الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سالم سعيد: من يطلب تحكيماً بلا أخطاء لا يفقه في كرة القدم

سالم سعيد: من يطلب تحكيماً بلا أخطاء لا يفقه في كرة القدم
17 ابريل 2007 23:03
تحقيق - ممدوح البرعي: صار على ''قضاة الملاعب'' أن يستعدوا للرقص على أشلاء زجاج مكسور خلال المرحلة القادمة التي ترتفع خلالها تكاليف الخطأ لتصل إلى ضياع حلم وسقوط لقب، أو ربما انزلاق فريق على أسنان المؤخرة إيذاناً بجراح الدرجة الثانية ·· هكذا تبدو صورة ''الربع الأخير'' لدوري الساحرة المستديرة كرة القدم حيث يقطع قطار المسابقة مسافة الأسابيع الستة المتبقية على قضبان تزداد سخونة من محطة لأخرى وتزداد معها مهمة الحكام صعوبة وتعقيداً خاصة مع التقارب الكبير في النقاط والتذبذب الشديد في المستويات مما ينذر بانقلابات حادة في ''الجدول'' تحتاج إلى يقظة تحكيمية عالية وأقل نسبة ممكنة من الأخطاء· وإذا كانت الأسابيع القليلة الماضية قد شهدت أخطاء تحكيمية مؤثرة لعبت دوراً بارزا في تغيير النتائج وحسم الصراعات خاصة على مستوى القمة، ومع إقرارنا بأن الأخطاء واردة ولابد منها باعتبار الحكم بشراً ليس منزهاً عن الخطأ، فإن أسرة التحكيم مطالبة بالنهايات السعيدة حتى لا يتحول الحكام إلى ضحية الموسم والشماعة التي تتعلق عليها خطايا الآخرين· ولأن التحكيم يحتاج إلى مناخ صحي حتى يتنفس بصورة طبيعية، ولأن كرة القدم لعبة جماعية نتاج امتزاج كل العناصر فإن الأندية واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والجماهير مطالبة أيضاً بتحمل مسؤولياتها وتجنب ''الضغط'' على قضاة الملاعب في هذه المرحلة لكي ينال كل ذي حق حقه وتتحقق العدالة المأمولة· هذه حقاً هي المرحلة الأصعب فكيف ينظر إليها الحكام وكيف استعدوا وأعدوا لعبور سفينة الموسم بسلام؟ قال سالم سعيد سكرتير عام لجنة الحكام باتحاد الكرة: الخطأ التحكيمي ليس غاية يسعى لها جهاز التحكيم لكن الأخطاء تقع بحكم طبيعة وظروف اللعبة وإمكانات الحكم وظروف المباراة· ولاشك أن اللجنة واتحاد الكرة والحكام يسعون بكل إمكاناتهم ويسخرون كل خبراتهم لتجاوز المرحلة الأخيرة بأفضل صورة ممكنة وهو مالا يعني عدم وقوع أخطاء لأن ذلك لا يحدث مطلقاً في أي مكان حتى في أعظم دوريات العالم في إسبانيا أو إنجلترا أو فرنسا لأن من يدعي عدم وقوع أخطاء تحكيمية إما جاهل أو متعصب أو جان· وقال إننا نصب جل تركيزنا على هذه الفترة ونحاول أن نسخر كل إمكاناتنا لتجاوزها ونقول لكل أطراف اللعبة سواء الأندية أو الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين والجماهير إننا ندرك أهمية هذه المرحلة ليس للفرق فقط ولكن أيضاً لجهاز التحكيم الذي يسعى للتميز كما تسعى الفرق إلى البطولات خاصة وأن هدفنا يتخطى نطاق المحلية ولنا كحكام أهداف دولية لن تتحقق بدون نجاح محلي كخطوة أساسية· فنحن نسعى لأن يكون لدينا حكم في نهائيات كأس آسيا القادمة مما يمهد لخطوة أكبر أن يكون لدينا حكم يمثل التحكيم الإماراتي في مونديال 2010 وقد حققنا بعض المكاسب هذا الموسم حيث زاد حكامنا في النخبة من اثنين إلى ثلاثة مع وجود حكم رابع احتياطي وهي نقلة نحاول أن نزيدها وننميها· وعن التدابير التي اتخذتها اللجنة في هذه المرحلة قال سالم سعيد يهمنا ألا يعيش الحكام تحت ضغط بل أن تكون الأجواء من حولهم طبيعية قدر الإمكان لأن الحكم مثل اللاعب قد يتعثر إذا ما تعرض لشحن زائد كما أن الحكام أنفسهم يشعرون بالمحيط من حولهم وبأهمية الدور الملقى على عاتقهم دون حاجة إلى مزيد من الضغط· وعن مستوى التحكيم هذا الموسم قال سعيد سالم من الصعب أن ندلي بأحكام قاطعة لأن لكل مباراة طبيعتها الخاصة ولكل مسابقة مراحلها لكن التحكيم سعى لأن يكون هو الأفضل بين جميع عناصر اللعبة هذا الموسم ولكن الأضواء تسلط غالباً على السلبيات فلا تظهر ايجابيات التحكيم· وأضاف: إن التوقفات الطويلة التي تخللت الموسم أثرت على الحكام كما أثرت على الفرق لأن الحكم مثل اللاعب يعيش جو المنافسة والمباريات ويصل إلى مراحل أعلى من التركيز مع استمرارية المسابقات ثم تأتي التوقفات لتخلق نوعاً من الاسترخاء ونتمنى أن يوفق اتحاد الكرة في الوصول إلى مسابقة دون توقفات· الاعتقاد بسهولة مباراة يقود إلى كارثة الحكم لمونديالي عيسى درويش يؤكد على مسؤولية جميع الأطراف تحت شعار ''دعوا الحكام للتحكيم واللاعبون للعب'' ·· يقول إن على اللاعبين أولاً أن يتفرغوا للكرة وأن يتركوا الحكام لعملهم، ويجب على الجميع أن يدرك أنه لا يوجد حكم يفضل فريقاً على فريق أو يظلم فريقاً لحساب آخر، وبذلك تنتفي الحساسية التي هي سبب الأزمات ·· وعلى سبيل المثال شاهدنا في نهائي كأس رئيس الدولة مباراة تفرغ فيها كل طرف لمسؤولياته فخرجت على أفضل صورة ·· تفرغ اللاعبون للكرة ولم يعلقوا أخطاءهم على شماعة التحكيم فلم يبرز الحكم الكارت الأصفر سوى مرتين وكان حزيناً وهو يشهر البطاقة ·· على العكس شاهدنا شجاعي لاعب الشارقة المحترف في لقاء فريقه مؤخراً مع الشعب في الدوري وقد حصل على بطاقة صفراء ثم سرعان ما نال البطاقة الثانية بعدها مباشرة وطرده الحكم لأنه لم يتفرغ للعب بالرغم من أنه لاعب محترف ينبغي أن يدرك واجباته أكثر من غيره وألا يعرض فريقه للأزمات لمثل هذه الأسباب التافهة لأن ناديه خسر عليه مالاً كثيراً· يضيف عيسى درويش أن الإداريين أيضاً يجب أن يكونوا على مستوى المسؤولية وكذلك الأجهزة الفنية وعليهم أن يركزوا على فرقهم لأنهم مهما فعلوا لن يغير الحكم من قراره ·· هل شاهدتم على مدار السنوات حكماً غير قراره بعد أن اتخذ القرار؟! ·· لم يحدث هذا من قبل لذلك فالاعتراض لا يفيد· وقال إن لجنة الحكام قد استعدت لهذه المرحلة من الدوري وهي تعمل في كل مكان سواء في الدرجة الأولى أو بقية الدرجات كما أن الحكام مواظبون على المران وقد زادوا الجرعة في هذه الآونة وهناك الاجتماعات الأسبوعية التي يتم خلالها تحليل المباريات ورصد الأخطاء لتعميم