الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البقشيش وسيلة للتباهي فقط

البقشيش وسيلة للتباهي فقط
24 مارس 2009 01:47
هدى من النوع الذي يتباهى بتقديم البقشيش في كل زيارة للصالون النسائي للتجميل فعلى حد قولها: هذه العاملة تقدم لي خدمة مميزة، من حيث تنظيف البشرة والبادكير والمنكير مع التدليك والمساج، حتى تنتهي هذه الرحلة عند دفع المبلغ . موضحة رأيها في موضوع البقشيش: ´الموقف طريف، لكن طريقة التعامل مع البقشيش تكون في بعض الأحيان محرجة، ففي بعض البلدان يعتبر البقشيش نوعاً من أنواع التحقير لكرامة العامل، وفي بلدان أخرى يجب عليك دفع مبلغ من المال للنادل، أو لعامل الفندق، أو حتى في سيارة التاكسي. العالم في تغير دائم، وتعامل الإنسان مع المال تغير أيضاً، فعادة البقشيش آخذة في التوسع في العالم، وهي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الفاتورة الأصلية في بلدان لم تكن تؤمن بسياسة البقشيش من قبل مثل الصين، لأنه كان يعتبر مظهراً من مظاهر الرأسمالية، في حين يتم التعامل مع البقشيش بنسبة مئوية محددة في بلدان أخرى . نسيت إعطاءه البقشيش من جهته يقول باسم حسام: ´ذات مرة وصلت إلى غرفتي في أحد فنادق الكويت، حيث رافقني أحد العاملين في الفندق إلى الغرفة لمساعدتي في توصيل حقيبتي، فشكرته، لكنه بقي واقفاً في مكانه وكأنه ينتظر مني جواباً، ولكنه لم يسألني حتى أجيبه، وبقي واقفاً فشكرته من جديد، عندها لمَّح لي أنه بانتظار البقشيش، تسمرت في مكاني عندما تذكرت بأنني كنت على عجلة من أمري، ولم أمنحه أي مبلغ من المال، فاعتذرت له وفسرت له بأنني لا أملك أي دينار، فأجاب: ´ليس هناك مشكلة، أقبل بأي عملة اخرى . سلوك انتهازي في المقابل يرى توفيق يحيى أنَّ البقشيش ´سلوك انتهازي، يقوم به بعض العمال في بعض محال ´المشتريات نظير تأدية ´خدمة ، هي من حق ´الزبون في الأساس، نتيجة تردده على المكان وشرائه من هذا المحل. لكنَّ النساء دون غيرهن يخضعن في الغالب لهذا السلوك ´الابتزازي ، بل يصل الأمر ببعض هؤلاء النساء لتشجيع هذا السلوك في محاولة للتباهي، تحت دعوى أن هؤلاء العمال ´غلابة ، وكثيرات من هؤلاء النساء لا يفكرن في التبرع في ما يقدمنه لمن هم أكثر حاجة إليه، بفعل عجزهم عن العمل، بما يدل على أن هذا السلوك هو للمباهاة فقط، وليس لمساعدة هؤلاء العمال، كما تروج أولئك النسوة. أما رشيدة سكاكري فهي ترفضُ أن تسمي دفعها مبلغاً من المال إلى أحد عمال المطاعم بـ البقشيش ، وتفضل تسميته بـ ´الإكرامية ، لقاء ما يقدّمه لها عامل المطعم من خدمات، فالإكرامية، حسب رأيها، من حقه الطبيعي، خاصة أنَّه في أحيان كثيرة يتحمل مزاجية الزبائن، مضيفة: ´إذا لم أعطه زيادة فلن يستطيع مواجهة غلاء الحياة، راتب هذا العامل من المطعم لا يكفي. وفي الأساس لن يؤثر عليّ دفع 10دراهم مثلا له، لاسيما أنَّ هذا يشكل حافزاً ودافعاً له للقيام بعمله بأفضل صورة. ومن المؤكد أنني عندما أفكر بالذهاب إلى أيّ مطعم سأضع في حساباتي أنَّ هناك إكراميات سأدفعها للنادل . في المقابل تعتقد مريم الراوي أن ´البقشيش فرض ثقافة التباهي، وتحوَّل إلى انطباع ´مظهري بأنَّ من يدفعه هو إنسان مثقف، وجيبه مليء. هذا ما يراه الكثيرون، فعندما يدفع الزبون بقشيشاً للجرسون، يشعر بالاحترام، ويُنظر إليه نظرة ملؤها التقدير، وتتحوَّل الكلمات الموجهة إليه: ´أمرك أستاذ ، و´تكرم ، و´من عيوني .. ومن جهة أخرى، يرى البعض أنَّ معظم الشباب لا تروق لهم فكرة ´البقشيش إلا من باب التباهي، في حين أنَّ معظم النساء يدفعن ذلك من باب التعاطف مع هذا العامل. غير منطقي من أين أتوا بهذه الموضة؟ ولماذا أدفع ´بقشيشاً ما دمت أدفع فاتورة المطعم تضاف إليها الضريبة؟! هذا ما تشير إليه نهى باسم، معتبرة أنَّ ´البقشيش أمرٌ غير منطقي، والخدمة المقدمة لها هي أصلا من حقها، ولا يعقل أن يتحوَّل موضوع ´البقشيش إلى فرض، لاسيما أنَّ الجرسون عمله الأساسي في المطعم هو خدمة زبائن هذا المطعم، وهو يتقاضى راتباً لقاء خدماته، متسائلة: لماذا إذاً أدفع له زيادة؟! ومن غير المعقول أن تكون تكلفة الذهاب إلى أيّ مطعم تتجاوز 300 درهم، وإذا كنت سأدفع إكراميات فالمبلغ سيتجاوز الـ 500 درهم. البقشيش ليس إلزامياً والفاتورة تتضمَّن الخدمة بحسب أحمد السيد، لكنَّ ذلك لا يعني منع الزبائن من إعطاء إكرامية للعامل عندما تكون خدمته مميزة، ويضيف: ´برأيي، هذا تشجيع له على حسن خدمته، وهو ليس أجره الأساسي، لأنه يحصل على أجره تلقائياً براتب شهري من المطعم. وهذا الراتب مقبول . ليس إلزاما على الرغم من ذلك، يبقى الاختلافُ في وجهات النظر بين الزبائن والنادل قائماً، يشرح نادل في أحد المطاعم: ´سبب تقاضي البقشيش يرجع إلى أنَّ صاحب المطعم الذي أعمل فيه يضع في حسابه عند تحديد أجره أنه من خلال العمل في المطعم سأحصل على إكراميات قد تفوق راتبي بأضعاف، لهذا من حقي الطبيعي أن آخذ مبلغاً خاصاً لي، وإذا اعتمدت فقط على الراتب الذي لا يتجاوز أربعة آلاف درهم فلن أستطيع العيش ومواجهة غلاء الأسعار، ولن يسعني تحمل مصاريف أسرتي .. أما شريف محمود (صاحب مطعم) فيرى أنَّ دفع ´البقشيش أمرٌ اختياريّ، وللزبون الحق في أن يدفعه أولا، وبحسب كلامه: ´في أحيان كثيرة، يدفع الزبون حسب مزاجه وحسب ما إذا كان العامل يستحقّ أو لا . معنى ´البقشيش البقشيش أياً كان مصدره أو أصله اللغوي، فهو يعني المال مقابل السرعة، أو المال مقابل ميزة معينة، والبقشيش بدأ عند الأميركيين بكلمة ´ Tips ومعناها أن تدفع زيادة مقابل أن تأخذ خدمة أسرع، أما كلمة بقشيش العربية، فجاءت من الكلمة التركية ´بخشيش بمعنى هبة أو منحة. أصول ´البقشيش في المطاعم والفنادق ?اسبانيا في المطاعم: البقشيش ليس متعارفاً عليه من قبل الإسبان، لكن السياح يدفعون نسبة 5 إلى 10 بالمائة.. ?إيطاليا في المطاعم: من الأفضل دفع نسبة 10 بالمائة للخدمة و10 في المائة بقشيشاً. في الفنادق: بقشيش رمزي لا يتعدى اليورو الواحد في اليوم الواحد لعامل التنظيف. ?السويد في المطاعم: يتم ضم ثمن الخدمة إلى الفاتورة ولكن البعض يترك بقشــــيشـــا بنســــبة 10?. في الفنادق: يعطى البقشيش لحامل الحقائب فقط (يورو واحد لكل حقيبة). ?أوروبا الشرقية في المطاعم: 10% من قيمة الفاتورة. في الفنادق: 5% من القيمة الإجمالي. ?الصين في المطاعم: البقشيش ليس يكن مقبولاً في الصين. في الفنادق: البقشيش ليس إجبارياً، ولكن يمكنك ترك مبلغ متواضع جداً تقديرا منك للخدمة الجيدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©