السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوحديون يعانون ضعف «التوافق السمعي البصري»

التوحديون يعانون ضعف «التوافق السمعي البصري»
4 ديسمبر 2014 21:50
ترجمة : عزة يوسف أكدت دراسة جديدة أن الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد أقل كفاءة من الطبيعيين، فيما يتعلق بدمج أو ربط ما يسمعونه مع ما يرونه أو ما يعرف بـ «التوافق السمعي البصري». وأوضحت الدراسة –التي تم تقديمها خلال الاجتماع السنوي لمجتمع علوم الأعصاب لعام 2014 في مدينة واشنطن دي سي الأميركية- أنه يمكن رؤية ارتباط هذا التأثير بشكل خاص مع الكلام، وليس مع الأنواع الأخرى من الأصوات، مما يؤدي إلى اقتراح آلية تسهم في صياغة خصائص المشاكل التي يواجهها من يعانون هذا الاضطراب. واستخدم العديد من الدراسات المختلفة اختبارات سلوكية ومقاييس لتواصل العقل من أجل توضيح أن الأشخاص المتوحدين يعانون من أجل دمج المعلومات التي تأتي عن طريق الحواس المختلفة، إلا أن الدراسة الجديدة تستخدم آلية تصوير لقياس استخدام الطاقة في العقل فقط لكي توضح مدى الصعوبة التي يعانيها الأشخاص المتوحدون لجمع الكلام مع بعضه بعضا. وشارك في الدراسة 16 بالغاً يعاني التوحد و18 شخصاً طبيعياً، حيث شاهدوا فيديوهات قصيرة أثناء حصولهم على قسط من الراحة في جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، وكان أحد الفيديوهات يعرض سيدة تحكي قصة بسيطة بينما يعرض آخر صوت السيدة الراوية وكلماتها بشكل غير متزامن مع حركات الشفاه بفارق نصف ثانية من الوقت. ويُعرف الأشخاص البالغون الطبيعيون بقدرتهم على معالجة الكلام أو التعامل معه بشكل أكثر كفاءة -وذلك بسبب أن عقولهم تستخدم طاقة أقل– عندما يتوازى الصوت مع الشكل بالمقارنة مع عدم التزامن بينهما، وبالتماشي مع ذلك، نجد أن الأشخاص الطبيعيين في الدراسة أظهروا فارقا بنسبة 18 بالمئة في كفاءة منطقة التَّلَمُ الصُّدْغِيُّ العُلْوِيّ بالمخ عند مشاهدة الفيديوهات المتزامنة بالمقارنة مع مشاهدة الفيديوهات غير متزامنة. وركز الباحثون على منطقة العقل هذه لأنها تلعب دورا في معالجة المعلومات الاجتماعية واللغة كما أنها تدخل في اضطراب التوحد. أما أفراد التوحد فأنتجت الفيديوهات المتزامنة زيادة بلغت 5% فقط في كفاءة منطقة التكلَمُ الصُّدْغِيُّ العُلْوِيّ بالمخ بالمقارنة مع الفيديوهات غير متزامنة. وقال الباحث المشارك في الدراسة ريان ستيفنسون: «المتوحدون لا يشعرون بتلك الزيادة في معالجة كفاءة الحديث السمعي البصري»، أي بعبارة أخرى، بالنسبة لشخص يعاني التوحد، فإنه ليس من السهل كثيرا معالجة أو تفهم حديث في فيديو طبيعي مقارنة بفيديو آخر يجده العديد من الأشخاص البالغين غير متزامن بطريقة غير معقولة. ويظهر الاختلاف في الكفاءة بين الأفراد الذين يعانون من التوحد والأفراد الطبيعيين فقط فيما يتعلق بسياق اللغة. وعرض الباحثون مقطعاً على المشاركين في الدراسة، عن سيدة تقوم بعمل أصوات غير كلامية وليس لها معنى واضح، وأظهر الأشخاص المتوحدون والأشخاص الطبيعيون زيادة بنسبة 7 % في الكفاءة في النسخة المتزامنة من هذا الفيديو. ويقول الدكتور ستيفنسون إن دلائل النتائج بخصوص الدعائم العصبية لنظرية «العالم المركّز» للتوحد، تقول بأن عالمنا اليومي يزدحم ويمتلئ بشكل كبير بكل أنواع محفزات الإحساس. وأضاف: «إذا كان عليك أن تقوم بالتعامل مع كل هذه الأمور بشكل منفصل وعليك حقاً أن تنجح في ذلك فسوف يكون ذلك أمرا مُرهقا بالطبع، إنك تقوم بمضاعفة عالمك الإدراكي». أقل صعوبة أوصت الدراسة ببعض الخطوات التي تساعد الأشخاص المتوحدين على دمج ما يرونه مع ما يسمعونه بشكل أكثر كفاءة وفعالية، على سبيل المثال، يقول الباحث إن توافر بيئات فصول دراسية ابتدائية تتميز ببساطة أكبر ـ من حيث التصميم والأدوات والوسائل التعليمية ـ يساعد عن طريق منح الأطفال الذين يعانون التوحد معلومات أقل صعوبة مما يمكنهم من التعامل معها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©