الفائدة· وأضاف أنه مع أية تدابير تمت أو تتم فسوف تبقى الهفوات التحكيمية وسوف تقع الأخطاء وعلينا أن نتقبل هذا الأمر ·· لقد كنت بالأمس أشاهد لقاء مانشستر يونايتد مع واتفورد في كأس انجلترا والذي انتهى بفوز مانشستر 4-1 وكانت هناك شكوك في وقوع تسللات في بعض الأهداف ولم نجد أحداً يعترض سواء من اللاعبين أو الأجهزة الفنية والإدارية ولا من الجماهير· وأضاف: إننا الآن بصدد تطبيق الاحتراف ولابد أن يكون اللاعبون على هذا المستوى وأن يتخلوا بالمسؤولية وأن يدركوا أن الحكم يريد أن تنجح المباراة ولا يأتي لكي ''يخربها'' وهو القاضي بين فريقين ويتحرى العدالة قدر ما يستطيع ولا يمكن أن يجامل لأن عمله معروض في نفس اللحظة أمام الآلاف بل والملايين وهو تحت منظار الإعلام وكاميرات التليفزيون التي تنقل المباريات على الهواء لذلك لا يستطيع إلا أن يحكم بالعدل، حتى الحكم الرابع يريد أن يكون نجماً في المباراة وهو أيضاً محاسب ولا تضع لجنة الحكام حكماً رابعاً يكون دوره أن يقف كتمثال فما بالك بحكام الساحة والمساعدين· وقال عيسى درويش إن الحكام عادة يكثفون استعداداتهم خلال الأسابيع الستة أو السبعة الأخيرة من الدوري، كما أن لجنة الحكام تتحرى الدقة الكاملة في توزيع الحكام على المباريات فتضع الحكم الذي يناسب المباراة دون مغامرات ·· وأعتقد أن هذه المرحلة من المسابقة تتسم بحساسية خاصة تماماً كما كان الحال في الموسم الماضي حيث لم تحسم البطولة ولا الهبوط إلا مع صفارة الحكم في آخر مباراة من الدوري· كما أن الحكام أنفسهم يكونون في أعلى درجات التركيز لأننا نعتقد دائماً أنه لا توجد مباراة سهلة لأن التجارب تقول إن الحكم إذا اعتقد في سهولة مباراة فقد يصل إلى كارثة حتى ولو كانت المباراة غير مؤثرة أو مجرد تحصيل حاصل فما بالك بالمباريات المصيرية· وقائع مؤسفة وتطرق عيسى درويش إلى بعض الوقائع المؤسفة التي تعرض لها الحكام هذا الموسم مشيراً إلى تجاوزات وقعت من جمهور الإمارات مازال يشعر تجاهها بالأسف والمرارة كما أشار إلى تجاوزات أكبر من جمهور الشباب في مباراة الوحدة مؤكداً أن الحكام تعرضوا لاعتداءات سافرة دون غطاء كاف من الحماية· وأضاف : إنني أستحي بعد ذلك أن أصطحب ولدي الصغير إلى مباراة أديرها لأن أبيه قد يتعرض للسب والإهانة والاعتداء أمام عينيه ويتعجب الصغير ويسأل ببراءة: أبي ·· إن ''ربعك يسبونك''!! ·· كيف تقبل هذا وأنت حكم لك مكانتك وشاركت في كأس العالم وكأس الخليج وآسيا والبطولات العربية·· إنني أسأل إلى متى تبقى هذه الشوائب في مدرجات ملاعبنا وإلى متى يبقى الفريقان معاً في حالة شك تجاه الحكم ويظن كل منهما سواء الغالب أو المغلوب أن الحكم ضده لصالح الطرف الآخر، وإلى متى يلقن بعض الإداريين لاعبيهم مثل هذه الدروس الخاطئة والظنون التي لا أساس لها فينزل اللاعب مسبقاً وهو متحفز ويعترض على كل كبيرة وصغيرة أثناء المباراة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©