بيرن (وام) - أشاد السفير عبيد سالم الزعابي مندوب الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، بالعلاقات المتميزة التي تربط دولة الإمارات وسويسرا في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهم ملامح ومحاور الاستراتيجية المستقبلية لعلاقات البلدين وسبل تعزيزها.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير خلال الاحتفال، الذي أقيم بمناسبة مرور40 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وسويسرا والذي أقيم في العاصمة السويسرية بيرن، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومشاركة كبار الشخصيات السويسرية يتقدمهم السيد ديديه بروكهارت وزير الخارجية السويسري.
وقال الزعابي، إن بلوغ الأربعين من العمر هو رمز النضج والحكمة، وهما ميزتان رئيسيتان تطبعان العلاقات بين البلدين، التي انطلقت عام 1973 وأرسى دعائمها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وسار على نهجه الحكيم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وأكد أن العلاقات الثنائية بين البلدين القائمة على الاحترام المتبادل تسير في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن مشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الاحتفال تعد دليلاً على عراقة وأصالة العلاقات الثنائية بين البلدين بجانب الاهتمام الذي توليه الدولة لهذه العلاقة، وهو اهتمام ترجم من خلال فتح سفارة للدولة في العاصمة السويسرية بيرن في عام 2011. واستعرض السفير الزعابي في كلمته علاقات البلدين التجارية، حيث تعتبر الإمارات الشريك الاقتصادي الأول لسويسرا في العالم العربي، مشدداً على أهمية استمرار وتطوير هذه الشراكة المتميزة والارتقاء بها من خلال وضع استراتيجيات ومشاريع استثمارية متنوعة لتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين. ودعا السفير إلى أهمية التركيز أكثر على التعاون في مجالات الابتكار والبحث والتعليم العالي، منوهاً بوجود بنية تحتية عالية الجودة لدى البلدين التي من شأنها توفير أرضية وفرص متميزة لتشجيع القدرات في البلدين في أكثر المشاريع العلمية والتكنولوجية ابتكاراً وتطوراً، وذلك للاستفادة بأعلى قدر ممكن من القيمة المضافة التي تقدمها علاقات البلدين في مجالي الأعمال والتجارة.
وفي المجال السياحي، أشار الزعابي، إلى المكانة العالمية التي يحظى بها البلدان وأهمية تعزيزها من خلال العمل على تطوير المرافق والفرص السياحية القائمة بغية توفير مناخ ملائم يتميز بجودة الخدمات، وذلك في مجالات السياحة والثقافة والرياضة والفنون مؤكدا على الحاجة إلى استكشاف الوسائل والسبل الكفيلة بتبادل الخبرات والتجارب لتعزيز الشراكة بين البلدين وخاصة بالنظر إلى الحدث الهام الذي ترشحت لاستضافته دولة الإمارات العربية المتحدة والمتمثل في “إكسبو 2020” في دبي. وسلط مندوب الدولة الدائم الضوء على البعد الاستراتيجي الذي تمثله التكنولوجيا الحديثة والبيئة والطاقة الشمسية وتوفير الماء الصالح للشرب والرعاية الصحية، مؤكدا أهمية تعاون الجانبين الإماراتي والسويسري في مواجهة تحدي تعزيز الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، وذلك ليس فقط لفائدة البلدين بل الإنسانية قاطبة، مشيراً إلى الحاجة للتعاون في تأمين الطاقة على المستوى العالمي والعمل بشكل نشط لإيجاد الحلول والبدائل المناسبة في هذا المجال.
كما تطرق السفير الزعابي في كلمته إلى تميز التعامل الدولي القائم بين البلدين خاصة في المجال الإنساني مما يفرض مزيداً من العمل والتعاون المشترك بهدف مكافحة الفقر وتخفيف المعاناة عن البشرية، لافتاً إلى ضرورة البحث عن أفضل السبل لربط المساعدات الإنسانية بالاستراتيجيات التنموية في البلدان المعنية، وذلك تماشياً مع استراتيجية التنمية للأمم المتحدة لما بعد 2015، كما هو وارد في أجندة الأمم المتحدة للعقد القادم.
وأكد الزعابي أن التجارب التي يتمتع بها البلدان يمكن أن تمثل أرضية صلبة ومنطلقا لتطوير شراكة قوية في مجال حفظ السلام والوساطة والأمن بغية مواجهة التحديات الأمنية الجديدة.
عدد اليوم
