الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: حقوق الإنسان فريضة في الإسلام.. ومجرد توصيات في المواثيق الدولية

العلماء: حقوق الإنسان فريضة في الإسلام.. ومجرد توصيات في المواثيق الدولية
5 ديسمبر 2014 00:51
حسام محمد (القاهرة) تتعرض الأمة في الفترة الأخيرة لاتهامات تستهدف الإسلام، حيث يزعمون أنه لا يحافظ على حقوق الإنسان، ويصادر الرأي ويحرم المرأة من حقوقها، مستغلين ممارسات الجماعات الإرهابية في تشويه التعاليم السمحة. وضوح الحقوق يقول الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: «الإسلام سبق المواثيق الدولية الحديثة في إقرار حقوق الإنسان، فهي أكثر عمقاً وأشد إلزاماً ولا يرفض أي شيء فيه مصلحة للبشر، ويحقق لهم السعادة، وهو الحضارة الوحيدة التي قدمت مفهوماً متكاملاً لحقوق الإنسان، فنظرته للإنسان التي تمثل مكوناً أساسياً لعقل المسلم، ولم يجعل تلك الحقوق الإنسانية والحفاظ عليها مجرد حق للإنسان، بل هو واجب عليه أيضاً يأثم هو في ذاته - فرداً أو جماعة - إذا فرط فيه، فضلاً عن الإثم الذي يلحق كل من يحول بين الإنسان وتحقيق هذه الضرورات، وقد أعطى الإسلام الإنسان عموماً، دون تفرقة بين لون وجنس ودين، مجموعة من الحقوق بوصفه سيداً في هذا الكون، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. ويضيف: من أهم الحقوق التي حرص الإسلام عليها حق الحياة وحق الحرية وحق المساواة، مؤكداً أن مفاهيم حقوق الإنسان في الإسلام واضحة، وتميزت عن الإعلانات والعهود والمواثيق الدولية بأنها سبقتها جميعاً، فهذه لم تظهر إلا في العصر الحديث، كما أن حقوق الإنسان في المواثيق الدولية عبارة عن توصيات أو أحكام أدبية، أما في الإسلام فهي فريضة تتمتع بضمانات جزائية، حيث إن للسلطة العامة حق الإجبار على تنفيذ هذه الفريضة، كذلك فإن مواثيق حقوق الإنسان في الإسلام مصدرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أما مصدر الحقوق في القوانين والمواثيق فهو الفكر البشري والبشر يخطئون أكثر مما يصيبون، ويتأثرون بطبيعتهم البشرية بما فيها من ضعف وقصور وعجز عن إدراك الأمور، بل وتتحيز في كثير من الأحيان، كما أنها في الإسلام جزء من الدين جاءت في أحكام إلهية تكليفية، وتجعلها أمانة في عنق كل المؤمنين، أما في المواثيق العالمية فهي مجرد توصيات. نظرة متعمقةويقول المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: أي نظرة متعمقة لأحكام الشريعة الإسلامية، تكشف عن أن كل ما جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء من أنظمة وأحكام وشرائع وقيم كلها تنسجم وتتفق مع تطلعات الإنسان وتحمي حقوقه في كل مكان، أياً كان دينه أو مذهبه، فلا يوجد في أي شرع من شرائع العالم على سبيل المثال قيمة كبرى للإنسان مثلما نجدها في القرآن الكريم وفي الشريعة الإسلامية الخالدة، فعلى مدى الزمان حاولوا طمس معالمها وحجبها عن الوجود المتفاعل بين شرائع الأمم الوضعية لأنها أسمى من هذه الشريعة التي تحمي حقوق أبناء الجنس البشري في أي مكان وأي زمان، لكنهم لا يريدون هذه المفاهيم لأنها تصطدم مع أطماعهم وتطلعاتهم ومآربهم، وهم كثيراً ما يستخدمون فريضة الجهاد عندما يهاجمون الإسلام، رغم أن الجهاد دفاع عن القيم العليا وإعلان بأن المسلمين يحافظون على عزتهم وكرامتهم، وأنهم يريدون نشر قيمهم الرفيعة في أنحاء العالم، فهو إذن وسيلة لإعلاء كلمة الحق