الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

3 كتاب يقرأون علاقة الأسلوب برؤية المبدع

3 كتاب يقرأون علاقة الأسلوب برؤية المبدع
13 نوفمبر 2012
استضاف البرنامج الفكري الموازي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول ندوة تحت عنوان “ السرد .. صورة الإنسان” أدارها القاص الإماراتي إبراهيم مبارك، واشترك فيها الناقد الجزائري رشيد بوشعير والروائيان اللبنانيان رشيد الضعيف وجبور الدويهي. واستهل رشيد الضعيف الندوة فتكلم عن الأسلوب بوصفه الإنسان؛ مستلهماً العبارة الذائعة للفرنسي بيفون” الأسلوب هو الإنسان نفسه”. وقال الضعيف موضحاً: “الأسلوب هو تنظيم للفكر وهو ترتيب لمدارك الإنسان وهو نقل لتموجات النفس وهو تنظيم وعي الإنسان للعالم”. وفي هذا السبيل قال:” ان ما يصحّ على الأسلوب يصح على السرد، من حيث إن السرد هو أسلوب”. وأضاف شارحاً:” إن السرد هو وعينا للعالم وهو طريقتنا في تنظيم العالم الذي نراه أو نتصوره؛ فالكاتب يمكن ان يرى العالم وينقله إلينا أو يمكن ان يتصور العالم وينقله إلينا، وبالأخير السرد هو الأسلوب “. وأشار الضعيف إلى أن تلك فكرة قديمة وان العرب القدماء قالوا الشيء نفسه، ولكنه اقترح أن نقول “السرد صورة للعصر” عوضاً عن “السرد صورة الإنسان”، باعتبار ان الإنسان جزء من العصر. ومن ثم السرد هو صورة للعصر وليس للإنسان؛ فعندما نتكلم عن الرواية مثلا فهي “فن تاريخي”، وهي بنت التاريخ وصناعته ومقاربته “عندما نكتب رواية فنحن في قلب التاريخ” ، وإذا أردت ان تكتب رواية فعليك ان تضع نفسك في قلب العصر”. من يكتب الرواية يخضع لشروط الرواية بوصفها فعلا تاريخيا”. وألحّ الضعيف على فكرة أن من يكتب رواية في الوقت الراهن لا يمكن أن يكتب كما كتب نجيب محفوظ في عصره: اختلفت المواضيع، فالنظرة إلى المجتمع باعتباره مكونا من طبقات اجتماعية، لم تعد قائمة في أوروبا. وذكر صاحب رواية “ أوكي مع السلامة” جملة من الموضوعات التي باتت تشغل الرواية الجديدة وقارن بينها وتلك التي كانت تغلب على الرواية القديمة، منتهياً إلى ان لكل عصر قضاياه ومشاغله. وللتدليل على سطوة “العصر” على توجهات الناس وخياراتهم قال الضعيف إن “شكل السيارة الآن يؤثر علينا أكثر مما يفعل الكاتب، تصميم الهاتف النقال وأشكال الدعاية وتصاميم الموضة تشغلنا أكثر مما يفعل الكاتب”. من جانبه، تكلم الروائي اللبناني جبور الدويهي باختصار شديد مستعرضاً علاقة الأسلوب بالكاتب، منطلقاً من فكرة مفاده أن لكل كاتب أسلوبه الخاص الذي لا يمكن الانفكاك منه “ التجديد ليس بالأمر السهل”. وذكر الدويهي في هذا الجانب قصة روائي فرنسي فاز بجائزة غونكور مرة باسمه الحقيقي ومرة أخرى باسم مستعار ولم تنتبه لجنة الجائزة إلى “أسلوبه” ولكن “ هذا أمر استثنائي ولا يحصل كثيراً”، كما قال الدويهي. أما الناقد الجزائري رشيد بوشعير فركز في مداخلته على المضامين الروائية العربية التي سعت إلى إبراز صورة الإنسان العربي في صلته بالمجتمع وفي علاقته بذاته والآخر.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©