الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البابا في تركيا.. مآخذ أردوغان !

3 ديسمبر 2014 23:35
أراد البابا فرانسيس بزيارته لتركيا التقرب إلى المسلمين، لكنه لقي استقبالاً فيه جفوة من مضيفه في أولى زيارات الحبر الأرجنتيني الأصل لتركيا. وفي سلسلة من الخطب المحكمة في أنقرة وإسطنبول ألقى بابا الفاتيكان باللائمة على «تعصب» داعش وجماعات متشددة أخرى في اضطهاد المسيحيين في سوريا والعراق الذي أدى إلى خروج جاليات تعيش في الشرق الأوسط منذ ألفي عام، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استقبل زعيم كاثوليك العالم البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة في قصره خارج أنقرة يوم الجمعة اتبع نهجاً مختلفاً للغاية. وذكر أردوغان أن الجماعات المتطرفة، مثل «داعش» المسؤولة عن قطع رقاب المعتقلين، واستغلال الأسرى والتوعد بالقضاء على الأقليات الدينية، مثل الإيزيديين في العراق وسوريا هي نتيجة «تصاعد الخوف المرضي من الإسلام» في الغرب. ومضى الرئيس التركي يقول: «الذين يشعرون بالهزيمة والظلم والقمع والإهمال يمكن أن يصبحوا عرضة لاستغلال الجماعات الإرهابية»، وبينما دعا البابا إلى التصالح والحوار، هاجم «أردوغان» الغرب، محملاً إياه مسؤولية الكثير من مشكلات الشرق الأوسط، وأعلن «أردوغان» أن «الأجانب» لا يحبون المسلمين، ولا يهتمون إلا باستغلال الموارد الطبيعية للشرق الأوسط. ومضى يقول: «الأجانب يحبون النفط والذهب والألماس وقوة العمل الرخيصة في العالم الإسلامي، إنهم يحبون صراعات وقتال ومنازعات الشرق الأوسط، صدقوني إنهم لا يحبوننا. إنهم يبدون كما لو أنهم أصدقاء، لكنهم يريدوننا موتى ويودون رؤية أطفالنا يموتون»، وكرر الرئيس الشكوى من تصاعد مشاعر معاداة المسلمين في الغرب، مؤكداً على أن هناك «اتجاهاً خطيراً وسريعاً للغاية لتصاعد العنصرية والتمييز وكراهية الآخرين، خاصة الخوف المرضي من الإسلام في الغرب»، وكان التعبير عن القلق بشأن محنة المسيحيين عنصراً أساسياً في زيارة البابا التي استمرت ثلاثة أيام، لكن هذا اصطدم بحقيقة أن تركيا تعرضت لاتهامات بإزكاء اضطهاد المسيحيين والأقليات الأخرى بتقاعسها عن وقف المتشددين الإسلاميين من عبور حدودها للقتال في سوريا والعراق. وعبر البابا عن فزعه من اضطهاد المسيحيين في إعلان مشترك مع البطريرك بارثولوميو الأول الزعيم الروحي لمسيحيي العالم الأرثوذكس البالغ عددهم 300 مليون. وقال الزعيمان الروحيان، «لا يمكننا تخيل الشرق الأوسط من دون المسيحيين الذين آمنوا بالمسيح منذ ألفي عام... الكثير من إخواننا وأخواتنا يُضطهدون ويُخرجون عنوة من ديارهم»، وتجلت رغبة البابا في تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي، عندما زار الجامع الأزرق في إسطنبول، واستغرق ذلك بضع دقائق من التأمل مع مفتي تركيا «رحمي ياران» فيما وصفه الفاتيكان بأنها لم تكن صلاة، بل «لحظة عشق صامت»، وبالإضافة إلى الاختلافات في الرأي مع أردوغان لم يلق البابا حفاوة في تركيا، ولا عجب في ذلك مع الأخذ في الاعتبار أن نحو 99 في المئة من سكان البلاد مسلمون، ولم يبق من المسيحيين في تركيا إلا نحو 80 ألفاً. ولم تظهر حشود لاستقباله كما حدث في جولاته الدولية السابقة، ومنها زيارته إلى كوريا الجنوبية والبرازيل التي اصطف فيها ملايين الأشخاص على شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو للاستماع لكلمة البابا. وظهر عدد صغير من المسيحيين، عندما زار البابا مسجد أيا صوفيا الذي كان كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي، وتحولت الكنيسة إلى مسجد مع استيلاء العثمانيين في القرن الخامس عشر على مدينة القسطنطينية ليجعلوا اسمها إسطنبول، ثم تحول المسجد إلى متحف عام 1930 في ظل الحكم العلماني لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة. وفي اليوم الثالث والأخير من زيارة بابا الفاتيكان، التقى البابا فرانسيس مجموعة من اللاجئين المسلمين والمسيحيين الذين أخرجوا من ديارهم في العراق وسوريا، وكان ثلاثة أرباع مجموعة اللاجئين البالغ عددهم 100 من الأطفال. وهذه المجموعة ضمن ما يقدر بنحو 30 ألف مسيحي وجدوا ملاذاً آمناً في تركيا منذ بداية الحرب السورية. وخاطبهم البابا قائلاً : «وضعكم الصعب هو نتيجة حزينة للصراعات الوحشية والحرب». نيك سكوايرز- أنقرة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©