السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

24 قتيلاً بتفجيرين انتحاريين استهدفا سفارة إيران في بيروت

24 قتيلاً بتفجيرين انتحاريين استهدفا سفارة إيران في بيروت
20 نوفمبر 2013 09:03
هز تفجيران انتحاريان أمس مجمع السفارة الإيرانية في منطقة بئر حسن السكنية جنوب بيروت التي تعد معقلاً لـ«حزب الله»، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً، بينهم الملحق الثقافي الإيراني، وإصابة 150 آخرين، مخلفين أيضاً دماراً شديداً. والتفجيران هما أول اعتداء يستهدف مباشرة مصالح إيرانية في لبنان منذ بداية النزاع في سوريا منتصف مارس 2011، حيث تتهم طهران بالضلوع فيه إلى جانب نظام حليفها الرئيس بشار الأسد بإرسال خبراء عسكريين ومقاتلين، كما تتهم بتشجيع «حزب الله» ومقاتلين عراقيين للقتال إلى جانب الجيش السوري النظامي. وكشف مسؤولون لبنانيون عن أن تصويراً التقطته كاميرات أمنية أظهر رجلاً يندفع بدراجة نارية باتجاه السور الخارجي للسفارة الإيرانية في محاولة لاقتحام السفارة فتصدى له الحرس، قبل أن يعمد إلى تفجير نفسه، بينما تحدثت مصادر متطابقة عن أن الانفجار الثاني نجم عن سيارة ملغومة كانت متوقفة على مقربة من السفارة، مع تأكيد الجيش اللبناني أن الاعتداءين نفذهما انتحاريان. وفيما سارعت مجموعة ما يسمى «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة بـ «القاعدة» إلى إعلان مسؤوليتها عن التفجيرين مهددة بمزيد من الهجمات ما لم تسحب إيران «قواتها» من سوريا، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل بالوقوف وراء التفجيرين الداميين، الأمر الذي نفاه برلماني إسرائيلي في تل أبيب. وأشارت دمشق بأصابع الاتهام لدول بالمنطقة، بينما اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاعتداء المزدوج «بمثابة جرس إنذار لنا جميعاً». ووسط إدانات عربية ودولية وتأكيد على الوقوف بجانب لبنان لحفظ أمنه واستقراره، طالبت بيروت مجلس الأمن بإدانة شديدة الاعتداء الإرهابي. ومساء أمس، أكدت قيادة الجيش اللبناني أن انتحاريين وراء التفجيرين اللذين استهدفا منطقة السفارة الإيرانية ببيروت. وأوضح بيان للجيش اللبناني أنه وبعد كشف الخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجارين تبين أن الانفجار الأول ناجم عن إقدام انتحاري يقود دراجة نارية على تفجير نفسه، بينما نجم الانفجار الثاني عن إقدام انتحاري آخر يقود سيارة جيب رباعية الدفع على تفجير نفسه أيضاً. وأعلن وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل مقتل 23 شخصاً على الأقل وجرح نحو 150 آخرين في التفجيرين اللذين وقعا بمنطقة بئر حسن السكنية جنوب بيروت معقل «حزب الله». وبين القتلى المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية ببيروت إبراهيم الأنصاري. وقال مصدر حكومي لبناني، إن المستشار الثقافي كان بصدد دخول السفارة وقت وقوع التفجيرين، وتوفي في مستشفى ببيروت متأثراً بجروح أصيب بها. وقال وزير الخارجية الإيراني من روما تعليقاً على الاعتداء «إن مأساة الثلاثاء يجب أن تكون جرس إنذار لنا جميعاً. علينا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار. وإذا لم نفعل ذلك بجدية، فإنه يمكن أن يطالنا جميعاً». ورداً على سؤال حول اتهامات طهران لإسرائيل بالوقوف وراء الاعتداء، قال ظريف «لدينا من الأسباب التي تدفعنا لكي نكون مشككين في كل ما يقومون به. كل حركة يقومون بها هي مصدر توتر»، في إشارة إلى الإسرائيليين. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية اتهمت في وقت سابق، إسرائيل بالاعتداء. وقالت المتحدثة باسم الوزارة مرضية أفخم في تصريحات نقلتها وكالة «ايرنا» الرسمية للأنباء، إن التفجيرين «جريمة نكراء تبين حقد الصهاينة وعملائهم». من جهته، اتهم «حزب الله» «تحالفاً غربياً إسرائيلياً»، إضافة إلى «أنظمة إقليمية ومجموعات متطرفة» بالمسؤولية عن الاعتداء. وأصدر رئيس كتلة نواب «حزب الله» النائب محمد رعد بياناً اعتبر فيه أن الهدف من التفجيرين الانتحاريين «مواصلة برنامج القتل والتخريب وإثارة الفوضى وتهديد الوحدة الوطنية وضرب الاستقرار والتوغل في التفتيت، وهو برنامج يلتزمه تحالف غربي - إسرائيلي تتقاطع مصالحه مع أنظمة إقليمية ومجموعات متطرفة». ووقع الانفجاران في الساعة 9,40 (7,40 تغ) بمنطقة بئر حسن السكنية جنوب بيروت. وذكرت وسائل الإعلام في طهران أن إيرانياً آخر في الفريق الأمني للسفارة قتل أيضاً في التفجيرين. ونقلت