الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوار «فن أبوظبي» يتذوقون طعم الإبداع في النحت والرسومات

زوار «فن أبوظبي» يتذوقون طعم الإبداع في النحت والرسومات
13 نوفمبر 2012
عرفت دورة فن أبوظبي 2012 التي نظمتها هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة بمنارة السعديات، واختتمت فعالياتها مؤخراً، المنصة الفنية والإبداعية في نسختها الرابعة نجاحا كبيرا، إذ استقطب الحدث حضوراً كبيراً، وسط مشاركة واسعة من أشهر صالات العرض الفنية العالمية، وتم خلاله انعقاد سلسلة من الجلسات الحوارية الثرية وتنظيم ورش إبداعية وحِرَفيَّة للمهتمين من كافة الأعمار، منها ورش للأطفال استفاد منها ما يقارب 4000 طفل. وتوزعت الورش لتشمل الرضع أيضا، بينما استفاد آخرون من ورش في الهواء الطلق، وكانت لفائدة الأهل إلى جانب أولادهم الذين تشاركوا في إنجاز لوحات بحجم كبير ستظل ملكا لفن أبوظبي. ركز مدربو مركز “جام جار” من دبي على مساعدة الصغار واليافعين والكبار أيضا على رسم ما يرونه مناسبا دون أن يستندوا إلى أي مدارس تشكيلية، وذلك لإتاحة الفرصة للجميع بملامسة اللون وخلق حركة ثقافية فنية تغير مفهوم الكثير عن الفنون بمختلف أنواعها. ورأى البعض ممن حضروا “ فن أبوظبي” الذي استقبل آلاف المتذوقين للفنون الحديثة والمعاصرة بكافة أطيافها وآفاقها أن هذه المنصة خلقت تفاعلا كبيرا بين مختلف الفنانين والهواة ومتذوقي الفن، حيث قال نجيب علي من زوار المعرض إنه متتبع لحركة الفن في أبوظبي، وحضره منذ انطلاق أول دورة التي عقدت في قصر الإمارات، موضحا أنه في تطور مستمر. لوحات الأطفال وأضاف : كون المعرض في منارة السعديات، فهذا إنجاز كبير، خاصة أنه شكل لوحة إبداعية، وكون جانب منه، تحتويه هذه الأيقونة الفنية، فذلك إبهار، حيث قمت بزيارته ورافقت أطفالي ككل سنة للاستفادة مما يقدمه من ورش فنية، وما أعجبني بشكل كبير هو كون الورش مستوحاة من أعمال الفنانين العالميين، والمثير في الموضوع أن الأطفال يسمح لهم بالاحتفاظ بهذه اللوحات، وبذلك أصبحت لنا مجموعة من اللوحات نزين بها أركان البيت، نكتب عليها أسماء الأولاد وتاريخ رسمها واسم الورشة ونوعها، كما يتم توقيعها من طرف الطفل نفسه، وهكذا فإن فن أبوظبي يسعى لإيجاد مثل هذه الثقافة لدى الأطفال والآباء على السواء، كما يسعى إلى خلق ثقافة فنية إبداعية لدى الصغار وتنمية شغفهم بالفن ليصبح ذلك تقليدا لديهم. الحرف التقليدية وشهد اليوم الأخير الذي صادف السبت الماضي من “فن أبوظبي” الملتقى الإبداعي السنوي للفن الحديث والمعاصر، عدداً من الجلسات الحوارية المعمَّقة بمشاركة حشدٍ من أشهر المبدعين، وعروضاً أدائية، وورش عمل متخصصة بالتصميم، في إطار البرنامج العامّ الذي كان الأشمل من نوعه في مسيرة المعرض، إذ شملت منصة التصميم سلسلة من ورش العمل والجلسات المختلفة التي أبرزت أهمية الحِرَف التقليدية التي عرفتها الدولة والمنطقة على مدى العقود الماضية، إذ قدَّم حِرَفيُّون إماراتيون وفنانون معاصرون رؤيتهم لها. وفي هذا الصدد قالت نتالي جوان التي حضرت ورشة صناع السلال مع أطفالها، إنها عندما زارت الإمارات أول مرة، حاولت التعرف على تراث الإمارات وزارت القرية التراثية والأسواق القديمة، لكن لم تتح لها الفرصة عن قرب للتعرف على كيفية صناعة بعض الأدوات، “وهكذا فإن هذه الورشة قربتني من طريقة صنع السلال التي كانت تستعمل قديما، بحيث تم تقطيع كؤوس من البلاستيك وتم تزيينها بمساعدة المشرفة، كما حضرنا طريقة تجليد الكتب التي كان يعمل فيها في وقت سابق”. ومن معالم الدورة المنقضية من «فن أبوظبي» انعقاد ورشة عمل عن تطوير خطوط غير تقليدية باستخدام مواد عضوية، حيث أشرفت على ورشة العمل هدية بدري وهالة العاني من استوديو موبيوس للتصميم، وانعقاد ورشات عمل تفاعلية عن فن التلي بإشراف حِرَفيِّين إماراتيين والفنان يوبيك المقيم بالدولة، جنباً إلى جنب مع ورشات عمل تجريبية عن “الخوص” أو حياكة سعف النخيل بإشراف حِرَفيِّين إماراتيين والمصمِّم البريطاني ستيوارت هايجارث.?