الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرومانسية تفشل في بناء "قصر الأحلام"

الرومانسية تفشل في بناء "قصر الأحلام"
23 نوفمبر 2011 15:42
أصبح الكثير من الشباب يفضل الزواج التقليدي في الوقت الراهن، بعد إسدال الستار على عصر "الرومانسية"، هذا هو لسان أغلب من تقابلهم وتسألهم عن الأسلوب الذي يفضلونه في اختيار شريك الحياة. ويقول الخبراء إن صعوبة الحياة بعد الزواج تجعل الحب الرومانسي ينكسر على "حجر" التفاصيل اليومية. تعتقد ناريمان حلمي (30 عاماً) غير متزوجة، أن الزواج عن حب هو الأبقى دائماً لأن اختيار الطرفين لبعضهما البعض يدفعهما إلى معرفة تامة بعيوب ومميزات كل منهما ومن ثم فنسبة نجاح هذا الزواج من وجهة نظرها تكون أعلى. وتضيف أن الزواج التقليدي يتم بمنطق الحظ وبه قدر كبير من المغامرة لأن الطرفين لم يتعرفا على بعضهما بالشكل الكافي، وإنما يتم الزواج من خلال أحد الأقرباء أو الأصدقاء. على العكس تماماً، تشير رضوى علم الدين، (28 عاماً) إلى أن الزواج التقليدي هو الأبقى لأنه لا يعتمد على الاندفاع العاطفي كما هو الحال في الزواج عن حب الذي يعتمد على الحب فقط في حين أن الحياة الزوجية تحتاج لقدر أكبر من التعقل والتفهم. وتؤكد رضوى، متزوجة زواجاً تقليدياً منذ 6 سنوات، أنها وزوجها يعيشان حياة هانئة لأن اختيارهما لبعضهما البعض جاء بناء على حسابات العقل المتريثة فهي اختارت زوجها لأنه متدين وعلى خلق.. وهذان الأمران كفيلان بأن يضمنا حياة زوجية مستقرة. وبحسب خالد محمد، 25 عاماً غير متزوج، فإنه لا توجد قاعدة تضمن نجاح أياً من نوعي الزواج سوى تفاهم الزوجين وقدرتهما على تسيير حياتهما بشكل جاد، لذا فهو لا يمانع الزواج بأي من الطريقتين، وكل ما يهمه هو شخصية الفتاة التي سيرتبط بها، وليس طريقة الزواج. وتقول أمنية جبريل، 26 عاماً غير متزوجة، إن الشباب قد يكونون الأكثر تفضيلاً للزواج التقليدي وبخاصة الشباب الذين كان لهم الكثير من التجارب العاطفية قبل الزواج، فالشاب يفضل دائماً الفتاة التي يعرفها عبر الأهل مثلاً ويعتبرها أكثر قدرة على تفهمه، في حين أن الفتيات بطبيعتهن الحالمة يفضلن الزواج الرومانسي. وتشير إلى أنها تفضل الزواج التقليدي لأن الحب لم يعد صادقاً على حد تعبيرها هذه الأيام وما يهم الشباب هو التسلية فقط باسم الحب، لكن الزواج التقليدي يتيح لها التعارف على الشخص المتقدم لخطبتها في إطار العائلة وهو إطار محترم ولائق اجتماعياً ويسمح لها باستخدام العقل أكثر في اتخاذها قرار الزواج. ويتفق معها محمد زهدي، 35 عاماً، في أن الحب لم يعد صادقاً، وإن وجد فهو لا يعتبر ضمانة لنجاح الزواج فليست كل الزيجات التي تمت عن حب قدر لها النجاح لأسباب عديدة أهمها، من وجهة نظره، أن كثيرون ينظرون للحب بلا مسؤولية، في حين أن الزواج مسؤولية كبيرة وهناء وشقاء وحياة متكاملة لا يقوى كثيرون على الاستمرار فيها. ويعترف محمد أنه تزوج منذ عامين من إحدى قريباته بعد مروره بتجربة حب فاشلة، مشيراً إلى أن حسن الخلق والمعاشرة قد يحول الحب التقليدي إلى حب مسؤول في إطار الزواج. ويشير د. أيمن عبد الفتاح، أستاذ علم الاجتماع وأخصائي العلاقات الزوجية، إلى أن نجاح الحياة الزوجية يعتمد بالأساس على طريقة الاختيار، فهناك الكثير من الزيجات التي تنتهي قبل عامها الأول وبعد قصة حب طويلة نتيجة فشل الاختيار. ويضيف أن الحب أحياناً يجعل كل من الطرفين لا يرى عيوب الآخر ومن ثم تحدث صدامات ما بعد الزواج التي ربما تنتهي بالطلاق. ويقول إنه في المقابل، فإن تقليدية الاختيار في كثير من الأحيان دون معرفة مسبقة تجعل قرار الزواج متسرعاً وتحدث نفس النتيجة. ويقول د. عبد الفتاح إن أهمية التريث عند اختيار شريك الحياة تساهم في صمود الزواج أمام معترك الحياة سواء كان تقليداً أو كما يسميه البعض "زواج الصالونات" أو الزوج عن حب. وحول عودة الزواج التقليدي مرة أخرى وبقوة وتفضيل الكثير من الشباب والفتيات له، يؤكد د.عبد الفتاح أن انفتاح الكثير من الشباب تحديداً ونتيجة لبعض التجارب الخاطئة قبل الزواج تجعله يقبل على الزواج التقليدي على اعتبار أنه ضمانة لسلوك الفتاة التي لم تعرف شاباً آخر قبله، فى حين تلجأ الفتيات لهذا النوع من الزواج لأنه ضمان له بأن اغلب التعارف التقليدي ينتهي إلى الزواج بعكس علاقات الحب العابرة والتي تخرج منها الفتاة محطمة المشاعر، بالإضافة إلى مباركة الأهل بالطبع للزواج التقليدي عن الزواج عن حب، حيث يعتبرون الأخير مجرد تسلية ومضيعة للوقت. ويؤكد د عبد الفتاح، أن الزواج هو جزء في النهاية من الحياة المشوبة بالحزن والفرح والهموم والمسؤوليات، وأن قدرة الزوجين على التفاهم والتعاون هي القادرة دائماً على إنجاح الحياة الزوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©