الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

?اليوم ?الوطني ?للإمارات... وحقوق ?الإنسـان

?اليوم ?الوطني ?للإمارات... وحقوق ?الإنسـان
5 ديسمبر 2014 00:51
وافق يوم الثلاثاء الماضي اليوم الوطني للإمارات، حيث احتفل شعب الإمارات مع قيادته الرشيدة بهذه المناسبة المهمة، ونحن من جوار المسجد الأقصى المبارك نقول لأشقائنا وأحبابنا في دولة الإمارات العربية المتحدة: بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات حفظهم الله جميعاً، وإلى شعب الإمارات الشقيق، كل عام وأنتم بألف خير، ونسأل الله أن يحفظ دولة الإمارات وسائر بلاد العرب والمسلمين من كل سوء. ومن فضل الله تبارك وتعالى على شعب الإمارات وسكانها أن أكرمهم بحكام يعملون على خدمة شعبهم، حيث أولوا عناية فائقة بالإنسان بصفة عامة، وشريحة الشباب بصفة خاصة، فهم عُدة المستقبل، وهم الذين يُسْهمون في بناء الوطن بسواعدهم الفتية، فيعملون بكل كفاءة وإخلاص، فالوطن الذي لا يبخل على أبنائه يستحق منهم كلَّ وفاء وعطاء، فمحبة الوطن دليل أصالة المرء ونبله، كما أن حب الوطن من الإيمان. لقد سجلت دولة الإمارات والحمد لله انتصارات باهرة على الصحراء، إذ حولتها إلى جنات فيحاء، كما بزغ فيها فجر العلم والثقافة والصناعة والتجارة والزراعة والإسكان، حتى أصبحت الإمارات قبلة كل زائر ومهوى لكل سائح، كما أُقيمت فيها المعارض والأسواق التجارية الناجحة، والتي تعود على الدولة وساكنيها وزائريها بالخير العميم والشهرة الذائعة الصيت.ولا بُدَّ في هذه المناسبة أن ننسب الفضل لأهله، وأن نترحم على القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي أسس دولة تسابق الزمن، ووضع لبلاده مكانة مرموقة وسط أقطار العالم، فبادله شعبه حباً بحب، وتقديراً بتقدير، ووفاءً بوفاء، كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ) (أخرجه مسلم) أي تدعون لهم ويدعون لكم. حقوق الإنسان في الإسلام ويوافق يوم الأربعاء المقبل ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ونحن في كلّ مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون المؤمن على بينة من أمره. إن الشريعة الإسلامية تحتفظ دائماً بكونها أسبق وأعمق وأشمل من أي قوانين وضعية.لقد كان الإسلام سَبَّاقاً إلى الإقرار للإنسان بحقوقه، وإلى الحث على صوْنِ هذه الحقوق وحفظها، وإلى إحاطة هذه الحقوق بالرعاية وشمولها بالعناية، فحقوق الإنسان من الموضوعات الجوهرية في الشريعة الإسلامية، حيث ترتبط بوحدانية الله تعالى، الذي خلق البشر وكرمهم وفضلهم على جميع مخلوقاته، ورسم لهم المنهج الذي يسيرون عليه في الحياة. إن حقوق الإنسان في الإسلام تنبع أصلاً من العقيدة ، ومبدأ التوحيد ، هو منطلق كل الحقوق والحريات، لأن الله تعالى خلق الناس أحراراً ويريدهم أن يكونوا أحراراً، ويأمرهم بالمحافظة على الحقوق التي شرعها والحرص على الالتزام بها، والإنسان في الإسلام صاحب مركز خاص في الكون من حيث أصل خلقته: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} سورة التين الآية (4)، ومن حيث مكانته في الأرض ورسالته: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } سورة البقرة الآية 3. ومن حيث قدراته وملكاته واستعداده: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} سورة البقرة الآية 31، ومن حيث مسئوليته عن عمله: {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى} سورة النجم الآية (39). صيانة الضرورات الخمس للحياة البشرية إنَّ ديننا الإسلامي الحنيف هو أول من نادى بحقوق الإنسان وشدَّد على ضرورة حمايتها، فقد كان الإسلام سبّاقًا إلى الإقرار للإنسان بحقوقه، وإلى الحثِّ على صوْنِ هذه الحقوق وحفظها منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، فالإسلام هو أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان في أكمل صورة وأوسع نطاق، كما عمل على إحاطة هذه الحقوق بالرعاية وشمولها بالعناية، مع العلم بأنَّ الشريعة الإسلاميَّة الغراء تحتفظ بكونها أسبق وأعمق وأشمل من أيَّة قوانين وضعية. و كلَّ دارس للشريعة الإسلامية يعلم أنَّ لها مقاصد تتمثل في حماية حياة الإنسان ودينه وعقله وماله وأسرته، فمن أول مقاصد الشريعة الإسلاميّة صيانة الأركان الضروريَّة للحياة البشرية وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، وقد بيَّن الإسلام الأحكام الفقهية التفصيليّة التي تُمَثِّل سياجًا لصيانة هذه الضرورات وكيفيّة المحافظة عليها. فقد حذَّر الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- من الاعتداء على الإنسان، فقال : (‏لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم) (الترمذي) ? ?في ?قوله ?تعالى: ? ?وَمَن ?يَقْتُلْ ?مُؤْمِنًا ?مُّتَعَمِّدًا ?فَجَزَآؤُهُ ?جَهَنَّمُ ?خَالِدًا ?فِيهَا ?وَغَضِبَ ?اللّهُ ?عَلَيْهِ ?وَلَعَنَهُ ?وَأَعَدَّ ?لَهُ ?عَذَابًا ?عَظِيمًا? سورة النساء الآية 93، ?وهكذا ?رسم ?الإسلام ?الخطوط ?العريضة ?لسلامة ?الإنسان ?وكرامته ?وعدم ?الاعتداء ?عليه ?وقتله. ?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©