وعن مشاركته أمام جمهور من نوع خاص جاء من مختلف أنحاء العالم إلى أبوظبي، يقول الفنان شادي المطروشي إن الفعاليات منصة عالمية يفد إليها الجميع من مختلف الجنسيات ومن المهتمين بالفن من كل أنحاء العالم، وهذا في حد ذاته يجعل الفنان يقدم أفضل ما عنده، خاصة إذا كان يعمل بشكل مباشر أمام الجمهور الذي يمر ويسأل عن نوع الفن. وأضاف: الهدف من المشاركة ليس العمل على أكبر مجسم من الرمل بقدر ما هو نقل هذه الثقافة والتعريف بها إلى زوار فن أبوظبي، حيث يتعاطى مع هذا الفن الأجانب أكثر من العرب، ولهذا فإنني ومنذ 5 سنوات أبحث عن إماراتي أو عربي يمارس هذا النحت على الرمال في المنطقة لأتقاسم معه هذا الشغف ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولم أجد، فهو إلى اليوم غير متداول بشكل كبير. دعم الفنانين وقفت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون دائما داعمة للفنانين التشكيليين الإماراتيين والعرب، وحاضنةً لمنجز الفنون التشكيلية، منذ تأسيسها عام 1996، وذلك من خلال تقديم الدعم المتواصل والحثيث لحركة الفن التشكيلي عبر مبادرتها “رواق الفن الإماراتي”، ومن خلال مشاركتها في فن أبوظبي، إذ شاركت المجموعة في معرض “فن أبوظبي 2012، وتضمن جناح المجموعة “رواق الفن الإماراتي”، وجائزة “كريستو وجان كلود” التي انطلقت مؤخراً تحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، بالتعاون بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وجامعة نيويورك أبوظبي والفنان كريستو، بهدف إبراز أهمية الفنون في التنمية المجتمعية ضمن فعاليات المجموعة والتي يأتي في مقدّمها مهرجان أبوظبي، الذي تنظمه المجموعة سنوياً، ويحتفل العام القادم بالذكرى العاشرة لتأسيسه. رسالة ويقول جلال لقمان مستشار مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والناطق باسمها في فن أبوظبي” وجود موقع المجموعة في فن أبوظبي بقوة، وذلك لتوضيح رسالة “رواق الفن الإماراتي” ? الذي استقطب منذ تأسيسه أكثر من 80 فناناً تشكيلياً من الإمارات السبع، والتحق به في سنته الأولى بعض رواد الفن التشكيلي الإماراتي، داعمين ومشاركين فاعلين في برنامجه وفعالياته، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الفنانة التشكيلية ابتسام عبد العزيز، الفنانة التشكيلية سمية السويدي، الفنان التشكيلي مطر بن لاحج، والفنان التشكيلي خليل عبد الواحد، والفنان التشكيلي جلال لقمان، كما انضم إلى المبادرة المبدعون الإماراتيون من المصورين الفوتوغرافيين والرسامين إلى النحاتين، والخطاطين وفناني الكولاج، الذين شاركوا في أكثر من 30 جلسة نقاش ومشورة مع كبار الفنانين والمختصين بالفنون تركزت حول إرشادهم إلى أفضل وسائل الارتقاء بالتخصص الفني لديهم وكيفية تعزيز تجربتهم الفنية والتعرف إلى فرض عرض وانتشار أفضل، كما أن هذه المبادرة قدّمت أكثر من 36 فعالية، تضمنت معارض الفن التشكيلي، أعمال التكليف الحصري، واقتناء الأعمال الفنية، والطاولات المستديرة التخصصية، والندوات الحوارية الجماعية، ومشاريع عديدة أخرى. تحفيز الطلبة ويتابع لقمان” استعرضت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون خلال “فن أبوظبي” مجموعة كبيرة من الأعمال للفنانين الذين يدعمهم “رواق الفن الإماراتي” ، كما هدف إلى تشجيع إنتاج إبداعات فنية جديدة في الإمارات العربية المتحدة، حيث تم الإعلان مؤخراً خلال الشهر الماضي عن إطلاق جائزة “كريستو وجان كلود”التي تسهم في تحفيز الطلبة ليطلقوا العنان للفنان الكامن بداخلهم، ليخرجوا بأعمال فنية بديعة وفريدة تتوافق ورؤية أبوظبي الثقافية، تشجيعاً لهم على إنتاج إبداعات فنية جديدة في مجالات الفن التشكيلي، التصوير