أبوظبي (الاتحاد) - تستثمر منصة الفيديو على الإنترنت «هولو» نحو 500 مليون دولار في محتويات التغذية التي كانت تستمدها بداية من عدد محدود من أبرز شركات صناعة الترفيه والإعلام الأميركية، ولا غرابة في ذلك؛ لأن هذه الشركات، وهي ديزني وفوكس و»إن بي سي»، هي نفسها التي أنشأت هذه المنصة، لكن «هولو» بدأت تتطلع إلى التوسع وتطوير خياراتها، وهي تسعى حالياً إلى تنويع مصادر محتوياتها ونموذجها، بحيث باتت من الآن وصاعداً تشتري برامج ومحتويات فيديو حصرية وتوسع شراكاتها مع باقي الشركات التلفزيونية الكبرى الأميركية، سواء لتعزيز منصتها المجانية (هولو.كوم) أو خدمتها المدفوعة وفق الطلب وبموجب نظام الاشتراك هولو بلوس.
في هذا السياق، قال نائب رئيس المحتويات في المنصة أندي فورسيل في تصريحات لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، إن هولو وسع مصادر تموينه وزادها من أربعة إلى عشرة منها «فياكوم»، وإن هذا العدد لا يكف عن الارتفاع. وأضاف «ذلك يعطينا مساحة أوسع، وهذا يعتبر بشكل ما استجابة لمتطلبات السوق بشأن آفاق تنمية الرائد الأميركي في لحاق التلفزيون بركب العرض والطلب».
ويتوجب على هولو منافسة كل من أمازون ونيتفليكس ويوتيوب التي أنشأت حديثاً قنواتها الخاصة، ولكن فورسيل يقدر بأن هولو لن يكون عليها منافسة نيتفليكس نظرا لاختلاف نموذج كل منهما بين المجاني والمدفوع. وأضاف «ما نعرضه ونقترحه على أصحاب الحقوق من شبكات وشركات إنتاج هو أكثر مما يمكن لنيتفليكس أن تقدمه لوحدها. حتى لو أن لديهم عدد مشتركين أكثر بعشرة مرات من مشتركينا، ولكن الفرق لناحية العوائد ليس كبيرا. عندنا كلما استهلك الزبون أكثر كلما زادت المحصلة، بينما في نيتفليكس يمكن للزبون أم يستهلك كثيرا ولكن العائد لا يكون كذلك».
وقال فورسيل، إن «هناك من 35 إلى 45 مليون شخص يأتون كل شهر إلى خدمات منصتنا المجانية. ومن هنا وحتى 3 أو 4 سنوات سيكون في الولايات المتحدة الأميركية من 50 إلى 60 مليون مشترك في خدمة الفيديو على الطلب. أي لا يزال أمامنا سنوات عديدة لتنمية أعمالنا».
ويؤكد فورسيل أن «السوق لن يصبح مشبعاً قبل عشرة سنين»، موضحاً أن «عوائده ارتفعت بنسبة 60% في عام 2011، وهي ستزداد نمواً أكثر فأكثر». وأضاف «بالتأكيد أن السوق شهد وصول عدد جديد من الفاعلين ولكن عدد المستهلكين لا يكف عن الارتفاع والانتقال من خدمة إلى أخرى. حالياً، إن استراتيجية وتموضع البعض وموقع البعض الآخر أبعد بكثير من أن يكونوا واضحين. إن الشيء الوحيد الواضح حالياً هو أن شريحة مشترين جديدة قد ظهرت، وأن هذا عنصر جيد للقطاع وللمستهلكين أيضاً».
ولكن ذلك لا يمنع هولو من تطوير محتوياتها الحصرية من أجل أن تميز خصوصيتها كما فعلت للتو مع شبكة بي بي سي. ومن هنا وحتى نهاية عام 2012 تكون المنصة قد استثمرت نحو 500 مليون دولار في المحتويات.
ومن الأعمال الحديثة، وزعت هولو بشكل حصري في الولايات المتحدة السلسلة الكوميدية التلفزيونية البريطانية «ذي تشيك أوف ايت» التي كان تم بث أجزاء قصيرة منها أولا على شبكة «بي بي سي 4»، وهي كوميديا ساخرة عن طريقة سير عمل بعض الجهات الحكومية. وتستعد المنصة لتوزيع حصري لمسلسل «الرجل الخطأ». ومن المنتظر أن يؤدي توفير محتويات من مصادر متنوعة وجديدة إلى استقلالية متزايدة للمنصة تجاه مالكيها الأساسيين.
عدد اليوم
