الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة البودي: قائمة الأكثر مبيعاً للترويج للكتب لعبة خائبة

فاطمة البودي: قائمة الأكثر مبيعاً للترويج للكتب لعبة خائبة
23 نوفمبر 2015 15:58

أشادت الناشرة فاطمة البودي بمساندة المسؤولين في الإمارات لحركة النشر ودعم الناشرين، وترى أن معرض الشارقة يحقق قفزات تجعله منافساً قوياً للمعارض المنتشرة على الخريطة الثقافية العربية والدولية، ورغم وصولها للقائمة القصيرة في جائزة البوكر 5دورات تعتبر الجوائز سلاحاً ذا حدين، كشفت أيضاً معاناة دور النشر مع تزوير الكتب، وتسريبها على الإنترينت، وتفاصيل أخرى وضعتنا أمامها الناشرة فاطمة البودي صاحبة دار نشر (العين).. في هذا الحوار:

.. معروفة مشاركتك في معظم معارض الكتاب دولياً وعربياً.. ماهو تقييمك لمعرض الشارقة الدولي للكتاب؟

ـــ المعرض شهد قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة، عن أول مشاركة لنا دار (العين) للنشر في 2007، في ذلك الوقت لم يكن المعرض بهذه الضخامة، ولم يكن يضم الوجود الدولي، صالات العرض كانت محدودة، وكان المعرض يحمل طابعاً عائلياً، لدرجة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كان يعرف الناشرين بأسمائهم، ومن حسن حظنا في دار "العين" في أول مشاركة لنا في المعرض أن زارنا سموه وبالصدفة كان موجوداً الشاعر الكبير فاروق شوشة، والعالم المصري فاروق الباز، وكانت لفتة طيبة من سموه وهو يرحب بهما قائلاً: (الفاروقان)، بعد هذه المشاركة بدأنا في كل دورة جديدة نلاحظ تحقيق قفزات كبيرة، على سبيل المثال تخصيص قاعة كاملة للكتب الأجنبية ودور النشر الأوروبية، على مستوى المقروئية، هناك طفرة كبيرة، تجلت في مشروع إهداء مكتبة للأسرة، وهذا يعمل على تنشيط المبيعات، ويمنح الناشرين أطمئناناً اقتصادياً.. بجانب أن المعرض شهد دخول فعاليات وبرامج جديدة لم تكن موجودة في الدورات السابقة.

..هل تتابعين الأدباء الإماراتيين؟

ـــ هناك متابعة جيدة للأدب الإماراتي، وأكبر دليل، أن على قوائم كتاب دار "العين" كتاب من الإمارات، "فاطمه المزروعي ، ميسون صقر، ظبيه خميس، محمد غباش ومحمد الهاملي ومحمد بن جرش و حصه لوتاه ومنى البحر"، وأيضاً متابعة لدور النشر الإماراتية، التي تعيش حالة ازدهار واسع، بفضل دعم حكومة الإمارات، والقائمين على الثقافة فى الدولة.

.. هل صحيح أن دور النشر توسعت في نشر الروايات.. جرياً وراء الجوائز؟

ـــ بالتأكيد الجوائز وخصوصاً (البوكر) كانت بمثابة محرك كبير للرواية في أنحاء الوطن العربي، هناك دور نشر لم تكن الرواية على قائمة اهتماماتهم، ولم يسبق لهم نشر روايات نهائياً، الآن اتجهوا لنشر الروايات، وبمناسبة حديث الجوائز أحب توضيح نقطة هامة أن الجوائز سلاح ذو حدين، الجائزة تذهب أحياناً  إلي رواية تعبيراً عن ذوق لجنة التحكيم، الذي لا يتفق مع المزاج العام للقراء، ولابد أن نؤكد أن الرواية الجيدة تفرض نفسها على الساحة الأدبية وعلى حركة البيع والشراء بدون حصولها على جوائز أحياناً.

.. وراء الفردوس، رقصة شرقية، عناق عند جسر بروكلين، لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة، وهذا العام شوق الدرويش.. أعمال عن دار (العين) وصلت للقائمة القصيرة في البوكر.. قبل تعاقدك مع الكاتب.. هل تراهنين على أن روايته رواية جوائز؟

ــــ بحكم أن الدار قامت بنشر روايات كثيرة، أصبحت فعلا، أمتلك هذه الخبرة، من القراءة الأولى للرواية، وبشكل عام، أنا حريصة على سمعة الدار بعد أن أصبحت لها مكانة محلية بين دور النشر المصرية وإقليمية بين دور النشر العربية، لا أقبل نشر روايات دون المستوى وأحرص على المستوى الرفيع.

