الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«زايد التراثي».. بانوراما حية للموروث البدوي والأصالة الإماراتية

«زايد التراثي».. بانوراما حية للموروث البدوي والأصالة الإماراتية
22 نوفمبر 2015 22:55
أحمد السعداوي (أبوظبي) في ظل حضور جماهيري غير مسبوق تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة، لتؤكد مكانة الإرث المحلي الإماراتي في نفوس أبناء الوطن وأشقائهم من المقيمين والسائحين، الشغوفين بالتعرف إلى تاريخ الإمارات الموغل في القدم، من خلال بانوراما حية تعرض كل أشكال الحياة القديمة في المجتمع الإماراتي بما فيها من عادات وتقاليد صحراوية فريدة، ومهن تقليدية، أثبت عبرها أهل الإمارات قدرتهم على تطويع مفردات البيئة المحيطة بهم، لتعينهم في مواجهة ظروف الحياة على صعوبتها في زمن الأولين، ومن أهم هذه المفردات الهجن، التي حظيت باهتمام كبير بين فعاليات المهرجان، وتجلّى ذلك في معرض هجن الرئاسة، الذي عرض نماذج متنوعة من إنجازات هجن الرئاسة بما يعكس قدر الاهتمام بها والجهد المبذول حتى استطاعت تحقيق هذه النتائج. مشاركة كبيرة تقول منيرة الكعبي مسؤول وحدة الإحصاء والتوثيق في هجن الرئاسة ومركز شؤون السباقات، والمسؤولة عن جناح هجن الرئاسة، إن هذه المشاركة الثانية في فعاليات المهرجان بعدما حققت المرة الأولى إقبالا جماهيريا لافتا، رغم أنها لم تعرض حينها سوى بعض إنجازات هجن الرئاسة ممثلة في فئة الزمول والحول، أما هذا العام، اتسعت المشاركة إلى إنجازات كل الفئات العمرية منها الثنايا، اليزع، اللقايا. وتشير إلى أن إنجازات هجن الرئاسة متعددة سواء داخليا أو خارجيا، أبرزها مهرجان الوثبة، مهرجان قطر، وغيرها من الفعاليات المحلية أو التي يتم المشاركة فيها خارجياً لتعكس مدى اهتمام الإمارات بكل ما يتعلق بالبيئة البدوية الأصيلة التي تمثل الأساس في المجتمع الإماراتي خاصة والخليجي عامة. ومن خلال المعرض، نحاول اطلاع الجمهور على نبذة بسيطة عن هجن الرئاسة والدور الذي تقوم فيه في هذا المجال، من خلال استعراض الوحدات والمراكز التابعة لهجن الرئاسة، بما فيها مصنع الأعلاف، المركز العلمي، مركز الإنتاج. وكل قسم في المعرض مزود بـ«آي باد»، يحمل كماً من المعلومات تعطي مزيدا من التفاصيل عن الرموز والجوائز المنتشرة في أرجاء المعرض وحصلت عليها هجن الرئاسة في محافل محلية وعالمية. وذلك بشكل مقرب ومبسط من خلال أجهزة الآي باد، الخاصة بكل إنجاز حققته واحدة من هجن الرئاسة. وتذكر أن أهم المعروضات تتمثل في السيوف التي تم الحصول عليها بعد الفوز بالأشواط النهائية، مثل «سمحة» التي فازت بالشوط الرئيسي في قطر، و«قطمة» التي فازت بأكثر من بطولة محلية ودولية، حيث تتعدد الجوائز بين سيوف، وشداد، وخناجر. راعي التراث الأول تؤكد الكعبي أن من أهم الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من وراء المشاركة في هذا المهرجان التراثي الضخم الذي يحمل اسم راعي التراث الأول في الإمارات والعالم، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو تشجيع الجمهور من كل الفئات خاصة الأجيال الجديدة على الاهتمام بالهجن وعالمها الجميل وإدراك قيمتها في الموروث المحلي الإماراتي، وكيف تعددت استخداماتها عند أهل الإمارات منذ القدم، حتى صارت خير معين له للبقاء والعيش على هذه الأرض لمئات وآلاف السنين، والجميع يعرف قيمة الكلمة الخالدة للمغفور له، «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، التي