برنامج مشترك لتعزيز وحدة السودان

اتفق شريكا الحكم في السودان “حزب المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية لتحرير السودان” في ختام حوارهما بالقاهرة على استئناف الحوار في مصر عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السودانية المقررة في شهر ابريل المقبل. وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية عضو وفد المؤتمر الوطني في ورشة العمل التي دعت إليها مصر تحت عنوان “أسس وحدة السودان وضماناتها” واختتمت أمس الأول وان جلسة ختامية عقدت برئاسة الوزير عمر سليمان وممثلي شريكي الحكم في السودان نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية وباجان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ولمسنا بعض الخطوات العملية لوضع برنامج مشترك لتعزيز ودعم وحدة السودان مؤكدا أن كل طرف سيعمل خلال الفترة المقبلة على بلورة رؤيته ومقترحاته للتوصل الى برنامج عملي وموضوعي للفترة الانتقالية المتبقية تمهيدا لوضع برنامج موحد متفق عليه من كافة الأطراف بمساعدة مصر والدول العربية. وأشار الى أن مصر تعهدت بأن تستقطب الدعم العربي والإقليمي والدولي لما يتوصل اليه الطرفان من رؤى وبرامج لتعزيز وتقوية خيار الوحدة في السودان.ولفت صديق الى أن السودان سيكون منشغلاً في الفترة المقبلة بالانتخابات، معرباً عن اعتقاده بأن حوار القاهرة جاء في وقته وتوافق مع لقاءات ناجحة عقدت بالخرطوم على مستوى الرئاسة وقطعت شوطا كبيراً في الاتفاق على كثير من القضايا التي كانت محل نقاش في القاهرة. وحول ما تم التوصل إليه بالنسبة للقضايا الخلافية بين شريكي الحكم، قال صديق إن الجانبين اتفقا على أن يتواصل العمل لحين الالتقاء مرة أخرى لتلمس القواسم المشتركة وتحديد نقاط الخلاف والعمل معاً لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية حتى نجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب لأهل الجنوب. وحول ما اذا كانت النقاط الخلافية يمكن أن تؤثر على موعد الانتخابات العامة القادمة، نفى صديق ذلك بشكل قاطع، وقال “على العكس فقد تم الاتفاق على أن اجراء الانتخابات المقبلة، وكذلك الاستفتاء في الوقت المحدد، وان يعمل الجانبان حتى آخر لحظة لتقوية خيار الوحدة”. وأكد باجان أموم أمين عام الحركة الشعبية أن الاستفتاء على تقرير المصير لأبناء الجنوب حق أصيل لهم. مؤكداً أنه سواء كانت نتيجة الاستفتاء الانفصال أو استمرار الوحدة فمن حق الشعب السوداني أن يعيش في سلام. ووصف وزير خارجية السودان دينق ألور حوار القاهرة بأنه مبشر، وقال إن هذا الحوار يأتي في إطار مساع مصرية لتأمين وحدة السودان قبل الاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان المقرر في يناير 2011. وأوضح دينق ألور أن شريكي الحكم عرضا خلال جلسات الحوار رؤيتهما تجاه وحدة السودان وأهميتها مشيرا الى أن الطرفين يتفقان على ضرورة الوحدة لكن الخلاف بينهما حول أسلوب وطريقة التنفيذ لتحقيق ذلك. وقال إنه من بين النقاط الخلافية بين الجانبين تمسك المؤتمر الوطني بتطبيق الشريعة الإسلامية في الوقت الذي تتمسك فيه الحركة الشعبية بعلمانية الدولة وبرنامجها للسودان الجديد.