الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغافلون وحصاد الغد

21 فبراير 2017 00:59
نعيش أياماً وسنوات ونحن نمارس بعض العادات بمجرد أننا اعتدنا عليها، نمارسها بطريقة لا إرادية بعد أن كنا نقوم بها بمحض إرادتنا، نتبع أهواءنا بلا وعي ولا تفكير لنضر أنفسنا ومن حولنا. قد نجد أن معظم الناس يمارسون حياتهم اليومية بشكل يتخلله كثير من الإهمال واللامبالاة، خاصة بما يتعلق بالعادات الصحية، فيضرون أنفسهم وهم على يقين أنه بمجرد ما يتقدم بهم العمر سيصيبهم مرض معين أو ستنتهي حياتهم بطريقة معينة، مستسلمين لعاداتهم السيئة التي تجرهم للهلاك، وبالمقابل نجد آخرين يتمنون أن تدوم عليهم نعمة الصحة وهم في الحقيقة لا يهتمون بها، فكم من مدخن يعلم بأن التبغ مضر بصحته وكم من شارب للكحول يعلم أنه سيأتي يوم وتتوقف أجهزة جسمه عن تأدية وظائفها، وفي الحقيقة نجد أن الضرر الذي تتسبب به هذه الفئة من الناس يمتد لغيرهم ليؤثر على أبنائهم، ما يجعلهم قدوة يحتذى بها في نظرهم، وهذا السبب كافٍ ليفسر العديد من الظواهر والمشكلات التي نعاني منها في وقتنا الحالي، فنحن نعيش حياتنا وكأننا على يقين بأن النعم دائمة، نجهل بأنها زائلة، يعطيها رب العباد لمن يشاء ويأخذها عن من يشاء، وحين تزول النعم يبدأ الإنسان بالعيش في دائرة الندم والحسرة، يتمنى أن يعود به الزمن ليصحح أخطاءه السابقة، ولكن بعد فوات الأوان. فاعلم أن النعم التي بين يديك اليوم ربما تزول بالغد، فحافظ عليها واشكر الله الذي منّ عليك بها، وإنْ كنت ممن يمارس تلك العادات السيئة، فقد حان الوقت لتعيد النظر قليلاً في ما تفعله، فما تزرعه اليوم تجنيه بالغد. ميرة عتيق الظاهري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©