الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تواجه مخططات «الإخوان» بالقانون.. والتنظيم يمارس الإرهاب الفكري

الإمارات تواجه مخططات «الإخوان» بالقانون.. والتنظيم يمارس الإرهاب الفكري
21 نوفمبر 2013 14:28
“المعركة مع تنظيم (الإخوان) طويلة، ويجب أن لا نسلم بسقوطهم، ولمواجهتهم، علينا التسلح بـ (روح الاتحاد)، والولاء للوطن والقيادة، ويجب ألا يشغلنا ذلك عن التنمية، التي هي الخيار الاستراتيجي للإمارات”. كلمات تُلخص حصاد ندوة “تداعيات سقوط الإسلام السياسي”، التي نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث، أمس الأول، بمقر جامعة الإمارات في المقام، وأكد خلالها المشاركون أن اختيار أعضاء التنظيم الإمارات لبث سمومهم في منطقة الخليج، كان خطأً استراتيجياً يؤكد سطحية قراءات وحسابات الجماعة، مشيدين بالنهج الواضح الذي تعاملت به الدولة مع التنظيم الذي يقوم على سيادة القانون. وقال المتحدثون في الندوة، “إن نهضة الإمارات الكبرى وإنجازاتها أثارت الكثير من الأطماع فيها، وعرّضها للعديد من صور الاستهداف جاء أكبرها من قبل جماعة الإخوان (المتأسلمين)، إلا أنهم اصطدموا بالوعي الرسمي والشعبي، المؤمن بحتمية الحفاظ على مكتسبات النهضة، وتماسك الوطن والمجتمع”، مؤكدين أن اعتماد نهج “الديمقراطية المتدرجة” في التجربة البرلمانية بالإمارات كان قراراً صائباً، ويؤكد الوعي والرؤية الحكيمة الصائبة التي تمتلكها القيادة السياسية. واستعرضت الندوة التي تحدث فيها محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، والدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات، وسالم حميد مدير مركز المزماة، ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث، وزايد الشامسي رئيس جمعية المحامين والحقوقيين الإماراتيين، والبرلماني السابق والكاتب المصري مصطفى بكري، وحضرها عدد من قيادات الجامعة والمهتمين وحشد من الطلاب والطالبات، أسباب سقوط جماعة الإخوان المسلمين في أكثر من دولة عربية، ومخاطر الجماعة والعلاقة بين تنظيماتها، وانتهاء مستقبلها في العمل السياسي. مخطط الاغتيالات وعبر مصطفى بكري البرلماني السابق ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية، في بداية حديثه، عن خالص شكره وامتنانه للقيادة العليا في الدولة ما تقدمه من دعم ومساندة لمصر، مؤكداً أن هذا الدعم ليس بجديد على الإمارات وقيادتها، فقد كانت للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مواقف كبيرة مشهودة، فلن ينسى المصريون وقفته، رحمه الله، إبان حرب أكتوبر المجيدة حينما اطلق عبارته المشهودة “البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي”. وأشاد بكري بالدعم الإماراتي الممتد لمصر الذي تجلى كثيراً أعقاب ثورة 30 يونيو، حيث أطاحت الموجة الثورية الجديدة للشعب المصري بحكم الإخوان المسلمين في مصر، وبادرت الإمارات كالعهد دوما بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الوقوف إلى جانب مصر وتقديم الدعم اللازم للشعبها. وقال: جسدت زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمصر مؤخراً حرص الإمارات على تحقيق أمن واستقرار الدولة المصرية. وتوقع الكاتب مصطفى بكري رداً على سؤال حول ملابسات اغتيال أحد ضباط الأمن الوطني في مصر مؤخراً، وعلاقة جماعة الإخوان المسلمين بالحادث أن يكون ذلك مقدمة تنفيذ مخطط الاغتيالات الذي ألمح إليه بعض قيادات الإخوان في أكثر من مناسبة، خاصة أن الضابط الشهيد مرتبط بشكل مباشر بقضايا قيادات الإخوان، ومنها قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، لافتاً إلى أن الإخوان قد يتجهون إلى الاغتيالات النوعية بعد أن فشلوا في عسكرة الصراع مع السلطة القائمة. وأضاف البرلماني السابق ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية في معرض رده على الأسئلة التي أثارتها الندوة أن مخطط الاغتيال لا ينفصل عن تحركات الإخوان ومخططاتهم التي تسعى لأن هدم الدولة، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك بفضل الدعم الذي قدمته دولة الإمارات الشقيقة وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي. المستنقع الإخواني وعزا بكري، رداً على أحد الأسئلة، اهتمام الإمارات