الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«القاعدة» في اليمن يهدد بإعدام صحفي أميركي

5 ديسمبر 2014 02:21
عقيل الحلالي (صنعاء) هدد «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ من اليمن مقرا له، بإعدام صحفي أميركي اختفى في ظروف غامضة في العاصمة صنعاء في سبتمبر 2013، خلال ثلاثة أيام إذا لم تنفذ الحكومة الأميركية مطالب غير محددة. ونشر التنظيم الذي تعتبره الولايات المتحدة وحكومات غربية أخطر وأنشط فروع الشبكة العالمية للقاعدة، تسجيل فيديو مدته 3 دقائق اظهر رهينة قال إن اسمه لوك سومرز وأنه ولد في بريطانيا ويحمل الجنسية الأميركية ويبلغ من العمر 33 عاما، مشيرا إلى مرور أكثر من عام على اختطافه في صنعاء. وأضاف: «ابحث عن مساعدة لإخراجي من هذا الوضع. بلا شك ان حياتي في خطر». وظهر في التسجيل المرئي أحد قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يدعى نسر بن على الأنسي، هاجم بشدة ما وصفها بـ»الجرائم التي ترتكبها اميركا في العالم الإسلامي منذ عقود»، ودعم «الاعتداءات الوحشية» ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، متهما أيضا الولايات المتحدة بارتكاب «مجازر» في افغانستان والصومال والعراق. وقال ان الرئيس الأميركي باراك اوباما يقود «حملة صليبية» ضد المسلمين من خلال الهجمات بطائرات من دون طيار التي عادة ما تستهدف مقاتلين متشددين في اليمن وبلدان إسلامية أخرى. وذكر انه نتيجة لاستمرار الغارات الأميركية على «المجاهدين»، وتعنت اوباما في تنفيذ مطالب تنظيم القاعدة «فإننا وبناءً على ما سبق نمهل الحكومة الأميركية ثلاثة أيام، من تاريخ نشر هذا البيان، لتنفيذ مطالبنا التي يعلمونها جيدا وإلا فإن الرهينة الأميركي المحتجز لدينا سيلاقي مصيرهم المحتوم». وأضاف: «نحذر اوباما والحكومة الأميركية من مغبة اقدامهم على حماقات أخرى»، مشيرا بشكل خاص الى عملية أخيرة نفذها الجيش اليمني الأسبوع الماضي في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد اسفرت عن تحرير ثماني رهائن بينهم سعودي وإثيوبي وقتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة. ويوم الخميس الماضي، ذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية ان أربعة أجانب هم أميركي وبريطاني وجنوب افريقي وتركي، كانوا من بين الرهائن الذين سعت قوات مكافحة الإرهاب لتحريرهم من تنظيم القاعدة في عملية حضرموت، مشيرا إلى أن التنظيم تمكن من نقلهم إلى مكان آخر قبل يومين فقط من الهجوم. وقال الصحفي اليمني غمدان اليوسفي، لـ(الاتحاد) إن الرهينة الذي ظهر في الفيديو الذي بثه موقع يوتيوب ونشره موقع سايت الإلكتروني الذي يتابع بيانات المتشددين، هو الصحفي الأميركي لوك سومرز الذي كان يعمل مترجما لدى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء قبيل اختطافه في ظروف غامضة. وأضاف اليوسفي الذي عرف الرهينة الأميركي عن قرب «اشتهر لوك سومرز بدفاعه عن حقوق الإنسان والحرية»، مشددا على ضرورة اتخاذ نقابة الصحفيين اليمنيين والمنظمات السياسية والمدنية الحقوقية في البلاد «فعاليات احتجاجية» للضغط على تنظيم القاعدة من أجل الإفراج عن سومرز المقيم في اليمن منذ ثلاثة أعوام وشارك في تغطية احداث الانتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. ولم تصدر السفارة الأميركية في صنعاء حتى مساء أمس بيانا بشأن مواطنها المحتجز لدى تنظيم القاعدة الذي لم يعلن خلال السنوات الاخيرة عن اعدام اي رهينة على رغم احتجازه دبلوماسيا سعوديا منذ مارس 2012 ودبلوماسيا ايرانيا منذ يوليو 2013 اضافة الى مدرس جنوب افريقي منذ مايو 2013. وكانت الولايات المتحدة نددت بالتفجير الذي استهدف صباح الأربعاء في