صندوق النقد يؤكد الحاجة إلى تطهير القطاع المالي

قال دومينيك شتراوس كان العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي أمس إن العالم يمر بأزمة اقتصادية حرجة، مضيفاً أن الانتعاش لن يكون ممكناً حتى يتم تطهير القطاع المالي· وأضاف أن الأزمة ستهوي بالملايين في براثن الفقر والبطالة، وتثير مخاطر قلاقل اجتماعية، بل ونشوب حروب، وإن من الضروري التحرك بشكل عاجل· وقال في اجتماع عقدته منظمة العمل الدولية بشأن الأزمة ''بصراحة الوضع خطير''· وتدرس المنظمة التابعة للامم المتحدة التي تمثل نقابات العمال وأرباب العمل والحكومات القضايا العمالية· وتأتي تصريحات شتراوس كان قبل أقل من اسبوعين من قمة مجموعة العشرين التي تعقد في الثاني من ابريل المقبل لمناقشة الأزمة· وتابع ''إن الملايين سيهوون مرة أخرى في براثن الفقر والمعاناة مع امتداد الأزمة للدول النامية''، وأضاف ''سيؤثر كل ذلك على البطالة بشكل كبير، بل ويتجاوز التأثير البطالة في الكثير من الدول ليكون سبباً لقلاقل اجتماعية وبعض التهديد للديمقراطية، وربما تنتهي في بعض الحالات ايضاً بنشوب حرب''· وأكد شتراوس كان أن البنك سيعدل خلال فترة قصيرة توقعاته الاقتصادية لتبين انكماش الاقتصاد العالمي بما بين 0,5 وواحد في المئة هذا العام بعد اكثر من 50 عاماً من النمو المتواصل، وأضاف أن اقتصادات الدول المتقدمة ستنكمش لاول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بمعدل يصل إلى نحو ثلاثة بالمئة· غير أن البنك لا زال يعتقد أن الانتعاش ممكن في 2010 شريطة انتهاج سياسات تتسم بالجرأة· وقال إن هذا ينطوي أولاً على تعزيز الطلب لأن السياسات النقدية - رفع أسعار الفائدة- وصلت اقصى مدى ممكن حتى في ظل الأدوات غير التقليدية التي تلجأ إليها البنوك المركزية· وتابع أن هذا هو السبب الذي دفع البنك الى مطالبة الحكومات حول العالم بضخ أموال في الاقتصاد بما يوازي اثنين بالمئة من اجمالي الناتج المحلي· وأشار إلى أن هذا لا يعني انه ينبغي على جميع البلاد انتهاج سياسة التحفيز المالي، لأن البعض في وضع مالي ضعيف جداً لا يسمح بزيادة الإنفاق· وقال شتراوس كان إن الوضع الاقتصادي العالمي ما زال ''مقلقاً وصعبا للغاية''· وأضاف خلال اجتماع لمنظمة العمل الدولية في جنيف أن ''الوضع ما زال ''مقلقاً وصعباً للغاية·· هذه اول انتكاسة للاقتصاد العالمي خلال اكثر خمسين عاماً''· تأتي هذه التصريحات فيما تتوالى المطالبات الدولية بزيادة موارد الصندوق ودوره في مساعدة الاقتصادات المتعثرة والتي يتزايد عددها باطراد بسبب الأزمة العالمية· وتواجه عشرات الدول النامية في مختلف أنحاء العالم وبخاصة في شرق ووسط أوروبا نقصا حادا في الموارد المالية مع فشل البنوك المحلية والمستثمرين الأثرياء في توفير الموارد المالية المطلوبة نتيجة الأزمة المالية في بلادهم· وتدعو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى توفير 500 مليار دولار إضافية لصندوق النقد الدولي منها 100 مليار من الولايات المتحدة بحيث يمكن استخدامها لمساعدة الحكومات التي تحتاج إلى قروض عاجلة·