واشنطن، القاهرة (وكالات) - وجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعنف انتقاد من نوعه إلى جماعة “الإخوان المسلمين” المحظورة، حيث اتهمها بـ”سرقة الثورة في مصر”. وقال في إشارة إلى ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت الرئيس حسني مبارك “إن فتيان ميدان التحرير لم يتحركوا بدافع من أي دين أو أيديولوجية، كانوا يريدون أن يدرسوا وأن يعملوا وأن يكون لهم مستقبل، لا حكومة فاسدة تمنع عنهم كل ذلك، لقد تواصلوا عبر تويتر وفيسبوك، وهذا ما أنتج الثورة. إلا أن هذه الثورة سرقت من قبل كيان كان الأكثر تنظيما في البلاد..الجماعة (في إشارة إلى الإخوان المسلمين)”.
وأقر كيري ضمنيا بشرعية قيام الجيش المصري في الثالث من يوليو بعزل محمد مرسي (الرئيس الذي أوصلته الجماعة عبر حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها إلى المنصب في يونيو 2012)، بعد ثورة شعبية عارمة في 30 يونيو ، حيث قال في كلمة أمام الاجتماع السنوي الـ28 للمجلس الأمني الاستشاري في الخارج التابع لوزارة الخارجية “إن الهدف مما قام به الجيش هو إعادة الديمقراطية”.
واعتبر كيري أن الشباب في الشرق الأوسط يلجأون للتطرف نتيجة الإحباط وانعدام الفرصة الاقتصادية والتعليمية. وتحدث في هذا الصدد عن التونسي محمد البوعزيزي، الذي يوصف بأنه الشرارة الأولى لانطلاق ثورات ما يسمى “الربيع العربي”، وقال “لم يكن هناك دين، لا شيء، لا تطرف أو أيديولوجية وراء ذلك..لقد صفعته شرطية..لقد سئم الفساد ورغب في فرصة ليعيش حياته بأن يكون قادرا على بيع سلعه”.
من جهة ثانية، أدانت الولايات المتحدة بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف جنوداً مصريين في شمال سيناء وأسفر عن مقتل 11 وإصابة 37 آخرين، معربة عن دعمها للحكومة الانتقالية المصرية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي “نحن ندين بشدة الهجوم الإرهابي قرب العريش، ونتقدم بالتعازي لعائلات القتلى، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”. وأعربت عن دعم واشنطن للحكومة الانتقالية المصرية، للتحقيق في الاعتداء وفي مختلف الأحداث التي تشهدها البلاد، بغية جلب المسؤولين عنها أمام العدالة. وكررت دعوة ألإدارة الأميركية إلى عدم اللجوء إلى العنف الذي يؤذي كل المصريين ويضر بشكل أكبر بالاقتصاد والجهود التي تبذل للمضي قدماً في تطبيق خارطة طريق تقود إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً وشاملة.
بدوره، أدان مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروك الاعتداء الإرهابي في شمال سيناء، وقال خلال لقائه الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء المصري وزير الدفاع والإنتاج الحربي، قائد القوات المسلحة “نحن ندين تماما الإرهاب بكل صوره، ونعبر عن تعازي الحكومة البريطانية في ضحايا قوات الجيش بهجوم العريش”. معربا عن ثقة بلاده في قدرة مصر على مواجهة الإرهاب والمضي قدما في تنفيذ المسار الديمقراطي وفقا لخارطة المستقبل واستعادة مصر مكانتها الرائدة أفليميا ودوليا.
وكان داروك أكد أن بلاده تعتزم إرسال وفد من الخبراء خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى مصر للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك بعد جلسة مباحثات عقدها مع وزير الخارجية نبيل فهمي الذي قال “إن العلاقات المصرية البريطانية قديمة ومتنوعة وتتناول قضايا كثيرة جدا”. مشيرا إلى أنه شرح لمستشار الأمن القومي في الجزء الأول من الاجتماع بالتحديد ما تشهده المنطقة من تطورات خاصة ما يرتبط منها بمصر. وأضاف “أن المسؤول البريطاني نقل رسالة واضحة من رئيس وزراء بريطانيا يؤكد فيها دعمه لخريطة الطريق ولنجاح مصر في تنفيذ هذه الخريطة وتحقيق أمنيات وتطلعات الشعب المصري”. وقال مستشار الأمن القومي البريطاني إن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون طلب منه الحضور إلى مصر للتعبير عن الدعم للحكومة المصرية الحالية والقيادة المصرية وتضامن بريطانيا مع مصر في مواجهة التحديات الأمنية والمشاكل الموجودة في المنطقة والوقوف معا في الحرب ضد الإرهاب. وأوضح أن زيارته لمصر كانت مثمرة ومشجعة لأنها تمهد الطريق لمزيد من التعاون في المستقبل.
وأكد مستشار الأمن القومي البريطاني أن بلاده تدين بشكل قاطع الإرهاب، وانه قدم عدة أفكار حول التعاون في المستقبل سواء على المستوى الثنائي أو بمشاركة دول أخرى في مجال مكافحة الإرهاب. وقال إن بريطانيا تعتزم إرسال وفد من الخبراء قريبا خلال الأشهر القليلة المقبلة للنظر فيما يمكن القيام به عمليا سويا في هذا المجال. وعبر عن أمله في أن يكون هناك تعاون على الأرض خلال الفترة القادمة في هذا الصدد.
وردا على سؤال حول مراجعة حكومته لقراراها الخاص بتجميد تراخيص تصدير بعض مكونات السلاح والمعدات لمصر، قال مستشار الأمن القومي البريطاني إن هذه القرارات كانت قرارات من جانب الاتحاد الأوروبي في أغسطس الماضي، وتم بالفعل إزالة بعض هذا التجميد. وأضاف “إننا في طريقنا لإزالة قرار التجميد، ولا بد من تحقيق بعض التقدم في هذا الشأن”.
عدد اليوم
