الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إنعام كجه جي: الرواية صراع مع الذات!

إنعام كجه جي: الرواية صراع مع الذات!
5 ديسمبر 2014 00:49
محمد عبدالسميع (الشارقة) تعد الروائية والصحفية العراقية إنعام كجه جي، واحدة من الأسماء الروائية الفاعلة في المشهد الثقافي العربي،اضافة إلى الصحافة والإعلام حيث عملت في الوسائل المرئية والمسموعة قبل أن تنتقل إلى فرنسـا العام 1979 لنيل درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس حيث لا تزال تعيش هناك حتى الآن. نشرت كتاباً في السيرة بعنوان «لورنا» عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز، وكتاباً آخر بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب. وفي العام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي ولها من الروايات «سواقي القلوب» (2005) و«الحفيدة الأميركية» (2008) و«طشاري» (2014). حول مسيرتها الروائية وأعمالها الجديدة التي تستعد لإصدارها، وما تشهده الساحة الروائية العربية الراهنة من تقدم، وواقع النقد الروائي العربي، كان لـ«لاتحاد» حواراً مع الروائية إنعام كجه جي، خلال مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب الأخير. عن روايتها «الحفيدة الأميركية›» التي رشحت لجائزة (البوكر العربية) وهل هي توثيق للواقع العراقي أم تعبير عن معاناة الغربة، تقول: «الرواية جاءت لأكتشف ما بداخلي من مشاعر للوصول إلى الدوافع التي تجعل شخصاً ما من أصل عراقي يشارك في غزو جيش أجنبي لبلاده ويتعاون معه، لذا قمت بطرح أسئلة وسماع إجابات وشهادات ممن هاجروا، واستطعت تجميع معلومات أفادتني في الكتابة. ولهذا جاءت الرواية قريبة من الواقع بتفاعلها مع ما يحدث، تعكس صراع الذات العراقية مع نفسها في ظل ظروف وتغيرات مجتمعية غيرت وأثرت كثيراً في الشخصية العراقية». وعن روايتها الجديدة «طشاري»، تقول: «روايتي الجديدة تدور حول قصة حب تجري في أواسط القرن العشرين، لعاشقين من جنسيتين مختلفتين، فرقت بينهما الظروف، وبعد خمسين عام التقيا. والعاشقان أحدهما وهي الحبيبة تبلغ من العمر ثلاثاً وتسعين سنة، وتعيش في إحدى البلاد الأوروبية، أما الحبيب فهو من فنزويلا وعمره ستة وثمانون عاماً. وقد جمعت كل المعلومات والوثائق التي تتعلق بموضوع الرواية وخيوطها». وعن سبب اهتمامها بهذا النوع من القصص التي تتعلق بكبار السن، قالت كجه جي: «إنها تستهويها تلك الحكايات التي فيها اغتراب وفراق ومعاناة تستمر سنيناً طويلة بين عاشقين، ففي متابعة علاقات كبار السن متعة وتشويق وتجارب، كما أن تأثري وحبي لرائعة غابريال غارسيا ماركيز «الحب في زمن الكوليرا»، كان دافعاً للبدء في كتابة هذه الرواية». وتعتبر كجه جي أن «الرواية العربية تشهد ثراء وتقدماً على المستويات كافة، ثراء في الأفكار والموضوعات وتقدم وجرأة في الطرح والتناول، متأثرة بما يحدث ويشهده العالم العربي من أحداث وصراعات وخلافات وثورات، وهي كلها أحداث تأثر بها المجتمع العربي وتأثرت بها الشخصية العربية، التي أصبحت أكثر إدراكاً للألم والمعاناة، فعبرت عنه من خلال الرواية التي أصبحت منفذاً يعبر من خلاله المبدعون عن رؤيتهم وما يجب أن يفعله المواطن العربي لمواجهة كل هذه الأحداث. الرواية وثقت لكل ما يجري وتشارك بفاعلية في مواجهة كل تلك الصراعات والخلافات. إضافة إلى الثراء الحدثي ودوره في التحفيز للولوج إلى تناوله روائياً، هناك أيضاً الجوائز العربية المخصصة للرواية العربية التي حفزت الكثير من الأقلام لخوض فن الرواية، فالمتابع للمشهد الروائي العربي يرى هذا الكم الكبير من الأسماء التي ظهرت في الساحة». لكن تقييم الروائية العراقية للحركة النقدية يختلف، إذ ترى فيها «حركة نقدية مسايرة تتماشى تبعاً للتطور الإبداعي الروائي، والمسار الفني الذي بلغ إليه النص الروائي، والحديث عن النقد الروائي العربي؛ يضم قضايا متعددة، لعل أبرزها قضية الوعي النقدي ومدى تمثله وتجسده في الممارسة، واستيضاح أهم قضايا ورؤى النقد الراهن، ومدى مشاركة النقاد في دفع فن الرواية العربية نحو التطور والتجديد. ومن خلال متابعتي لما ينشر في الصحف، والدوريات الثقافية العربية، فإنها تتناول كل جديد من المنتج الروائي بالعرض والمراجعة والتقييم الموضوعي. رغم وجود فئة غير قليلة من المبدعين يعيشون بعيداً عن الضوء الإعلامي، ولا يلقون حقهم من الكتابة والنشر، على الرغم من أن بعضهم يقدم إبداعاً يستحق الاهتمام والدعم والترويج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©