الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

عمرة النجارية.. معلمة الأئمة

5 ديسمبر 2014 00:40
أحمد مراد (القاهرة) كانت التابعية الجليلة عمرة بنت عبدالرحمن الأنصارية النجارية واحدة من السيدات الفضليات اللاتي، كان لهن دور كبير في التاريخ الإسلامي، اشتهرت بالعلم والفقه، حتى إن الناس في عصرها كانوا يقصدونها في طلب الفتاوى والاستشارات الشرعية والأحكام الفقهية. هي عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس، وكان جدها لأبيها من أوائل الصحابة الذين ناصروا النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة، وأمها سالمة بنت حكيم بن هاشم بن قوالة، وأختها لأمها الصحابية الجليلة أم هشام بنت حارثة بن النعمان. ولدت عمرة النجارية في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، سنة 29 هجرية، وتربت في بيت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وتعلمت منها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقت عنها علوم الفقه وأحكام الشريعة، وهو ما جعل المؤرخين يعتبرونها أفضل تليمذات السيدة عائشة رضي الله عنها. وفي غضون سنوات قليلة أصبحت عمرة أبرز عالمات وفقيهات المدينة المنورة، ونظرا لشغفها في طلب العلم تلقت الأحاديث عن بعض أمهات المؤمنين والصحابيات، أمثال أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وأختها الصحابية الجليلة أم هشام بنت حارثة الأنصارية، وحبيبة بنت سهل، وأم حبيبة، رضي الله عنهن، وكانت تأخذ كل صغيرة وكبيرة في السنة وأحكام الفقه. تزوجت عمرة من عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان، وولدت له محمدا الذي صار يكنى بأبي الرجال، وقد تتلمذ على يديها، وروى عنها أحاديث النبي هو وابناه حارثة ومالك، كما روى عنها ابن أختها القاضي أبوبكر بن حزم، وابناه عبد الله، ومحمد والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، كما روى عنها الأئمة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وكان من تلاميذها أيضا عروة بن الزبير، والإمام ابن شهاب الزهري، والإمام عمرو بن دينار. وفي كثير من الأبحاث والدراسات ذكر العلماء الكثير من أوجه الإشادة والثناء للتابعية الجليلة عمرة النجارية، فقال عنها الإمام الحافظ يحيى بن معين، ثقة حجة، وشهد الإمام المحدث سفيان بن عيينة لها بالعلم فقال: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة، القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وعمرة بنت عبدالرحمن، وقال الإمام الذهبي، كانت عالمة، فقيهة، حجة كثيرة العلم. وقال الإمام ابن إسحاق الفزاري في كتابه «السير» عن عمرة الأنصارية النجارية، كانت ذكية الفؤاد، لماحة، فوعت عن أم المؤمنين كثيرا من العلم. ويروى أن القاسم بن محمد سأل الإمام الزهري، أراك تحرص على العلم، أفلا أدلك على وعائه؟ قال بلى، قال عليك بعمرة بنت عبد الرحمن، فإنها كانت في حجر عائشة رضي الله عنها، قال الزهري فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينضب. ويذكر أن أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي الراشد كتب ذات يوم إلى أبي بكر بن محمد بالمدينة رسالة يقول له فيها انظر ما كان من حديث رسول الله، أو سنةٍ ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب أهله، كما قال عمر بن العزيز ايضا: ما بقي أحد أعلم بحديث عائشة من عمرة. وبعد حياة حافلة بالعطاء والجد والاجتهاد في خدمة شرع الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم توفيت عمرة وهي ابنة سبع وسبعين سنة، وقد اختلفوا في وفاتها، فقيل توفيت سنة ثماني وتسعين، وقيل سنة ست ومئة هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©