السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ماليزيا تستقطب 20 مليون سائح خلال العام الجاري

ماليزيا تستقطب 20 مليون سائح خلال العام الجاري
15 ابريل 2007 00:21
كوالالمبور- محمود الحضري: نجحت ماليزيا ''جوهرة'' الشرق الأقصى في توظيف كل شيء لخدمة السياحة والاقتصاد الوطني، رافعة شعار ''الكل في واحد''، وجعلت من 2007 عاماً للسياحة تحت شعار ''زوروا ماليزيا ،''2007 وسخرت الدولة وبالتعاون مع كل القطاعات الاقتصادية في أن يصبح هذا الشعار حقيقة على أرض الواقع، وتعمل المؤسسات كافة بروح الفريق لحصد أكبر قدر ممكن من حصة السياحة العالمية· وتقترب ماليزيا من أن تحقق رقماً سياحياً يعادل عدد سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة، فهذا العام 2007 تستهدف الوصول بعدد السياح إلى 20 مليون سائح، بينما يصل عدد نزلاء الفنادق إلى 34 مليون شخص في العام الجاري، وشهد الأسبوع الماضي واحداً من أهم شواهد النجاح السياحي ليصبح تجربة مهمة للدول الأخرى، فقد تحولت الدورة التاسعة من سباق السيارات العالمي ''الفورمولا ''1 إلى حدث سياحي وليس رياضياً، فهذا السباق الأشهر حول العالم، أصبح جزءاً من منظومة سياحية متكاملة· وتشير الأرقام إلى أن الحملة التي نظمتها هيئة السياحة الماليزية لاستقطاب السياح خلال فترات التصفيات ونهائي سباق ''الفورمولا ''1 وعلى مدى أسبوعين نجحت في استقطاب نحو مليون سائح للبلاد، جاءوا ليس بهدف مشاهدة الحدث الرياضي فقط بل للاستفادة من العروض في هذا الفترة، إذ إن حوالي 60 ألف شخص جاءوا خصيصاً لمشاهدة الحدث الرياضي، والذي أصبح جزءاً من المنظومة السياحية في ماليزيا، والتي أصبحت لها خصوصية تجمع بين الترفيه والتسلية والاستجمام، والتسوق، يضاف إليها السياحة الدينية، فلا يكاد يخلو برنامج سياحي من زيارة إلى مسجد السلطان عبد الصمد في ساحة التحرير· ومدينة كوالالمبور والتي تعني ملتقى النهرين وكانت في الأصل عبارة عن محطة خارجية لتعدين القصدير أنشئت في عام 1800 ميلادية على ملتقى نهر جومباك مع نهر كلانج، وتشتهر كوالالمبور اليوم بأنها مدينة عصرية مليئة بالنشاط وهي العاصمة الاتحادية لماليزيا والمركز الأساسي للتجارة والسياسة والترفيه والنشاطات العالمية، وتضم أعلى برجين في العالم، وهما: ببرجي بتروناس، بارتفاع يبلغ 452 متراً، علاوة على برج كوالالمبور رابع أعلى أبراج العالم، وبرج منارة كوالالمبور بارتفاع 421 متراً· وكل مكونات المدينة تحولت إلى أدوات سياحية، فعلى الرغم من تحول كوالالمبور إلى مدينة حديثة فإنها مازالت تحافظ على سحرها القديم وهذا يبدو واضحاً في المباني الضخمة التي شيدت خلال الحقبة الاستعمارية وحوانيت ما قبل الحرب وفي أسلوب ممارسة الأعمال التجارية· ومن بين سمات المدينة كونها مدينة في حديقة أو العكس حديقة في مدينة، حيث تضم العديد من الحدائق، بينها حدائق البحيرة المكسوة بنباتات الخبيزة والسحليات والطيور والغزلان والفراشات، علاوة على