دمشق (أ ف ب) - أقر وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار أمس، بأن بلاده تعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ سنوات، إلا أنها ستحاول تجاوزها عبر تحقيق تقدم في مجال الاكتفاء الذاتي. وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” “إنها ليست أزمة سهلة على الإطلاق .. إني اعتقد أنها أسوأ أزمة نمر بها في تاريخنا لأنها تمس مباشرة المواطن ورجل الشارع والمصانع وبيئة الأعمال .. إنها تصيب الجميع وهذا ليس عادلاً”.
وكانت الولايات المتحدة وأوروبا أقرتا عقوبات اقتصادية شديدة على سوريا بعد قمع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فيما ينتظر أن تحذو الجامعة العربية حذو الدول التي فرضت العقوبات، وتتخذ بدورها إجراءات اقتصادية صارمة من شأنها تضييق الخناق على سوريا.
وقال الشعار “إن استمر الوضع على هذه الحال، فإن الأمر سيصبح تعيساً .. إن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى أضرار جمة على سوريا وسينسحب ذلك على الدول العربية الأخرى”. معرباً عن شكوكه في اتخاذ قرار العقوبات بالإجماع بين البلدان العربية، وقال “إني شبه متأكد من أن البعض لن يوافق على ذلك”.
وقال الشعار “يجب علينا الاعتماد أكثر على مواردنا الداخلية الذاتية والتركيز على إبراز ثرواتنا، وعلينا أن نكون فاعلين أكثر فيما يتعلق بموضوع الاكتفاء الذاتي وبتوزيع مواردنا وفي إنتاجنا وإدارة معاملنا”.
وعبر وزير الاقتصاد عن عدم قلقه من تراجع قيمة العملة المحلية، حيث يتم صرف الدولار بنحو 55 ليرة سورية مقابل 50 ليرة الشهر الماضي. وقال “انخفاض قيمة العملة ليس مأساوياً إذا واكبته إعادة فتح المعامل وزيادة فرص العمل وتمكن السكان من الحصول على مشتريات بشكل جيد، بالإضافة إلى تحفيز الاقتصاد والتشغيل”.
وتوقع الشعار انخفاض الصادرات بنسبة 20 بالمئة والواردات من 30 إلى 40 بالمئة، وقال “إن انخفاض سعر صرف العملة مفيد بالنسبة إلى الصادرات”، مشيراً إلى أن ذلك يصبح خطراً عندما تتزايد الواردات بسرعة أكبر من الصادرات، إلا أن ذلك ليس الحال الآن”.
عدد اليوم