والعدل. ويضيف: الإسلام دعا منذ اللحظة الأولى إلى الحرية، لأن الحرية بوصفها قيمة اجتماعية عليا هي أساس التسامح والتآخي والتضامن والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وما يؤكد دعوة الإسلام إلى الحرية قوله سبحانه وتعالى: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» -سورة فصلت- الآية 41، وقوله في سورة الغاشية «فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر» الآية 88. شهادات المنصفينيقول الدكتور محمد أبو ليلة الأستاذ بجامعة الأزهر: حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية هبة من الله تعالى للإنسان، ما يجعل هذه الحقوق منوطة بالمفهوم الشرعي لها، وليست خاضعة لأي تفسير الناس إلا ضمن الضوابط الشرعية المعتبرة، ويكفي أن نشير ونحن نتحدث عن احترام الإسلام لحقوق الإنسان إلى ما قالته واحدة من المستشرقات المسيحيات، وهي الراهبة الإنجليزية كارين أرمسترونج التي قالت: الإسلام أول من وضع أسس قوانين حقوق الإنسان، حيث دان الممارسات المعادية لحقوق الإنسان منذ البداية، وجاء الإسلام ووجد العرب الوثنيون يقتلون بناتهم في تلك الطقوس المعروفة بوأد البنات، وكذلك ظهر الإسلام والأغنياء العرب يستغلون الفقراء ويمارسون الربا الفاحش ونقض العهود والسرقة، فجاء الإسلام بتشريعات خاصة ليأمر السادة أمراً حاسماً بأن يحسنوا معاملتهم للرقيق، وليقرر أن العلاقة بين السادة والرقيق ليست علاقة الاستعلاء والاستعباد أو التسخير أو التحقير، وإنما هي علاقة القربى والأخوة. الإسلام يكفل حقوق المرأة تشير الدكتورة عفاف النجار العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إلى أن القرآن الكريم تناول وضع المرأة وقضاياها، وبّين لها حقوقها بشكل سبق فيه المواثيق الدولية كافة، قديماً وحديثاً، والدليل أن النساء في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم طلبن منه أن يخصص لهن وقفاً مجالس للعلم يتفقهن فيها، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حدد بدقة علاقة المرأة بالرجل، حيث قال «إنما النساء شقائق الرجال»، فهي شقيقته في التعليم واختيار زوجها والتصرف في أموالها ومشاركة الرجل في بناء المجتمع، والإسلام كرم المرأة بالتوصية لها والحنو عليها، ولكن الغرب استخف بها وأهانها، فضاعت حقوقها وتضاعفت واجباتها، واليوم يستخدم أصحاب الحضارة المادية حيلهم للإيقاع بين الرجل والمرأة المسلمة بدعوى الحرية والمساواة والمشاركة في العمل، وما ذلك إلا للنيل من الأمة الإسلامية ومن المرأة نفسها واستغلالها واستباحتها، ويرددون نداءات مغرضة حتى تقع المرأة في شباكهم وتعمل في مجالات تخدش الحياء وتطيح بحنانها على أولادها وبرقتها مع زوجها تحت زعم أنها بذلك ستكون مساوية للرجل والحقيقة، أن هذا لن يؤدي إلا إلى الشقاء والتعاسة للمرأة التي ستفاجأ بأنها تتحمل وحدها متاعب الحياة، ليس هذا فحسب، بل إن الأبناء والأزواج سيفقدون الطريق القويم وتلحق الأسرة المسلمة بالأسرة الغربية التي تعاني التفكك وانهيار العلاقات الأسرية. وقد فرض الله عز وجل على الرجل الإنفاق على المرأة، وتحمل المتاعب عنها، فلها على زوجها مهر ونفقة مأكل ومسكن وملبس وكل مؤن الحياة، بل ونفقة الخادم وأجر الرضاعة عند الانفصال، ووضع للمرأة الضوابط التي تكفل حمايتها، حيث يقول سبحانه وتعالي «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©