الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإمارات للنخيل» يحتفي بالتمر أيقونة وطنية

«الإمارات للنخيل» يحتفي بالتمر أيقونة وطنية
25 نوفمبر 2011 22:05
تواصلت فعاليات مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حصل ذلك على وقع طقوس احتفاء القيمين عليه بما يربط بين ثمرة التمر وشعب الإمارات من صلات ود ودلائل قربى. المعروضات من الثمار المحببة حافظت على تألقها، فيما تنوعت الأنشطة الموازية المستوحاة من مكانة النخيل في التراث والحاضر الإماراتيين، حيث أمكن للحضور عبرها أن يكتشفوا معالم متجددة من تداعيات النخيل على سلوك أهل هذه الأرض وأثاره في طرائق تفكيرهم. كثيرون قدموا إلى مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر يعربون عما يكنونه من تقدير لشجرة النخيل، حملوا ما أبدعته أيديهم ليضيفوا إلى العرس التراثي بصمات راهنة، تنوعت الإشارات التي تتوافق جميعها على الإشارة نحو مستقبل واعد، هي حكاية انسجام بين مكونات الزمن، يروون عبرها كيف أن الأوطان تبنى بتكافل أبنائها وتكامل مراحلها. ولا يحتاج المتابع إلى كثير عناية ليوقن أن ما يجري الاحتفاء به هو أكثر من حبة تمر، بالرغم مما لديها من دلالة في نفوس الناس، وأن الحفاوة تتجه في حقيقة أمرها نحو الوطن بكامل تجلياته، وما شجرة النخيل إلا حاضنة حامية رعت هذا المكان وناسه في أوقات القحط والجدب وقساوة الريح، حتى إذا استتب الأمر لهم جاء الناس يردون لها الجميل حفاوة وإبداعاً وترميزاً لسمات تحولت قيماً. حضور نسائي اقتطع الاتحاد النسائي العام زاوية حيوية من زوايا المكان الرحب وخصصها لبعض الناشطات فيه، تحت عنوان “الأسر المنتجة”، حيث عرضن في مساحة متواضعة كل ما أنتجته أيديهن اعتماداً على التجربة والخبرة والموهبة، أصناف شتى من العطور المستخرجة بدقة وعناية، البخور والدخون، وسائر مستلزمات النهوض بالمظهر والمزاج. أيضاً كان هناك ما يكفي لإثارة الدهشة من ألبسة وتحف تصلح للعرض، ومحافظ نسائية تجمع بين الأناقة والبساطة، بعضهن لم تكتف بالعادي من المنجز فلجأت إلى موهبتها التشكيلية ترسم بألوان مشعة، تتراوح بين الزيتي والمائي، وتساهم في مد المكان بمزيد من الضوع والإشعاع، زاوية من الصالة الواسعة تكفي لاختزال النصف اللطيف من المجتمع الإماراتي، تؤطر الأحلام الرقيقة، وتصوغ الاختلاجات الكامنة في الأفئدة الطرية، نعومة المشهد تكاد تشي بمقدار الرقة التي تموج في نفوس صانعاته، وتكفي الألوان المبهرجة لتعلن عن دفق الفرح الرابض خلف الخجل الأنثوي الجميل. إلى ذلك، توضح أم محمد، وهي إحدى المشاركات في معرض الأسر المنتجة، أنها تحرص على استغلال كل الفرص التي يتيحها الاتحاد النسائي لتعرض آخر ما ابتكرته من عطور ودخون، إضافة إلى تحف مزخرفة، يوضع بعضها في المنازل، فيما يصلح البعض الآخر لتزيين السيارات ومنحها خصوصية مؤنسة. أم محمد توضح أنها في سباق دائم مع نفسها لابتكار الجديد الذي يحافظ على صلته مع الموروث، وتكشف أن الأمر ممكن اعتماداً على مرونة التجربة ونضجها، وهي بعد ما يقارب السبع السنوات من العمل في مجال الإنتاج التراثي، تجد نفسها أكثر قدرة على تحقيق المعادلة الموفقة بين الإبداع وإرضاء مزاج المستهلكين. تطوير التجربة تقول أم عمر، وهي سيدة إماراتية طورت موهبتها في مجال المهارات اليدوية اعتماداً على بضع دورات تدريبية، إنها تمكنت من ترسيخ رؤيتها الخاصة على منتجاتها، بحيث صار يسيراً على من يعرف بعض ما انتجته في الأعوام الماضية أن يتعرف على مثيلاتها الحالية