الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«راحلة».. محطة في حياة عندليب المغرب

«راحلة».. محطة في حياة عندليب المغرب
4 ديسمبر 2014 22:05
سكينة اصنيب (الرباط) تعد أغنية «راحلة» من أشهر الأغاني المغربية، جمعت بين الشعر الحزين والإيقاع الشجي والصوت الخالد فكانت ملتقى العاشق والحالم والتواق إلى أغنية متكاملة تحكي قصة رحيل جارة يعشقها الشاعر ويكتب الشعر لأجلها. وبعد خمسة وأربعين سنة من طرحها لا تزال الأغنية تطرب وتشجي الجمهور بفضل الكلمات الخالدة للشاعر المغربي الكبير عبد الرفيع الجواهري الذي يعد واحداً من أكثر الشعراء الذين كان الرحيل أو الغياب أو الفقدان محور أشعارهم، إضافة إلى الإيقاع الشجي المتدفق من موسيقى ولحن عبد السلام عامر، والشجن المنبعث من صوت المطرب الراحل محمد الحياني، أحد أعمدة الأغنية المغربية الكلاسيكية. عندليب المغرب الحياني أطلق عليه الملك المغربي الراحل الحسن الثاني الذي كان يُكن له عطفاً خاصاً، لقب عندليب المغرب العربي، وقال عنه عبد الحليم حافظ، إنه خير من سيخلفه، وارتبط الحياني بهذا اللقب بسبب أغانيه الحزينة والصدق في التعبير، ومن هنا استمد نجاحه واستمراريته. ولد محمد الحياني عام 1947 بمدينة الدار البيضاء، وتربع على عرش الأغنية المغربية من بداية السبعينيات وحتى منتصف التسعينيات، ويمثل بالنسبة للمغاربة ظاهرة بصوته الجميل وأغانيه المميزة، رحل مبكراً وهو في قمة عطائه عام 1996. معاناة وفرصة ظلت أغنية «راحلة» التي طرحها الحياني عام 1970تجسيداً حياً لمعاناته الحقيقية، وحسب شهادات شعراء وملحنين ومطربين كانوا شاهدين على مرحلة ولادة «راحلة»، فان الأغنية تنافس عدة مطربين على غنائها وتدربوا عليها وسجلوها بأصواتهم على العود لاقناع ملحنها عبد السلام عامر بأن كل منهم هو الأفضل لأداء الأغنية، من هؤلاء، المطرب الكبير عبد الهادي بلخياط والمطرب المخضرم محمود الإدريسي، لكن الأقدار شاءت ان تذهب الأغنية لمطرب صاعد راهن عليه الشاعر عبد الرفيع الجواهري لتكون الأغنية أول نجاح له وانطلاقة حقيقية في مساره الفني.يقول الشاعر عبد الرفيع الجواهري: كان من المقرر أن يغني «راحلة» المطرب عبد الهادي بلخياط لكنه بعد أن تمرن على أدائها وأصبحت جاهزة للتسجيل، حدث طارئ عكر صفو العلاقة بين الملحن عامر والمطرب بلخياط، فسحب منه الأغنية، رغم أنه سبق أن غناها على العود وبثها التلفزيون المغربي آنذاك وكانت بالأبيض والأسود،فاقترحت عليه اسم مطرب شاب هو محمد الحياني،الذي كان يرافقنا في بعض الجلسات الطربية وحفظ أغنية «راحلة» من خلال صوت عبد الهادي بلخياط، وعندما طلبتُ من عامر أن نجرب محمد الحياني، وجدناه حافظاً عن ظهر قلب فأبدع في أدائها وحققت الأغنية نجاحاً باهراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©