الفوتوغرافي، النحت، التركيب، الفيديو، وغيرها، والترشيح للجائزة متاح للطلبة المنتسبين لمؤسسات التعليم العالي داخل الدولة، وكذلك الذين تخرجوا في الجامعات والكليات الإماراتية خلال السنوات الخمس الماضية، وللفنان كريستو وزوجته الراحلة جان كلود أعمال رائدة في تاريخ الفن المعاصر، حيث أنجزا عدداً من الأعمال الفنية الرائعة على قياسات ضخمة جداً لا مثيل لها، حتى إن بعضها كان يستمر تنفيذه أكثر من عدة عقود، ومع ذلك كانت تعد بالنسبة للجمهور فرصة فريدة من نوعها لا تتكرر، ومن أعماله تغطية مبنى الرايخستاج التاريخي، والبوابات في سنترال بارك بنيويورك”. تقريب الفكرة ويوضح لقمان أنه تكفل بالشرح خلال “ فن أبوظبي” إلى جانب مجموعة أخرى من الرواق للحديث عن جائزة كريستو وتقريب فكرتها للفنان الإماراتي من جميع المستويات، إضافة إلى شرح فوائد رواق الفن الإماراتي، لدعم مساهمته في تطوير الحركة الفنية والثقافية في دولة الإمارات عن طريق تطوير الفنان الإماراتي” وكان من مهامنا أيضا شرح جائزة كريستو وجان كلود لطلبة الجامعات والكليات، والجائزة عبارة عن عمل فني ينتجه الطالب أو الفنان، على أن يكون آخر يوم لتقديم الطلبات يوم 15 من هذا الشهر، وستشرف لجنة مرموقة من الفنانين في الإمارات والمسؤولين في المجموعة على اختيار 5 أفكار يمكن العمل عليها، بينما سيكون يوم 13 ديسمبر المقبل من هذه السنة يوم إعلان عن الأفكار الفائزة، وهي عبارة عن 5 أفكار لخمسة طلاب أو فنانين، وسيتم استدعاؤهم، للحديث عن هذه الأفكار، وبعد ذلك سيتم اختيار فكرة واحدة فقط، وستمنح مدة شهرين ونصف لصاحب الفكرة لإنجاز العمل وسيمنح لتنفيذ ذلك قيمة 5000 دولار لإنتاج العمل، وبعد إنهاءه لهذا العمل سيمنح ما قيمته 15 ألف دولار إضافية ليقوم بمعرض فردي متجول في كل الإمارات بعمله الذي أنجزه وذلك بمنتصف شهر مارس 2013 . مجسم جامع الشيخ زايد.. لوحة فنية على الرمال جلس شادي المطروشي منغمسا في النحت على الرمال مشكلاً لوحة لمجسم جامع الشيخ زايد الكبير، نالت إعجاب وتقدير الحاضرين، وراح شادي يواصل تميزه خلال ورش «فن أبوظبي»، حيث انهمك في تشكيل قباب وأسوار على مساحة كبيرة في تمازج مع ورش فنية أخرى مفتوحة للرسم وتشكيل لوحات ضخمة من البيئة البحرية والصحراوية. واستطاع المطروشي إنهاء مجسم جامع الشيخ زايد الكبير من الرمال قبل انتهاء فن أبوظبي بفترة قصيرة، ولم يبال باحتساب ساعات العمل، بل كان يطلق العنان لخياله من الساعات الأولى لفن أبوظبي إلى ساعات متأخرة منه، يقوده حبه وشغفه بالرمال، وشُكلت المنحوتة على مساحة 30 مترا مربعا بارتفاع 20 سنتمترا. وكان للبيئة التي عاش فيها المطروشي قرب البحر، حيث ينتمي لخورفكان، أثر كبير على توجهه للنحت على الرمال، إذ كان البحر يشكل متنفسا بالنسبة له، وهو صغير لم ينظر للرمل كما كان ينظر له أصدقاؤه، حيث حاول تطويعه قبل أن يكتمل نمو أصابعه، وعندما اشتد عضده بحث وجمع معلومات عن النحت على الرمال. وقاده شغفه وحبه للنحت للمشاركة في عدة مهرجانات وفعاليات مما أثرى ذائقته الفنية وشكل إضافة لرصيده المعرفي الذي كونه ذاتيا ولم يخضع لدورات تصقل مهاراته في هذا الاتجاه. ويقول المطروشي إن البحث والمشاركات المتعددة والسفر والعمل على الرمال جعله يحقق نتيجة جيدة،، حيث شاركت في المهرجان العالمي للنحت على الرمل في أبوظبي، وفي فعاليات أخرى تنتسب لجهات حكومية وغير حكومية في الإمارات ضمن مواضيع مختلفة، كما أنجزت أعمالاً عدة بشكل حر، حيث أقضي وقت غير قصير أتأمل في البحر وأنجز قصورا وقلاعا رملية. وتضمن« فن أبوظبي» قسماً رملياً احتوى الصغار للعب بالرمل وتجريب النحت عليها، ورغم صعوبة تطويع الرمال من جهة وتطويق حركة بعض الزوار الذين يمرون من المكان في تماس مع ما تم بناؤه، أو العبث به، أو خدشه بطرف أرجل أو أياد غير مقدرة للتحديات التي تواجه النحات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©