.. بعيداً عن الجوائز.. يقال إننا نعيش زمن الرواية؟

ـــ أنا لا أعتبر أننا نعيش في زمن الرواية، ولكننا نعيش في قلب الرواية، الحياة من حولنا أصبحت رواية، الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وسرعة الأحداث، والمتغيرات التي طرأت على الواقع العربي، بعد 2011، تقسيم دول وانهيار دول واختفاء دول، أوضاع تفوق الخيال، جعلت الناس تهرب إلى الرواية، ولا ننسى أن هناك روايات تنبأت بما يحدث وما نعيشه كما حدث في رواية (باب الخروج) و(فئران أمي حصة). الرواية تمنح القارئ لحظات من الهروب من واقع مؤلم يحيط بالعالم العربي من كل اتجاه.

.. قوائم الأكثر مبيعاً للروايات والكتب التي تخرج علينا بين الحين والآخر.. هل هي حقيقية؟

ــــ نحن لا نمتلك أي دراسات إحصائية دقيقة، كافية ووافية، تمكننا من إصدار قوائم الأكثر مبيعاً، لهذا دائماً أصف هذه القوائم أنها لعبة "خائبة" ومكشوفة، ولاتقوم على أي أسس علمية، هل يعقل أنه بعد يومين من نشر إعلان عن صدور رواية جديدة تصدر في اليوم الثالث قائمة الأعلي مبيعاً وتكون هذه الرواية في الصدارة؟ كيف حققت المبيعات؟ قبل أن تنزل للمكتبات وفروع التوزيع.. لهذا أنا متمسكة بوصفي لها أنها لعبة خائبة لا تؤثر في المبيعات.

.. مواقع التواصل الاجتماعي.. هل يمكن أن تلعب دوراً في تجديد دماء الحركة الأدبية والثقافية في الوطن العربي من خلال اكتشاف أقلام واعده؟

ــــ يمكن جداً،  ولكن بحذر شديد، لأن "لايكات" الأصدقاء على صفحات الفيس بوك، سلاح ذو حدين، ولاتصنع كتاباً في كثير من الأحيان، ولكن شباباً يعيش في وهم الكتابة، وعن نفسي، أعجبت بكاتب على صفحته، وتواصلت معه، وقمت بالنشر له، وهذا يؤكد أنها مساحة مفتوحة لاكتشاف المواهب الجديدة.

.. في الوقت الذي يعلن فيه أصحاب دور النشر أنهم يتعرضون للخسائرالمادية، نلاحظ أن في مصر مثلاً: لايمر أسبوع إلا وتفتح مكتبة جديدة.. هل من تفسير لهذا التناقض؟

ـــ هذا دليل على تمسك المصريين بقوتهم الناعمة، وشعورهم أن هويتهم في خطر، بعد أن كانت مصر، تمثل الريادة في أشياء كثيرة، في الطب والتعليم والهندسة.. وأشياء أخرى، بدأت تعيش تراجعاً كبيراً، لم يبق إلا الفن المصري والإبداع المصري، سواء كان في كتابة رواية أو موسيقى أو تقديم أي شكل من أشكال الإبداع، وفي النهاية فتح منافذ جديدة للتوزيع في صالح القارئ، من خلال المنافسة القائمة بين أصحاب المكتبات في تقديم تخفيضات، أو توفير الكتب.

.. تسريب نسخ الكتب على الشبكة الإلكترونية.. كيف أثر على حركة البيع والشراء؟

ـــ تعرضنا لكوارث مادية، بسبب تسريب (البي دي أف) لكن مؤخراً توصلنا إلي اتفاق بعرض الكتب على منصات إلكترونية، تقوم بعرض الكتب بشكل شرعي وقانوني، يحفظ للكاتب وللناشر الحقوق المادية والأدبية للكتاب، لكن تبقى الكارثة الأكبر وهي تزوير نسخ الكتب وطرحها في الأسواق على الرصيف، في السودان تم تزوير رواية (شوق الدرويش) بنسخ وأعداد كبيرة.. وللأسف في مصر المزورون معروفون بالاسم، ولا أحد يقترب منهم، وإذا تم القبض على مزور فعقوبته 500  جنيه غرامة ويخلى سبيله. والمسؤولون بسبب المشاكل الكبرى، التي تعيشها الدولة في هذا الوقت، يعتبرون الحديث عن أزمة تزوير الكتب، حديث رفاهية، يجب تأجيله!.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©