دون عناء، ذلك أن للذوق بصمته التي لا تخطئها العين الذواقة، وهي تستمر في تصميم ما يثير الدهشة ببساطته ورونقه المميز، وتفسر هذا النجاح بالقول “أنا ببساطة أحب مهنتي، وأحرص على منحها كل ما تحتاجه من اهتمام ورعاية، أطور رؤيتي كل يوم، وأدرك سر الإبداع الذي بوسع قطع قماش متناثرة أن تحققه فيما لو أحسن دمجها وتصميمها، أكاد أرى المنجز منذ اللحظة الأولى لتبلور فكرته في ذهني، وأعرف تماماً كيف سيتفاعل معه الناس”. واختارت مريم الطنيجي العطور والدخون لتمارس عبرها هواية الإبداع، وهي تفنن في صناعتها، تمعن تعديلاً في صيغها المركبة بين موسم وآخر بحثاً عن الجديد دوماً، وللمفارقة فهي تنجح في ذلك دوماً، حيث يمكن لبعض الإضافات المحدودة، ولكن المدروسة جيداً، أن تصنع الفرق. وتوضح أنها بعد أن اعتمدت على مهاراتها الشخصية في تنفيذ خلطاتها العطرية وصارت تلجأ مؤخراً إلى مصانع متخصصة للقيام بالمهمة، وذلك تفادياً للآثار السلبية المترتبة على عملية دمج العطور والزيوت، وما تعكسه من ضرر على الصحة، هي اليوم تقدم وصفتها إلى المصنع، محددة نسبة التركيز التي تريدها، وهي لا تكتفي بإنتاج العطور النسائية فقط، بل طورت تجربتها نحو العطور الرجولية، وقد أمكنها الحسم أنها تجربة ناجحة بفعل شهادات المستهلكين. وتمنح الطنيجي لعطورها الأنثوية أسماء ناعمة تبدأ بمصطلح “همس” فهناك همس الروح، وهمس الورود، وهمس الأريج، إلى آخر ما يحتمله الهمس من إضافات، أما العطور الذكورية فتحمل أسماء ملائمة: الأمير ونبراس وسواها. في ختام حديثها تكشف محدثتنا أنها تعتمد على الإنترنت في تحديد بعض وصفاتها، لكنها لا تلتزم بها حرفياً، بل تقوم بتجاربها الخاصة لتخلص إلى نتائج يسعها الادعاء أنها تعبر عنها. مشاركة فنانة من المشاركات في معرض الأسر المنتجة الفنانة التشكيلية هدى الريامي، وهي تعرض العديد من اللوحات المعبرة التي تستوقف الزائرين دافعة إياهم للتحديق ملياً بالأعمال المعروضة، وذلك جراء التناسق اللوني، والتناغم الشكلي، إضافة إلى الدقة المفرطة في رصد الملامح، هذه العوامل المتكاملة تصنع شخصية فنية مميزة، بحيث يمكن الاستنتاج ومنذ النظرات الأول أن الريامي فنانة تشكيلية محترفة، وهو ما يؤكده الحديث معها مباشرة، فهي سبق لها الفوز بجوائز عديدة على مستوى الدولة، كان بعضها في مسابقات شهدت مشاركة عربية ودولية. في هذا السياق، تقول الريامي إنها منذ الصغر برهنت على موهبة متميزة، فهي وإن كانت محبة للرسم، كشأن الأطفال عادة، إلا أن لوحاتها كانت تنتمي إلى عالم الكبار، والمحترفين منهم خاصة، وكانت مشاركتها في مهرجان النصر للكويت، الذي أقيم تضامناً مع الشعب الكويتي بعد الاحتلال العراقي لأرضه، حيث فازت بالجائزة الأولى، ما أثار اهتمام المعنيين برسوماتها، هي لا تزال تذكر اللوحة التي شاركت بها في المعرض “طائرة مخطوفة مغلفة بغصون الزيتون”. وتروي الريامي باهتمام أنها كانت تتساءل بحيرة عن نوعية اللوحة التي ستفتح من خلالها مشاركاتها في عالم المعارض الجماعية والمسابقات، وقد جاءها الرد من خلال حلم لطيف، حيث حلمت بموضوع اللوحة، وكان أول ما فعلته لدى نهوضها من النوم، أنها قامت برسم ذلك الحلم، وقد أمكنه أن يكون فاتحة أحلامها في مجال اقتحام حلبة الضوء. وتطورت التجارب لاحقاً، فكان فوزها بجائزة معرض الصيد والفروسية، أقيم برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رسمت يومها لوحة للخيل لا تزال تحتفظ بها في مجموعتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©