الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الممثل الإماراتي يبحث عن ذاته في بورصة النجومية

الممثل الإماراتي يبحث عن ذاته في بورصة النجومية
26 نوفمبر 2011 11:31
قدم الفنان الكويتي طارق العلي قبل أسابيع مسرحية «طرطنجي» في أبوظبي، واستمر عرض المسرحية ثلاثة أيام، ولاقت إقبالاً واسعاً، على الرغم من أن تذاكر المسرحية تراوحت بين 700 و 1500 درهم، إضافة إلى أن المسرح خلال الأيام الثلاثة، كان كامل العدد، وعلى الرغم من ذلك يعاني الفنان الإماراتي افتقاد النجومية على المستوى العربي، على الرغم من نجوميته على المستوى المحلي، فما سبب غياب الفنان الإماراتي السوبر ستار عن الساحة في المحافل الدولية، في الوقت نفسه الذي يحقق فيه المطرب الإماراتي الانتشار والنجومية من خلال وجوده في غالب المهرجانات والتظاهرات الغنائية. فالأسماء الدرامية الإماراتية لا تجد رواجاً كبيراً، مقارنة بالأسماء الخليجية أو العربية، التي يتهافت عليها الجميع في الأماكن العامة أو المحافل والمهرجانات الرسمية. قد يكون انتشار السينما في الدول العربية وراء صناعة النجومية بشكل سريع، وعلى الرغم من عدم وجود سينما خليجية، إلا أن هناك أسماء خليجية استطاعت تحقيق نجومية عريضة تخطت منطقة الخليج، منهم ناصر القصبي والسدحان من السعودية، وعبدالحسين عبدالرضا وداوود حسين وأولاد المنصور وسعاد عبدالله وحياة الفهد من الكويت، وغانم السليطي من قطر، وغيرهم من النجوم الذين نجحوا في الوصول إلى المشاهد العربي من الخليج إلى المحيط.. فأين الممثل الإماراتي وسط هؤلاء؟ تساؤل وجهناه إلى بعض الأسماء الفنية والإخراجية في الإمارات للوقف على الأسباب، ومحاولة الوصول إلى حلول. صناعة النجم بداية يقول المخرج منصور الظاهري، أحد حائزي جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بعنوان «عيال الصقور ماتبور» في مهرجان أبوظبي السينمائي: من خلال دراستي في أميركا واحتكاكي ببعض المخرجين والممثلين الأميركيين، اكتشفت أن هناك خطوات لصناعة النجم، وهناك أيضاً ورش تدريبية لإنجاز هذا العمل. وأيضاً تخصص تمثيلي لعدم التشتت، فليس كل من نجح في الكوميديا بالضرورة أن ينجح في الدراما أو السينما والعكس صحيح، فالنظرة الأولية للممثل تحدد مكانه المناسب، والذي من خلاله يحدد الانطلاقة المناسبة له، ولكن هناك عدم وعي بهذا الشيء لدى الممثل الإماراتي، وهنا لا أتحدث عن الجميع، ولكن أتحدث عن المواهب الشابة فقط، وهي التي نعتمد عليها في الوقت الحالي ونبحث عنها، لأن وجوه الدراما لدينا «كهلة» جدا وما زالت هي المتحكمة في الدراما، ولا يوجد لدينا أسماء شباب معروفين أو شهيرين، لأن هؤلاء الشباب يقبلون بأي عمل فني بهدف الظهور ليس إلا، وهذا خطأ يقعون فيه، والأمر الآخر أن موضوع النجومية يحتاج إلى دعم إعلامي وصقل موهبة، فالإعلام لدينا لا يدعم ولا يصنع نجماً بالشكل الأمثل، نتيجة تجاهله للأعمال الفنية في كثير من الأحيان، ولعل شركة «إيميج نيشن أبوظبي»، تقوم بدورها في دعم المواهب الإماراتية الشابة، خلال المرحلة المقبلة، وتحقق أهدافها المرجوة. خدمة إعلامية أما المنتج والممثل علاء النعيمي فيقول: هناك أسباب عدة لاختفاء النجم في الإمارات، أهمها عدم وجود وعي إنتاجي، وعدم وجود فن لصناعة النجم، فنحن دائماً ما نعتمد على النجم القادم من الجوار، ولا نعتمد على أنفسنا أو على نجومنا، ونحن لدينا نجوم ولكن لم يستيطعوا الوصول بشكل صحيح أو لم تتم خدمتهم إعلامياً بالشكل الصحيح. وأيضا هناك سبب مهم، وهو الاعتماد على المخرج في كل شيء، فلأن المخرجين لا يعرفون طبيعة البلد فالأكيد سيعتمدون على ممثلين من خارج الإمارات، فهم يعتقدون انهم سيحققون النجاح نفسه الذي حققوه في أوطانهم، كما أن الجهات الإنتاجية لا تقدمنا كممثلين بالشكل الصحيح أو تعطينا حقوقنا بالشكل المناسب، ولا يخلو الأمر من المحسوبية والعلاقات العامة والشللية، فكل هذا له التأثير السلبي على النجم الإماراتي. أنصاف نجوم وىؤكد المخرج والممثل الإماراتي عبد الله الجنيبي، أن هناك عاملين رئيسيين لعدم وجود نجم إماراتي كبير، الأول يتمثل في عدم وجود رغبة أو اهتمام من القائمين على الإعلام الإماراتي في صناعة النجم، وهي صناعة مكلفة، وتحتاج إلى دعم يوازي دعم صناعة نجم رياضي أو نجم غنائي، أما صناع الدراما فتطلعاتهم عالمية وعربية أكثر منها محلية، وهم يعتقدون أنهم يختصرون الطريق باستيراد أنصاف النجوم من الخارج والصرف عليهم ببذخ وتحويلهم إلى نجوم كبار، كنوع من توفير الوقت وعدم إضاعته في صناعة نجم محلي. أما العامل الثاني فيتمثل في عدم وجود إمكانيات مالية وفنية لدى الفنان الإماراتي لبناء نجوميته. أين الخلل؟ ويضيف الممثل والمذيع منصور الغساني: بالفعل.. لماذا لا يوجد لدينا نجم درامي أو سينمائي؟ وأين الخلل وكيف تتم معالجته؟ ومن المسؤول عنه؟.. هذا أسئلة تبحث عن إجابة. ففي دولتنا الإمارات العربية المتحدة نملك كل المقومات الإنتاجية الضخمة، فما الذي ينقص الممثل الإماراتي ليكون نجماً عربياً وعالمياً؟.. ولماذا لا توجد معاهد لتأهيل وتدريب وتنمية المواهب وتطوير الطاقم الدرامي والسينمائي؟، ولماذا لا تدعم القنوات المحلية بالكوادر الوطنية؟.. لماذا إعلامنا لم يساعد في تنجيم ممثل كما تفعل دول الخليج؟ هنا.. لا ألقي اللوم على شركات الإنتاج الخاصة لأن هذه الشركات تجارية وهمها الأكبر هو التسويق للعمل داخل وخارج البلاد وتحقيق الربح، وإنما ألقي اللوم على القنوات المحلية واختيارها للممثل، خاصة أنها تستطيع إجبار شركة الإنتاج على الاهتمام بالفنان الإماراتي وفرضه على العمل طالما يمتلك الموهبة. لكن للأسف، نرى الكثير من الأعمال الإماراتية تضم نجوماً ليسوا من الإمارات، وهذا يحزننا ويفقد العمل صدقيته. فإلى متى ستظل الساحة الدرامية الإماراتية خالية من نجوم إماراتيين؟ فالنجومية تساهم في تثقيف الفنان ودعمه مادياً ومعنوياً وتطويره وتسويقه خارج الدولة، وتساعده على الاحتكاك مع كبار النجوم في الوطن العربي، وحتى المشاركات العالمية، وهذه هي مسؤولية الجهات الإعلامية في الدولة، فهي الوحيدة القادرة على إبراز وتأهيل وتطوير وتدريب وتثقيف وصنع الممثل الإماراتي ليصبح نجماً. للاستفادة منه ومن خبراته وبث روح التنافس الشريف فيه بينه وبين زملائه، ومنحه الثقة والاعتماد عليــه وعدم التخلي عنه، ومتابعة أخباره وتوصيلها لجمهوره، ليكون مؤهلاً لحمل اسم الوطن في المحافل الدولية. فرض أسماء إماراتية أما المخرج مؤيد حمزة فيقول: «بالنسبة لعدم انتشار الدراما الإماراتية خارج الإمارات وانحصار نجومية الفنان الإماراتي داخل الوطن، فمن وجهة نظري أن الإعلام المحلي لم يخدم الفنان الإماراتي بالشكل المطلوب من حيث الاهتمام والرعاية، فعندما تقوم إحدى المحطات المحلية بالتعاقد لإنتاج مسلسل خليجي لا نجد في المسلسل أي اسم لفنان إماراتي، مع العلم أنه بإمكان المحطة فرض أسماء إماراتية، كونها هي الجهة المنتجة للعمل، وبذلك تعطي الفرصة للفنان الإماراتي لظهور والاحتكاك بالفنانين الآخرين واكتساب الخبرة والانتشار. وأيضا تعود الأسباب إلى عدم وجود معاهد وأكاديميات للفن بشكل عام لتؤسس الفنان وتوجهه أو حتى نقابة للفنانين أو جهة مسؤولة عنهم. إضافة إلى ضعف النصوص والقصص وتشابهها في أغلب المسلسلات وحتى مواقع التصوير، لذا أصبحت الدراما مملة وطاردة للمشاهد، وكذلك لاتوجد احترافية في كتابة السيناريو والحوار. وكذلك الإخراج ضعيف ويعاني المط، ويخلو من التشويق، في ظل عدم وجود ترابط بين مشهد وآخر. من ينصف المواهب المحلية؟ يقول، الممثل عبد الله أبوهاجوس: هناك أسباب عدة لافتقار الفنانين الإماراتيين للنجومية، منها أن الممثل لا يطور شخصيته، كما أن هناك ممثلين لا يتعدى عمرهم الفني ثلاث سنوات، وعندما يتم طلبه لأي عمل يفكر في المادة أولاً، ويقول «كم بتعطوني»، وهناك من يبحث عن أدوار البطولة أو أدوار رئيسية، على الرغم من قصر عمره الفني، ولا يركز على دوره في المسلسل، وبعض الممثلين لا يتعاونون مع طاقم العمل، وأكثرهم يفتقر إلى الانضباط في المواعيد والالتزام بالنص، نتيجة الغرور الذي يقتل الفنان، إضافة إلى انتشار الشللية، وشركات الإنتاج التي تتعامل مع أسماء معينة من الممثلين والمخرجين، وتعتمد عليهم فقط. وبذلك يفتقدون للتطور والتجديد في الدراما المحلية. فضلاً عن مشكة الاستعانة بممثلين من خارج الدولة وإعطائهم أدوار البطولة، ما يقضي على المواهب المحلية، كما أن معظم الممثلين الإماراتيين موظفون، وظروفهم لا تسمح بالتفرغ للمهنة أو الاحتراف، على الرغم من أن الفن يحمل رسالة سامية للمجتمع يجب أن يحترمها كل فنان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©