هاري بوتر». ثم ضحكت: «اشتركت مع أولادي في قراءة أعمال «رولينغ» التي أصبح أبطالها في الثلاثينيات من العمر. ولأنني صاحبة ظروف مختلفة لم أفهم ما قالته تماماً، تصورت من كلامها أن بعض الأمهات وربما الآباء عندنا بدأوا طفرة جديدة فعلاً في حياتهم، هي قراءة ما يقرأه أبناؤهم المراهقون! بعدها تعجبت.. لمن تُكتب هذه القصص والروايات والأفلام التي تأتي أحياناً تحت عنوان قصص الناشئة أو روايات الشباب أو المراهقين.. لنا أم لهم؟ ولأنها الحقيقة، فإن مما تلاحظه في معارض الكتب التي تقام في الإمارات، أنه في ظل هذا الحراك الثقافي أصبح هنالك اقتراب أكبر من كتب الشباب أو اليافعين، لا من قبل طلاب المدارس الذين يبحثون عن كتب المغامرات مثل قصص الخيال العلمي «سكاي فاي»، وقصص رولينغ وغيرها من الكتب المترجمة وغير المترجمة، وإنما فيما أصبحنا نرى أنه نوع من الضغط بدأت هذه القراءات الشبابية تمارسه على الكبار. ولو نظرنا إلى هذا الأدب لوجدناه يتصدر قائمة المنشور في السنوات الأخيرة على مستوى العالم، مفسحاً المجال لنفسه ـ في حال جودته ـ للتفوق على كتب الكبار المليئة بموضوعات العنف والإثارة وفنتازيا الانهزامية وغيرها، وقد خطر ببالي أثناءها أن أسألها هذه المرة ما إذا كانت تقرأ الكتب نفسها لكتّاب عرب، فلم أشأ الإثقال عليها وهي تفكر في كتابة هذا النوع من الأدب الذي تقرأه بالإنجليزية. أدب الناشئة جزء مكمل لأدب الطفل وأدب الكبار، يلبي متطلبات فئة عمرية وسط، له لغة ودلالة وتقنية ملائمة لمستوى نضجها الفكري والنفسي والاجتماعي والأخلاقي، سعياً لتأهيلها في الحياة. وأطفالنا من هذه الشريحة الذين لا يستطيعون صراحة قراءة أدب محفوظ أو همنغواي قراءة ناضجة، يستطيعون قراءة أدب يتواءم مع واقعهم الراهن قبل الوصول إلى أدب الكبار، ليشعروا بأنهم أبطال في حياتهم التي يعيشونها اليوم ويتعاملون مع تحدياتها، وليس للتدرب على قراءة الأدب الجاد فقط. ومثلما تقول إحدى مؤلفات أدب الشباب في مقابلة لها «أسعى للكتابة عن أشياء سيراها الناس لاحقاً بعد أربعة أو خمسة أعوام من اليوم، أشياء تخصنا كلنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©