الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القوات البرية.. ضرورية للانتصار على «داعش»

23 نوفمبر 2015 23:39
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن حرب «لا شفقة فيها» على تنظيم «داعش» عقب هجمات الجمعة الدموية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا عازمة على «اعتقال الجناة ومعاقبتهم»، في إشارة لأولئك الذين يُعتقد أنهم يقفون وراء كارثة إسقاط طائرة الركاب الروسية في سماء مصر. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الهدف الآن سوف يتركز على «تفكيك وتحطيم هذه المنظمة الإرهابية البربرية». لكن، كيف يمكن تحقيق ذلك؟ إنه السؤال الذي لا يبدو أن أياً من هؤلاء الزعماء يرغب في تقديم إجابة شافية عنه. وسوف أطرح هنا إحدى الأفكار المتعلقة بتحقيق هذا الهدف. ورغم أن الفكرة ليست ذات طابع عسكري مثالي، فإنها تضمن تجنب المخاطر ذات الطابع السياسي، وتشتمل على إقامة تحالف عالمي واسع النطاق شبيه بذلك الذي سمح بطرد قوات صدام حسين من الكويت عام 1991، وحتى التعاون على تنفيذ هجوم بري واسع النطاق على معاقل «داعش». ولا ينبغي الاعتقاد بأن تنفيذ هذه الفكرة أمر سهل، ولنتذكر الفكرة التي دعا أصحابها في حينه إلى انضمام قوات برية غربية للعمل مع القوات البرية الأوكرانية بعد العدوان الروسي على أوكرانيا، وكيف بدت فاشلة وغير مرحب بها ومستبعدة تماماً. لكن، وطالما أن الرؤساء الثلاثة قرروا عدم استخدام القوات البرية، سواء بشكل منفرد أو على شكل مجهود جماعي مشترك، فإن تصريحاتهم النارية تبقى في إطارها النظري الذي يتناقض مع الوقائع الماثلة على الأرض. وتوجد الآن مؤشرات قوية على تعاون الفرقاء؛ فقاذفات القنابل الفرنسية تتجه إلى أهدافها المحددة استناداً إلى بيانات استخباراتية أميركية. وقد نفذت بالفعل سلسلة غارات ضد مواقع «الجهاديين» في أرياف العاصمة السورية ومدينة الرقة. وطلب بوتين من قواته البحرية التعاون مع البوارج الحربية الفرنسية في البحر الأبيض المتوسط في هذا الإطار ذاته. واتفقت الولايات المتحدة وروسيا على اعتماد التدابير التقنية الاحترازية لتجنب اشتباك طائراتهما المقاتلة المحلقة في أجواء مناطق العمليات مع بعضها البعض. ورغم كل هذه المؤشرات التي تحمل طابع التكامل والتعاون العسكري، فإن الأقوال سبقت الأفعال الجادة في تفعيل هذا التعاون. ومن ذلك مثلاً أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعهّد بـ«محو» تنظيم «داعش» من على سطح الأرض، لكنه اكتفى بزيادة مستوى مشاركة القوات الجوية الملكية في الضربات الجوية ضد التنظيم الإرهابي. ولا يمكن لأي خبير عسكري محنّك أن يقتنع بأن الضربات الجوية وحدها يمكنها أن تحقق الهدف المنشود. وهناك العديد من الخبراء العسكريين بمن فيهم المستشارون العسكريون للرئيس أوباما، الذين ما فتئوا يعربون عن شكوكهم بأن تكون الغارات الجوية كافية لضمان انتصار القوات المحلية على «داعش». ويقول «بطرس منصور»، الكولونيل المتقاعد الذي شغل ذات مرة منصب المستشار العسكري للجنرال دافيد بترايوس خلال غزو العراق: «لا تمثل الطائرات من دون طيار والضربات الجوية إلا إحدى أدوات الحرب، ولا يمكن اعتبارها بحد ذاتها إستراتيجية عسكرية متكاملة. ويتطلب تدمير قواعد تنظيم (داعش) اشتراك قوات برية فاعلة». وقال الكولونيل المتقاعد والمحلل في شركة «راند»، دافيد جونسون، إن القوات البرية ذات التدريب العالي «تعد ضرورة بالغة الأهمية للقوات المشتركة من أجل تحديد مواقع الأعداء ودحرهم». وأوضح جيمس جيفري الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في العراق بين عامي 2010 و2012 أن الرئيس أوباما «قال بأن هدفه هو تفكيك وتدمير (داعش)، لكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك الهدف بمجرد زيادة عدد الضربات الجوية». وقال بوك سيكستون، المحلل السابق لقضايا مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأميركية: «إذا كنا نريد القضاء على (داعش) بالفعل، فإن ذلك لن يتحقق إلا عن طريق جنود من قوات النخبة الأميركية». *توبين هارشو* *محلل أميركي متخصص في الأمن الوطني والعلاقات العسكرية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©