بمتابعة ورصد الأحداث في مصر عقب سقوطها في المستنقع الإخواني، إلى خصوصية العلاقة بين البلدين والتي يؤكدها ويدلل عليها هذا الحب الجارف الذي كان يحظى به، وسيظل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في قلوب المصريين لمواقفه المشهودة وإسهاماته الكثيرة التي لا ينكرها أحد وربط هذا الاهتمام بنهج الإمارات الذي يقوم على تحقيق الأمن القومي العربي الذي لا يمكن تحقيقه بعيدا عن مصر قياساً بدورها وريادتها. وأشار بكري إلى أن مشروع الإخوان استعماري يعود إلى عام 1928 وأن تنظيمهم حظي برعاية الإنجليز، وانهم حولوا إجهاض ثورة 23 يوليو واقترنت ظروف حكمهم لمصر ببعض التطورات والمتغيرات الإقليمية والعالمية خاصة بعد تداعيات فشل الولايات المتحدة في العراق، وبداية الحديث عن الشرق الأوسط الجديد عام 2006 لإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة السجون السرية الدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات قال في مداخلة له خلال الندوة، إن استراتيجية الإخوان تقوم على الطعن في القضاء استباقاً للأحكام، وإنهم بارعون في صناعة المصطلحات، ومنها مصطلح “السجون السرية” الذي روجوا له كثيراً، وغيره من المصطلحات التي استخدموها في ممارسة الإرهاب الفكري على الناس، مؤكداً ضرورة الاستفادة من تجربة بعض أعضاء التنظيم الذين خرجوا عليهم لتبيان إلى مدى يعتمدون على الإرهاب الفكري. وأكد النعيمي ثقة القيادة العليا في أبناء الوطن وقال، إنها ثقة كبيرة وغالية تأتي في موضعها، ودعا الطلبة إلى أن يكونوا على قدر هذه الثقة، وأن يلتفوا دائماً حول قيادتهم الرشيدة التي تبذل قصارى جهودها للتحقيق كل أسباب الرفاهية والرخاء للمواطنين. المعركة مستمرة محمد الحمادي رئيس تحرير “الاتحاد”، أكد أن اختيار جماعة الإخوان المسلمين للإمارات لتكون محطتهم الأولى للانطلاق في منطقة الخليج كان خياراً خاطئاً ما يؤكد أن قياساتهم وقراءاتهم سطحية؛ لأن أبناء الإمارات كانوا أكثر وعياً ويقظة وأجهضوا المحاولة التي بدأت فعلياً عام 1994، أمهلوا بعدها فرصاً عدة للتراجع، إلا أنهم مضوا في غيهم لأنهم لا يسمعون إلا صوتهم. وأضاف الحمادي: “لا بد أن ندرك أننا نواجه فكراً وتنظيماً قوياً يتطلب في مواجهته قدراً وافراً من الشفافية والوضوح، والمعركة معه ستظل مستمرة؛ لأنه سيظل يوجه سهامه للإمارات في كل مناسبة، فالمعركة مع فكر متلون وأشخاص متلونون لديهم طموح سياسي يستخدمون الدين للوصول إلى السلطة، وتلك معضلة كبيرة رغم أدبياتهم التي تقر بعدم وجود الوطن والدولة”. وأضاف: “المعركة مع الإخوان طويلة، ويجب ألا نسلم بسقوطهم، بل يتعين أن نتسلح بروح الوطنية وحب الوطن حتى يمكن مواجهتهم في كل لحظة، كما لا يجب أن يشغلنا عن ذلك هاجس التنمية”. حماية المنجزات وتطرق الحمادي في إجابته عن الأسئلة التي أثيرت خلال الندوة إلى دور الشباب المواطن في حماية المنجزات التي تحققت التي باتت مستهدفة في الحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن المسؤولية هنا لا تقع على الدولة، بل تدخل في الواقع في صلب مسؤولية الأفراد، وعلينا جميعاً أفراد ومجتمع التصدي لهذا الفكر الإخواني المتطرف، وقال: “من يقرأ ويتابع سلوك وأدبيات الجماعة يكتشف أنه لا هدف لها سوى الوصول إلى السلطة باستغلال الدين، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة”. ونبه الحمادي إلى خطورة منهج الإخوان ومفردات خطابهم الذي يقوم على الطعن والتشكيك في كل مؤسسات الدولة، ووصفهم بالسذج؛ لأنهم يشككون في كل شيء، ويسعون دوماً لخلق حالة من الشك، كما أن الكثيرين من أتباعهم لا يجيدون أبجديات الحوار. وأضاف: “نحن نعيش في ظل قيادة سياسية واعية لديها رؤية حكيمة وبعد نظر تجلى في قرارها باعتماد منهج الديمقراطية المتدرجة الذي كان قراراً صائباً وحكيماً، وهو ما ظهر الآن حقيقة واقعة في ظل كل المعطيات والتداعيات الجديدة على الصعيدين الإقليمي والعربي”. ورداً على سؤال حول دور الإعلام في مواجهة التنظيم السري منذ أن تبلور وظهر كحقيقة واقعة وما إذا كان هناك نوع من التباطؤ في التصدي، أوضح رئيس تحرير “الاتحاد” أن الإعلام تعامل مع هذه المسألة في البداية بنوع من التحفظ إلى أن استطاع بعد ذلك التفاعل بشكل كبير معها، وتمكن من