الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: «التفاؤل».. شعيرة إسلامية تعيد الثقة إلى الأمة

العلماء: «التفاؤل».. شعيرة إسلامية تعيد الثقة إلى الأمة
1 يناير 2016 01:17
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء من الأزهر، أن الإسلام الحنيف يدعو إلى التفاؤل، ويعتبره سلوكاً طيباً، ونوراً وقت شدة الظلمات، ومخرجاً وقت اشتداد الأزمات، ومتنفساً وقت ضيق الكربات، وفي نفس الوقت، يحذر من اليأس والتطير والعبوس والتنفير، ويرى في ذلك سلوكاً مذموماً ومرفوضاً. وأوضح العلماء أن التفاؤل صفة طيبة بها يحل المسلم مشكلاته وأزماته، وهو الأمر الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما تفاءل وتعلق بالله سبحانه وتعالى، جعل الله له من كل المكائد والشرور والكرب فرجاً ومخرجاً. انشراح القلب د. أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يوضح أن مفهوم التفاؤل يعني انشراح قلب الإنسان وإحسانه الظن، وتوقع الخير بما يسمعه من الكلام الصالح أو الحسن أو الطيب، وقد روي أن نبي الله يوسف عليه السلام شكا إلى الله عز وجل طول الحبس، فأوحى الله إليه: يا يوسف، أنت حبست نفسك حيث قلت: «رب السجن أحب إلى» ولو قلت: العافية أحب إليَّ «لعوفيت»، والفأل هو الكلمة الصالحة أو الطيبة أو الحسنة، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف أنه صلى الله عليه وسلم سئل ما الفأل؟ فقال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»، وهذا الخلق الرفيع كان من أوصافه وخصائصه صلى الله عليه وسلم، وكان يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة، وكان لا يتطير من شيء، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: الفأل من طريق حسن الظن بالله. وقال أستاذ الشريعة الإسلامية: لقد تقرر لدى أهل العلم أن التفاؤل هو تقوية للعزائم ومعونة على الفوز وباعث على الجد، وفيه ترويح للإنسان وسرور له، وتوازن نفسي يغنيه عن معالجات ومداوات للصراعات النفسية، لذلك عقد أهل العلم أبواباً ذات صلة بقيمة التفاؤل أهمها البشارة، البشاشة، الرضا، التوكل، حسن الظن، وكرهوا وحذروا من أضرار التطير والعبوس والتنفير والقنوط وسوء الظن والوسوسة، وفي الحديث «لا عدوي ولا طيرة ويعجبني الفأل الحسن»، وذكر أهل العلم أن بواعث حب النبي صلى الله عليه وسلم للتفاؤل أن الناس إذا أملوا رجاء الله عز وجل عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير، وينبغي لمن تفاءل أن يتأول بأحسن تأويلاته، ولا يجعل لسوء الظن عليه سبيلا. وأكد د. كريمة أن التفاؤل علاج فعال لأمراض النفوس ويعد تخفيفا في الأزمات والكوارث والنوائب والمهمات والملمات، لذا اعتنت به الشريعة الإسلامية الغراء في بيانه وبنيانه ومقاصده وأهدافه. صفة حميدة وأكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر، أن التفاؤل قيمة إسلامية جليلة، حث عليها الدين الحنيف في الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وكانت صفة التفاؤل من بين الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله عز وجل بها نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وكان في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ففي يوم هجرته إلى المدينة فراراً بدينه وبحثاً عن موطئ قدم لدعوته، نجده يبشر عدوا يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسوار ملك سيلبسه، وأعظم من ذلك دين حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه. وأشار الشيخ الأطرش إلى أن التفاؤل سلوك طيب يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وبه تحل المشكلات، وتفك المعضلات. حسن الظن باللهأما د. آمنة نصير، فتقول: لو تتبعنا مواقف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء، وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبداً، ومن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول صلى الله عليه وسلم مخاطبا صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله «لا تحزن إن الله معنا»، وأيضاً تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم، فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: «يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما»، ومنها تفاؤله بالنصر في غزوة بدر، وإخباره بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش، وكذلك تفاؤله عند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©