صنعاء منزل السفير الإيراني موقعا قتيلا و17 جريحا، وتبنته لاحقا جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن. وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، ان استهداف المنشآت الدبلوماسية «يخالف كافة الأعراف الدولية ولا يمكن أبداً تبريرها»، مضيفة: «نحث السلطات اليمنية على إجراء تحقيق شامل وتقديم الجناة إلى العدالة ونعرب عن التعازي لأسر الضحايا جراء عملية التفجير» الذي دانته أيضا خارجيتا فرنسا وبريطانيا وطالبتا بنبذ العنف المتصاعد في اليمن ودعم العملية السياسية الانتقالية. واستغل تنظيم القاعدة الاضطرابات في اليمن المستمرة منذ الرحيل الفوضوي لصالح مطلع 2012 في توسيع نفوذه ونشاطه في البلد الذي على حافة الفوضى خاصة بعد اجتياح المتمردين الحوثيين للعاصمة صنعاء أواخر سبتمبر. وكشفت صحيفة يمنية أمس الخميس عن مخاوف امنية من هجمات مسلحة لتنظيم القاعدة تستهدف في الأيام القادم مصارف ومكاتب حكومية إيرادية ومواقع عسكرية. ونقلت صحيفة «اليمن اليوم» التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح عن مصادر استخباراتية أن «عناصر القاعدة تخطط لتنفيذ عمليات سطو على السيارات الخاصة بنقل المرتبات ومكاتب البريد والمصارف»، ومهاجمة نقاط تفتيش عسكرية وأمنية بالتزامن مع عمليات السطو. وذكرت أن وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان وجه «باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لتأمين وحماية كافة النقاط والمواقع والمقرات والمعسكرات الأمنية والمنشآت الحكومية الهامة بالمحافظات وبالتنسيق مع الوحدات العسكرية». في هذه الأثناء يواصل مبعوث خليجي خاص محادثاته في صنعاء لتحريك العملية الانتقالية المستمرة في البلاد منذ أواخر نوفمبر 2011 بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية. ويواجه اليمن صعوبات مالية وسياسية لاستكمال بنود اتفاق المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة الوطنية المعلن أواخر سبتمبر بين الحكومة وجماعة الحوثيين وأيدتها غالبية الأحزاب السياسية في البلاد. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» ان مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، صالح عبدالعزيز القنيعير، التقى الخميس في صنعاء وزيري المالية والداخلية وبحث معهما الأوضاع الاقتصادية والأمنية في اليمن خصوصا في ظل أحداث العنف التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة. وأكد وزير المالية اليمني، محمد زمام، إن بلاده «في أمس الحاجة» لدعم الدول والمنظمات المانحة لاستكمال التحول السياسي، مشيرا إلى أن «عدم كفاية الموارد الذاتية لتمويل احتياجات ومتطلبات إحداث تنمية إدارية واقتصادية شاملة من أهم التحديات التي تواجهها الحكومة». وقال إن «النفقات التشغيلية الجارية تهيمن على هيكل الانفاق العام وتستقطع نسبة كبيرة من الموارد العامة المتاحة على حساب الانفاق الاستثماري وتلبية الاحتياجات التنموية». من جانبه، أوضح المبعوث الخليجي أن زيارته لليمن تؤكد موقف دول مجلس التعاون الداعم للحكومة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي ينص على انسحاب الميليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء والمدن الرئيسية واستعادة الدولة سيطرتها على مختلف أنحاء البلاد. وأشاد القنيعير لدى لقائه وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان «بجهود اجهزة الأمن اليمنية المبذولة في حفظ الأمن والاستقرار وإزالة بؤر التوتر وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، مؤكداً مواصلة دعم دول المجلس لليمن في كافة المجالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©