أبوظبي (الاتحاد)
ذاعت شهرة «تمبل جراندين» أستاذة علم الحيوان في جامعة ولاية كولورادو الأميركية، ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً، واستشارية سلوك الحيوانات.. لكن قليلون هم من يعرفون أن جراندين كانت تعاني اضطراب التوحد، رغم أدائها المهني العالي، ونشاطاتها العديدة من أجل ذوي الاضطرابات، واختراعها لآلة العناق المصممة للأشخاص ذوي الحساسية المفرطة.
جراندين من مواليد ولاية بوسطن 1947، وشخصت حالتها عام 1950 بتلف دماغي، ووضعت في حضانة خاصة، لكنها حظيت بمدرسين جيدين، وبدأت بالتحدث في سن الرابعة، وأحرزت تقدماً ملموساً، رغم أنها تعتبر أن المدرسة المتوسطة والثانوية كانت أسوأ مراحل حياتها، حيث كانت الطالبة المجتهدة التي يحاول الآخرون مضايقتها، وكان الناس يدعونها بـ «شريط التسجيل» عندما تعبر الشارع، لأنها كانت تردد كل شيء مراراً وتكراراً.
وأعلنت التحدي أمام نفسها، والتحقت بكلية فرانكلين بيرس وحصلت على البكالوريوس في علم النفس عام 1970، وعلى الماجستير في علم الحيوان عام 1975، ودرجة الدكتوراه في علم الحيوان من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين عام 1989.
ونشطت لخدمة التوحديين، وتحدثت لأول مرة في العلن عن التوحد في منتصف الثمانينيات من خلال جمعية التوحد الأميركية، وقدمت تجربتها ومعاناتها الذاتية، وأصبحت المتحدثة الأكثر رواجاً في مجتمع التوحد، وفي مقدمة الداعين إلى التدخل المبكر لمعالجة التوحد.
لقبت جراندين بالـ «زعيمة فلسفية» في مجالي رعاية الحيوان والتوحد، وتذكر كلتا الحركتين أعمالها في رعاية الحيوانات ودراسة الأعصاب والفلسفة، وعرف عنها قولها الشهير: «الحيوانات ليست أشياء»، وتتضمن اهتماماتها إلى جانب عملها في علم الحيوان والرعاية وحقوق ذوي التوحد، ركوب الخيل وقصص الخيال العلمي والكيمياء الحيوية، وتصف العلاقات الاجتماعية بالمملة وليس لديها أي اهتمام بقراءة أو مشاهدة أفلام عن مواضيع عاطفية أو علاقات.
وقالت جراندين في سيرتها الذاتية «يجب أن ترتدي ملابس مريحة لتخفف من اضطرابات التكامل الحسي لديها»، ونظمت أسلوب حياتها بطريقة تتفادى فيها العبء الحسي.
عدد اليوم
