الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوكا : الخطر القادم!

23 مارس 2009 01:33
تفيد المعلومات الواردة من كبار ضباط الشرطة ومسؤولي المخابرات بوزارة الداخلية العراقية، إلى جانب معلومات من المواطنين، أن إطلاق سراح مئات السجناء من مخيم سجن ''بوكا''، الذي تديره القوات الأميركية في جنوبي العراق، كان عاملا مساعداً على عودة نشاط المليشيات الشيعية والمتمردين السُنة في مدينة البصرة مجدداً· وعلى رغم أن أياً من المعلومات الواردة أعلاه لم تشر إلى احتمال عودة هذه المليشيات إلى موجة العنف الدموي التي شهدها عاما 2006 و،2007 عندما كان يحصد العنف أرواح العشرات في شارع واحد يومياً، إلا إنها ترجح بدء استعداد المليشيات ليوم تنسحب فيه القوات الأميركية قريباً· وحذر الكثير من المسؤولين من خطورة تفكيك سجن ''بوكا''وإطلاق سجنائه دون محاكمة أو إظهار أي بينات تؤكد براءتهم· وفي تلك الخطوة انتهاك ما بعده للقانون، ربما تترتب عليه قيادة عدد من هؤلاء المفرج عنهم للمليشيات التي عادت إليها الحياة للتو، بعد أن كانت قد كسرت شوكتها وتم التغلب عليها· وبالفعل بدأ بعض سجناء المعتقل المذكور يتحدثون عن رغبتهم في الانتقام من الأميركيين· ترددت هذه الأقـــوال والتصريحــات في بعـــض ضواحــي العاصمـــة بغداد، التي عرفت بعنف تمردها فـــي السابــق· ويسود في ضاحية ''الكرامة''، التي شهدت أحداث فوضى وعنف عارمة، أخرجتها من نطاق القانون لوقت طويل بعد الغزو- شعور بالخوف والقلق لدى المسؤولين والمواطنين على حد سواء· صحيح أن المواطنين السُنة سعدوا بخروج بعض أبنائهم المعتقلين من ذلك السجن، إلا إن العقيد سعد عباس محمود- قائد شرطة ضاحية الكرامة- عبر عن قلقه إزاء كثرة العناصر المتمردة التي تم الإفراج عنها· وقال في ذلك صراحة: ''لم يكن هؤلاء السجناء منشغلين بزراعة الورود في الحديقة، ولم يكونوا من المتبطلين والمتسكعين في الشوارع والطرقات العامة· فهذه مشكلة كبيرة وخطيرة بالنسبة لنا· والمؤسف أن السلطات العراقية لا تدرك مدى خطورة هذه المشكلة''· ومنذ غزوها للعراق وإطاحتها بنظام صدام، اعتقلت الولايات المتحدة نحو 100 ألف سجين عراقي في مختلف أنحاء البلاد· ومع بدء تطبيق استراتيجية زيادة عدد القوات، سجن حوالي 26 ألفاً في مخيم ''بوكا'' قرب الحدود الكويتية جنوب العراق، لينخفض ذلك الرقم في نهاية الأمر إلى 9600 سجين فحسب منذ شهر يناير المنصرم· وتخطط القوات الأميركية لإغلاق ذلك السجن تماماً· وفي مراسم احتفال أقيمت في بغداد يوم الخميس الماضي، جراء إطلاق سراح 106 من السجناء، تم اصطحاب المفرج عنهم إلى مسجد أم القرآن، الذي كان معقل معارضة قوية للاحتلال الأميركي· واختلطت مشاعر الأهل بدموع الفرح والتهليل وزغاريد النساء، ما أن تسلم المفرج عنهم بطاقات هويتهم· ''فغالبية السجناء أبرياء مثل ابني رائد البالغ من العمر 26 عاماً''··· هكذا قال سعد نعمة -أحد الآباء- وذكر أنه بكى فرحاً على إطلاق سراح ابنه بعد أن أمضى في السجن 18 شهراً دون ذنب اقترفه''· ولكن ليس جميع المعتقلين الذين أطلق سراحهم للتو أبرياء كما زعم أبو رائد· فمن بينهم محمد علي مراد، الذي وصفه العقيد داؤود محمود -نائب قائد شرطة الفلوجة- بأنه كان سائقاً لأبي مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم ''القاعدة'' في بلاد الرافدين، الذي قتل في يونيو من عام ·2006 وكان مراد قد أعيد اعتقاله بعد إطلاق سراحه من سجن ''بوكا'' إلا أن قاضيا أفرج عنه· ويعتقد الآن أنه بدأ إدارة خلية إرهابية في بغداد، أنشأها مع عدد من رفاقه السجناء السابقين· مثل هذه العناصر الخطيرة المفرج عنها دون محاكمات، هي التي تثير الذعر والخوف مما يمكن أن يحل بالعراق وأهله عقب خروج القوات الأميركية· أنتوني شديد- العراق ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©