إدخالها في صلب اهتمام كافة مكونات المجتمع والتنبيه إلى الخطر. تجار دين قال منصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث: “الإخوان لا يفصلون الدين عن السياسة”، مشيراً إلى أن الوضع في الإمارات يختلف عنه في دول أخرى؛ لأن المجتمع الإماراتي بطبعه أكثر تديناً وبساطة وانفتاحاً وتحفظاً، ويتعاطى مع تعاليم الإسلام بمرونة وسلاسة لا تخل بمضمونه وفحواه. وقارن النقيدان في معرض إجاباته عن أسئلة الندوة بين تجربة الإخوان في الإمارات والسعودية التي بدأت منذ بداية الستينيات والتي تم تحجيمها، مؤكداً أن الفكر الإخواني في منطقة الخليج موجود، إلا أن أعضاء التنظيم في الإمارات أخذوا فرصة أكبر للتعبير عن أنفسهم، إلا أن تماسك المجتمع الإماراتي وثقة أبناء الشعب في قيادتهم حدا من انطلاقهم وعجلا بنهايتهم. وأكد منصور ضرورة التعاون وتكاتف الجهود والتوحد في مواجهة المد الإخواني في منطقة الخليج، ودعا الشباب إلى التزود بالتعاليم والقيم الإسلامية من الدعاة وليس من تجار الدين. وحذر مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث من مغبة التقليل من حجم الخطر الذي سيبقى في ظل تداعي مؤامرة التنظيم الدولي ووجود طفرة هائلة في وسائل الاتصال، ما أدى لأثار ونتائج سلبية تقع خارج نطاق السيطرة، مؤكداً أن الأمل سيبقى كبيراً ومعقوداً على التقاليد والعادات الأصيلة التي يتمتع بها مجتمع الإمارات التي تحد من انتشار الأفكار المتطرفة. سيادة القانون وقال زايد الشامسي رئيس جمعية المحامين والقانونيين الإماراتيين، إن الإخوان يستبقون دوماً الإجراءات العقابية التي تتخذ ضدهم ويروجون لعبارات مفرغة من مضمونها مثل تعبير “دولة امنية وشرطية” وغيرها. ونقل الشامسي في مدخلة له في الندوة عن أحد المتهمين في التنظيم السري في الدولة قوله، إن الإمارات دولة متهالكة، وإنه ورفاقه “فرسان التغيير” مصرون عليه حتى ولو سالت الدماء، وهذا ما يعتبره كذبا وافتراء وادعاء باطل يسوقونه بعدما فشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق مأربهم في الإمارات لأنها دولة متماسكة وناجحة، مشدداً على أن الدولة تتعامل مع هؤلاء انطلاقاً من إيمانها بمبدأ سيادة القانون، وهو ما أكدته محاكمة التنظيم في ظل حضور العديد من ممثلي الجمعيات والمنظمات الأهلية المحلية والعالمية. الإخوان المتأسلمون سالم حميد مدير مركز المزماة للدراسات والبحوث، أشار في بداية الندوة إلى أن نهضة الإمارات الكبرى وإنجازاتها أثار الكثير من الأطماع فيها، وعرّضها للعديد من صور الاستهداف، جاء أكبرها من قبل جماعة الإخوان المتأسلمين، إلا أنهم اصطدموا بالوعي الرسمي والشعبي، المؤمن بحتمية الحفاظ على مكتسبات النهضة، وتماسك الوطن والمجتمع. لقطات ? شهدت الندوة حضوراً لافتاً من القانونيين والإعلاميين والمهتمين الذين حرصوا على البقاء حتى نهايتها رغم تمديد الوقت المخصص لها أكثر من مرة. ? أطلق على هامش الندوة أحدث إصدارات الكاتب الصحفي المصري مصطفى بكري “سقوط الإخوان.. اللحظات الأخيرة بين مرسي والسيسي”، وحرص عدد كبير من الطلاب والطالبات على الحضور لاقتناء الكتاب والحصول على توقيع المؤلف على النسخ الخاصة بهم. ? استغل عدد من الطلاب والطالبات المشاركين في الجلسة وجود محمد الحمادي رئيس تحرير الاتحاد، ودخلوا معه في حوارات عقب انتهاء الجلسة لمناقشتهم في أطروحاته، وفي بعض القضايا التي تتعلق بالنشر والإعلام بوجه عام. تفاعل طلبة جامعة الإمارات تفاعل طلبة جامعة الإمارات الذين اكتظت بهم جنبات المسرح الفرعي بالمبنى الإداري بالحرم الجامعي الجديد مع الندوة، وطرحوا العديد من الأسئلة التي تدل على قدر عال من الوعي والإدراك والقدرة على التفاعل مع قضايا وهموم الوطن والتحديات التي تواجه مسيرة التمية والبناء. وأكدت مشاركات الطلبة في الحوار ما يتحلون به من وعى سياسي وقدرة على التحليل والاستنتاج، وهو ما تجلى من خلال وعيهم بخطورة تنظيم الإخوان المسلمين والفكر الذي يتبناه، وأكدوا أن روح الانتماء والوفاء للقيادة والوطن التي يتحلى بها أبناء الإمارات، وحرصهم الكبير على الحفاظ على مكتسباتهم وإنجازاتهم سيظل سداً منيعاً في وجه من يحاول أن يعبث بمستقبل ومقدرات الوطن.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©