أبوظبي (وام) - ترأست دولة الإمارات الاجتماع الرابع لمجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، الذي عقد في أبوظبي أمس، بمشاركة 70 دولة.
ويهدف الاجتماع إلى رسم مستقبل السياسات الدولية للطاقة المتجددة والتأكيد على الدور المتنامي لـ”آيرينا” كمركز عالمي رئيسي للطاقة المتجددة، حيث تواصل الوكالة التي تضم حاليا 160 دولة بين أعضاء ومتقدمين للعضوية، نموها وتقدمها. وقال عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “انطلقت “آيرينا” لكي تصبح الصوت العالمي للطاقة المتجددة، واليوم أصبحت هذه الرؤية واقعا فعليا حيث تمتلك الوكالة الدولية للطاقة المتجددة مكانة متميزة تؤهلها لتكون مركزا عالميا يتيح لصناع القرار وواضعي السياسات توحيد الجهود والعمل لإمداد العالم بالطاقة من خلال المصادر المتجددة.
من جهته، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر مساعد وزير الخارجية والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ “خلال سنتين فقط منذ انطلاق عملها حققت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة نجاحات مهمة، كان لها تأثير ملموس على صعيد تطوير السياسات وتسهيل الحصول على التمويل وتوفير البيانات الفنية المرتبطة بالطاقة المتجددة”.
وأشار الجابر الى ان هذه الإنجازات إلى جانب جدول الأعمال المقترح لعام 2013 والذي تمت مناقشته في اجتماع مجلس “آيرينا” تؤكد أن الوكالة تقوم بمهامها في تشجيع وتحفيز تنويع مصادر الطاقة وتعزيز انتشار مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم”.
وقال الدكتور ثاني أحمد الزيودي مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية والذي ترأس اجتماع مجلس “آيرينا” امس، “إن التقدم السريع الذي تحققه الوكالة يعكس الدعم الدولي والتوجه المتزايد نحو اعتماد حلول ومشاريع الطاقة المتجددة».
واضاف «يسرنا أن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور رئيسي في النقاشات الدولية حول الطاقة المتجددة سيما وأن دولة الإمارات أكدت التزامها العملي بالتحول إلى اقتصاد قائم على مزيج متنوع من مصادر الطاقة”.
وسيقوم المجلس بوضع جدول أعمال الاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، الذي سينعقد في يناير من العام المقبل، وذلك بالتزامن مع أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يقام في الفترة من 13 الى 17 يناير 2013، والذي يضم مجموعة من المؤتمرات والفعاليات رفيعة المستوى، التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الطاقة المتجددة في أرجاء العالم.
وخلال اجتماع المجلس ناقش الأعضاء الدعوة الأولى لتسلم مقترحات لمشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية، وذلك في إطار الدعم الذي يقدمه صندوق أبوظبي للتنمية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” بقيمة 350 مليون دولار أميركي على مدى سبع سنوات.
وتم استعراض تصميم الأطلس العالمي للطاقة المتجددة وهو مشروع لرسم الخرائط للموارد الدولية من المخطط إطلاقه في يناير 2013 وإرشادات تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والآليات القائمة على سعر التعرفة لتشجيع نشر الطاقة المتجددة في الظروف الاقتصادية الحالية واستراتيجيات لتنفيذ خريطة الطريق العالمية للطاقة المتجددة في عام 2030. والتي تبرز الطرق لتحقيق أهداف مبادرة الطاقة المستدامة للجميع الخاصة بالأمانة العامة للأمم المتحدة بما في ذلك مضاعفة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمية بحلول عام 2030.
يذكر انه تم تكليف الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” من قبل 158 دولة والاتحاد الأوروبي للنهوض بالاستخدام المستدام لجميع أنواع الطاقة المتجددة ولكي تخدم بصفتها مركز اتصال عالمي لتعاون الطاقة المتجددة وتبادل المعلومات.
ومن خلال مقرها الواقع في أبوظبي ومركزها للابتكار والتكنولوجيا في بون بألمانيا تتابع الوكالة وتقوم بتوفير السياسة والتمويل والمشورة التكنولوجية والتحليل على مستوى العالم.
وكانت “مصدر”، مبادرة أبوظبي للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، أرست مؤخراً عقد تصميم وتشييد مجمع مقرها الرئيسي الجديد والذي يضم أيضاً المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”.
وقالت “مصدر” الشهر الماضي، إنه من المقرر استكمال أعمال البناء في صيف عام 2014، حيث سيكون المجمع متعدد الاستخدامات ومن أكثر المباني تطوراً واستدامةً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد المعالم البارزة في مدينة مصدر.
ويسعى المجمع إلى نيل شهادة “أربع لآلئ” وفق نظام “استدامة” لتصنيف المباني، وهو أحد أفضل معايير الاستدامة وكفاءة الطاقة في العالم. وتم تصميم المجمع بحيث يضم 3 مبان بيضاوية الشكل تبلغ مساحتها الإجمالية 32000 متر مربع، يوجد في وسطها ساحة عامة تتيح لمستخدمي المجمع الوصول إلى أماكن التسوق، والمطاعم، وممرات المشي، في مدينة مصدر وإتاحة الفرصة لهم لاختبار أنماط الحياة العصرية والمستدامة.
وسيتم تزويد أسطح المباني بألواح شمسية كهروضوئية بمساحة 1000 متر مربع من شأنها توفير الكهرباء من مصادر متجددة للمباني.
وتماشياً مع تعزيز الكفاءة، يهدف المجمع إلى خفض استخدام المياه والطاقة بنسبة تزيد على 50% مقارنة بالمباني المماثلة من حيث الحجم في أبوظبي.
وخلال مرحلة تصميم المبنى، قدمت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، المنظمة الحكومية الدولية التي تكرس جهودها لتعزيز انتشار وتطبيق حلول ومشاريع الطاقة المتجددة حول العالم، مشورتها في ما يتعلق بتصميم مقرها ومكاتبها بما يساعدها على أداء مهامها ومتطلبات عملها كوكالة دولية.
وتمت ترسية عقد التصميم والتشييد على شركة بروكفيلد ملتيبليكس، التي تتخذ مقرها في مدينة سيدني.
وتتوافق مواصفات مبنى المجمع مع التحديثات التي جرت عام 2011، والتي تمت لمواكبة طلب السوق. وأتاحت عملية إمكانية دمج التقنيات المتوفرة حديثاً، والخبرات التي اكتسبها فريق المشاريع في مدينة مصدر.
وتتبع مدينة مصدر التصميمات العمرانية الذكية وتسعى إلى تطبيق أفضل الممارسات في مجال التنمية المستدامة.
وتوفر البنية التحتية للمدينة منصة تساعد الشركات على إجراء اختبارات عملية، وتطبيق الحلول الجديدة للطاقة في بيئة حضرية، مما يساعد على تسريع جهود البحث والتطوير، فضلاً عن التسويق التجاري للتقنيات النظيفة.
وتعد مدينة مصدر منطقة اقتصادية خاصة تقدم مزايا وحوافز مهمة للشركات، بما في ذلك التملك الكامل للأجانب، وإعفاء من ضرائب الدخل، وعدم فرض قيود على صرف العملات، كما يمكن للشركات التي تتطلع للاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، وسوق الطاقة المتجددة التي تشهد نمواً في المنطقة، أن تستفيد من “النافذة الموحدة للخدمات” لتسهيل وتبسيط تأسيس وتسجيل الشركات والأعمال في أبوظبي.
عدد اليوم