العديد من الأماكن الجميلة، وفي الليل تزدان الشوارع والأشجار بالزينات، وبأضواء ملونة لتعطيها تألقاً من نوع خاص، وتتحول الى مدينة مختلفة كلياً عن ساعات النهار، وتشعر أنك في مدينة أوروبية الثقافة والعادات، وربما الأخلاق والقيم، وتشهد مناطق المدينة حياة ليلية ترفيهية من خلال مسارح غربية ومحلية وأمسيات ثقافية ومع ساعات الصباح الأولى تغتسل وتتطهر كوالالمبور مما علق بها ليلاً· أما هواة وعشاق الفن فحتماً سيجدون ضالتهم في المتحف الوطني والعديد من المتاحف التخصصية الأخرى، والأماكن التاريخية على امتداد نهر ''بتروا جايا'' عبر رحلة نهرية لمدة ساعة، كما انعكست ثقافات الدول المجارة والقريبة من ماليزيا على كل ثقافة ماليزيا الساحرة، لتجسد آسيا كلها، ولهذا أطلقوا عليها ''كل آسيا''، وكان التأثير أكثر وضوحاً في الملابس وطبيعة المأكولات، ومذاقها لتجمع بين ما هو هندي وتايلاندي، وسنغافوري، وإندونيسي، وصيني، وحتى تايوان والفلبين· وتضم العاصمة مواقع للتسوق تضم أهم ''الماركات'' والطرازات العالمية، وتحتوي على عدد من المراكز التجارية تنتشر في شوارع بوكيت بيتانج وتنكو عبد الرحمن وشارع أمبانج وهناك ''تشينا تاون'' التي تجذب الناس لما فيها من بضائع متنوعة بأسعار مناسبة· وتشير الأرقام إلى أن ماليزيا تضم نحو 17 ألف فندق متعدد المستويات والنجوم، توفر ما يزيد على 374 ألف غرفة، منها 10 آلاف غرفة في منطقة ''جنتينج'' التي ترتفع عن سطح البحر نحو كيلومترين مشكلة منتجعا فوق جبل ''جنتينج'' العملاق والذي يؤمه 17 مليون سائح سنوياً· وتشكل الصناعة العمود الفقري للاقتصاد الماليزي والذي يبلغ ناتجة الوطني الإجمالي ما يقارب 275 مليار دولار، تأتي الصناعة أكبر مساهم في هذا الناتج، تأتي بعدها السياحة حاصدة نسبة تقارب الربع، وتشهد السنوات المقبلة خطة جديدة لماليزيا تضع القطاع الزراعي على أولويات اهتمامات التنمية، ضمن خطط التنوع في إيرادات الدولة، والعمل على زيادة نصيب الفرد من الدخل الوطني عن المستوى الحالي الذي يدور حول 10,5 ألف دولار· ويتوقع القائمون على القطاع السياحي في ماليزيا أن يصل عدد السياح الى 20,1 مليون سائح خلال العام الجاري 2007 ينفقون 44,5 مليون رنجت ماليزي ''12 مليار دولار''، وذلك امتداداً لما حققه القطاع في العام الماضي والذي شهد أكثر من 12 مليون سائح بمعدل مليون سائح شهرياً وفي بعض الأشهر بلغ فيه المعدل 1,38 مليون مثل شهر سبتمبر الماضي، بينما شهد فبراير الماضي رقماً قياسياً مسجلاً مليونا و519 ألف سائح بزيادة قاربت 10 في المائة عن الشهر المماثل من عام ،2006 وفي أول شهرين من العام الماضي تحقق 3,1 مليون سائح مقابل 2,8 مليون في نفس الشهرين من العام ،2006 بينما تشير الأرقام غير النهائية عن الربع الأول من 2007 الى تسجيل ما يقارب 4,7 مليون سائح، إلا أن أبريل سيكون الأكثر والأعلى وفقاً لتوقعات المسؤولين عن القطاع السياحي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©