شبكات التلفزة صوراً لجثث متفحمة في المكان، إضافة إلى جرحى لا يزالون في الأرض ينتظرون من يسعفهم مضرجين بدمائهم، كما شوهدت النيران مشتعلة في العديد من السيارات بالمكان. وأكد سفير إيران في بيروت غضنفر ركن أبادي أن من بين الضحايا إبراهيم أنصاري الملحق الثقافي الذي كان في طريقه إلى عمله في السفارة عندما وقع الانفجاران. كما التهمت النيران عدة سيارات أمام السفارة وتحطمت واجهات بعض المباني. وغطى الزجاج المتناثر الشوارع التي تناثرت فيها بقع الدماء وسقطت بعض الأشجار لكن مبنى السفارة المحصن جيداً لم يتعرض سوى لأضرار طفيفة نسبياً. وقال أحد سكان الحي، إنه سمع دوي انفجارين قبل أن يتصاعد عمود من الدخان في المنطقة. وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت تفجيرين بسيارتين مفخختين منذ بضعة أشهر أودى الثاني بحياة 27 شخصاً وتبنته جماعة متطرفة صغيرة، موضحة أنه رد على مشاركة «حزب الله» في القتال في سوريا. وتبنت جماعة ما يعرف بـ «كتائب عبد الله عزام» تفجيري أمس، مؤكدة أنها تهدف بذلك إلى الضغط على الحزب اللبناني لسحب مقاتليه من سوريا والإفراج عن معتقلين في لبنان. وقال المدعو سراج الدين زريقات أحد الأعضاء البارزين للجماعة المرتبطة ب«القاعدة» على «تويتر»، إن «كتائب عبد الله عزام سرايا الحسين بن علي تقف خلف استهداف السفارة الإيرانية في بيروت». وهدد زريقات بأن «العمليات ستستمر حتى يتحقق مطلبان الأول سحب عناصر (حزب الله) من سوريا، والثاني فكاك أسرانا من سجون الظلم في لبنان». وفي إسرائيل، قال النائب تساحي هانجبي القريب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل «لا علاقة لها» بهذه الهجمات، بينما دانت دمشق «بشدة العمل الإرهابي»، مشيرة إلى أن «رائحة دول بالمنطقة تفوح من كل الأعمال الإرهابية التي ضربت سوريا ولبنان والعراق». واعتبرت الحكومة السورية أن «العمل الإرهابي يعكس تورط دعاة الإرهاب وحماته وصانعيه ومموليه في المنطقة وإصرارهم على نشر الإرهاب سلوكاً وممارسة وثقافة في التبشير لتدمير المنطقة وأمنها ومستقبلها». بدوره، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ضمنياً بلدين بالمنطقة بدعم متشددين ألقى عليهم بالمسؤولية عن هجمات سابقة على أهداف طائفية. بالتوازي، أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان التفجيرين وأجرى اتصالًا هاتفياً بنظيره الإيراني حسن روحاني معزياً بالضحايا وواعداً بالسعي إلى كشف منفذي الاعتداء، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية. وأعلن القصر الرئاسي اللبناني في بيان أن سليمان الموجود حالياً في الكويت اتصل بروحاني مستنكراً التفجير الذي طال السفارة الإيرانية ومحيطها، معتبراً أن مثل هذه الرسائل الإجرامية لا تغير في ثوابت واقتناعات بل هي تحصد القتلى الأبرياء وأن يد الإرهاب لن تستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإعادة فتح صفحة سوداء من تاريخ لبنان. ودعا اللبنانيين إلى الوعي والتماسك وتمتين وحدتهم الوطنية وحث المسؤولين الأمنيين على تكثيف جهودهم وإجراءاتهم لاكتشاف المجرمين الإرهابيين واعتقالهم وإحالتهم إلى العدالة. كما اتصل سليمان بالسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي معزياً. كما أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور التفجيرين اللذين استهدفا مقر السفارة الإيرانية ووصفاه بالعمل الإجرامي». وقال ميقاتي في بيان له «إننا ندين هذا العمل الإرهابي الجبان ونضعه في خانة توتير الأوضاع في لبنان واستخدام الساحة اللبنانية لتوجيه الرسائل السياسية في هذا الاتجاه أو ذاك. وقد شهدنا سابقاً محاولات مماثلة في مدينة طرابلس ومنطقة الضاحية الجنوبية لبيروت”. في حين أكد منصور أن «العمل الإرهابي الذي ضرب أهلنا الآمنين وطال السفارة الإيرانية في بيروت هو اعتداء إجرامي مدان يأتي في سلسلة من العمليات الإرهابية المتنقلة التي تستهدف لبنان أرضاً وشعباً ووحدة مؤسساته لتقويض أمنه واستقراره ووحدة شعبه». بدوره، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، إن «هذا الانفجار الإرهابي مدان بكل المعايير السياسية والأخلاقية والإنسانية، ويجب أن يشكل دافعاً جديداً لإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة وتجنيب اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم مخاطر التورط العسكري في المأساة السورية».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©