نتخذها منهجاً في الحفاظ على تراث الأولين بكل أشكاله، ونعمل على الحفاظ عليه وتوصيل رسائله للجميع باستخدام مختلف السبل وأهمها مثل هذه المهرجانات الكبرى التي تتيح لعشرات ومئات الآلاف من الاطلاع المباشر على تراث الآباء والأجداد بمختلف أشكاله. ويأتي الاهتمام بالهجن في مقدمة هذه النماذج التراثية لأنها من أكثر الأشياء المتأصلة في نفس كل إماراتي وعربي، نظراً لفوائدها المتنوعة التي جعلتها من أفضل الكائنات نفعاً، ومن هنا جاء التشديد على تعريف الجمهور بها وارتباطها بماضينا وحاضرنا. اعتزاز وفخر من رواد معرض هجن الرئاسة، يقول سلطان المناعي: إن اهتمام المعرض بالهجن يمثل له كإماراتي شيئاً يبعث على الاعتزاز والفخر، لأننا جميعا أبناء الإمارات نحرص على متابعة كل ما يتعلق بالهجن من سباقات رياضية أو فعاليات تراثية، وكثير منا يمتلك «حلال»، ويفخر بأنها تشارك في السباقات المختلفة وتحقق إنجازات في واحدة من أكثر الهوايات والرياضات المرتبطة بالإنسان العربي على مر العصور. ويلفت إلى أن إنجازات هجن الرئاسة تمثل لنا دافعا كبيرا، في مزيد من الاهتمام بعالم الهجن، وتأصيلها في نفوس الجميع صغارا وكبارا، اقتداءً بشيوخنا الذين لم يقصروا في دعم الهجن والشغوفين بها من حيث إقامة مهرجانات وسباقات ومختلف أشكال الرعاية للإبل. أما سهيل الزبيدي، فقد أكد من جانبه أن محتويات المعرض رائعة، وتبرز حجم الإنجازات التي حققتها هجن الرئاسة، والعناية الكبرى الموجهة لها، من مراكز أبحاث علمية ورعاية صحية وغذائية، وإلا ما كانت تحقق هذه الجوائز الكثيرة التي امتلأت بها أركان المعرض، وهو أمر ليس بغريب على ولاة الأمور الذين لا يقصرون أبدا في إعلاء قيمة كل ما يتعلق بتراث الأقدمين وخاصة، الهجن، التي كانت أهم سبل الحياة لسكان الإمارات منذ أزمنة بعيدة. جناح للخيول العربية هزاع أبوالريش (أبوظبي) حمل جناح مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية، في مهرجان الشيخ زايد التراثي، شعار «عالم واحد في ست قارات.. أبوظبي هي العاصمة»، في إشارة إلى أن إمارة أبوظبي هي عاصمة العالم للخيول العربية. ضم المعرض كرة أرضية صممت بطريقة احترافية تمثل شعار مهرجان سمو الشيخ منصور للخيول العربية، حيث إن مجموعة من الخيول العربية الأصيلة تلتف على مجسم للكرة الأرضية بصورة لولبية من الأسفل إلى الأعلى، موضحة الخيول العربية، وهي تجوب العالم. بالإضافة إلى أن المعرض ضم لوحات عدة تتعلق بالخيول العربية الأصيلة، وصور كبيرة رسمت بشكل إبداعي ومميز امتزجت ما بين الشيخ زايد والخيل العربي وخارطة العالم، حيث أنها تحمل معاني عدة، وكانت الرسمة عبارة عن صورة للشيخ زايد، طيب الله ثراه، ممتطياً ظهر حصانه «كحيلة» وهي من أقرب الخيول إلى قلبه، وفي الجانب الآخر من الرسمة ضمت خارطة العالم، وحددت عليها شعارات جائزة التاج الثلاثي، وجائزة جوهرة التاج، وهي عبارة عن سلسلة جوائز من سباقات الخيل. يذكر أن مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية لديه مشاركات في أكثر من 100 سباق حول العالم في 6 قارات سنوياً، بالإضافة إلى استضافة أكثر من 750 شخصاً، لأكثر من 81 دولة حضروا لفعاليات المهرجان التي أقيمت في يوم 3 نوفمبر إلى 9 نوفمبر، وتضمنت تلك الفعاليات أغلى سباق في العالم للخيل العربي الذي استضافته إمارة أبوظبي وبلغت قيمته المالية مليون و200 ألف يورو. وفي خارج المعرض، وضعت جرة عملاقة تحمل صوراً عدة للشيخ زايد الأول، وأخرى للخيل العربي الأصيل، لتمثل التراث العربي وتاريخ الإمارات العريق. وفي جولة بين الحضور، قالت ندى حسن، هناك أمور تسهم في استقطاب الزوار، منها جناح مهرجان سمو الشيخ منصور للخيول العربية، حيث توافد الزوار إليه للاستمتاع باللوحات المميزة التي تعكس الفكر العربي والتراثي في آن واحد. موضحة أن الزائر يبحث عن الشيء المميز الذي يحمل جمالية تسهم في توسيع مداركه الثقافية كي تضيف إليه، وتثري مخيلته. وأكد عبدالعزيز الحوسني، أن مهرجان الشيخ زايد التراثي، حافل بالإنجازات، فهناك مشاركات مختلفة وفعاليات جديدة. مشيراً إلى أن هناك فعاليات مميزة تجذبنا نحو ماضينا العريق. وقال حمد المنصوري: «نالت إعجابي الصورة العملاقة التي احتضنت الشيخ زايد وخارطة العالم، وقد رسمت في ذهني أموراً عدة، حيث إنها جذبتني بسحرها وإبداعها، فكانت ألوانها المائية اللامعة مزيجاً بين الإبداع والإشباع الفكري». جائزة خليفة لنخيل التمر تشارك بـ200 عارض تشارك جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر الذي يستضيفه مهرجان الشيخ زايد التراثي لعام 2015 لأول مرة هذا العام بأكثر من 200 عارض يمثلون 15 دولة من أكبر المصدرين والمنتجين والعاملين في صناعة التمر، وتأتي مشاركة جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في هذا المعرض في سياق استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز مشاركتها وممارسة دورها الفاعل في قطاع نخيل التمر في المؤتمرات والمهرجانات والفعاليات الخاصة بالنخيل والتمر، حيث تحرص وضمن أهدافها السامية إلى نشر ثقافة نخيل التمر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وإبراز الدور الرائد لدولة الإمارات في مجال تطوير قطاع نخيل التمر، وجهودها الدائمة للارتقاء بهذا القطاع، من أجل تحسين الإنتاجية، واتباع أفضل السبل والممارسات لتحقيق ذلك. ويعد مهرجان الإمارات الدولي للنخيل والتمر من أهم الفعاليات التي تستضيفها أبوظبي، ويستقطب كل عام مزيداً من المشاركين من مختلف دول العالم، ويحظى باهتمام كبير من الجمهور ووسائل الإعلام. وتشارك جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر في هذا الحدث من خلال جناح خاص تعرض خلاله لعدد من المطبوعات الخاصة بالجائزة من مجلات وكتيبات ونشرات، إضافة إلى استمارات المشاركة في فئات الجائزة، كما تقدم للزوار شرحاً عن آلية المشاركة في الجائزة ومحاورها وأهدافها ومعايير تحكيمها، وتعمل على إبراز الفعاليات والمعارض الداخلية والخارجية التي تعمل الجائزة على تنظيمها وتقديم الدعم لها، وكان آخرها تنظيم ورعاية الجائزة للمهرجان الأول للتمور المصرية بسيوة الذي لاقى نجاحاً كبيراً على مستوى المشاركات والزوار والتغطية الإعلامية، إلى جانب مشاركة الجائزة الفاعلة في مهرجان إكسبو ميلانو 2015 في إيطاليا. وقال الدكتور عبدالوهاب زايد الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، إن مشاركة الجائزة في الفعاليات كافة المتعلقة بالشجرة المباركة محلياً وعربياً ودولياً، تأتي ضمن توجيهات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، لإبراز المكتسبات والمنجزات التي حققتها الجائزة والتأكيد على دور صاحب الجائزة وراعيها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجهوده المباركة ورعايته لقطاع نخيل التمر وتقديم الدعم اللامحدود له، وبما يؤدي إلى الارتقاء به إلى أفضل المستويات. وأضاف زايد أن شجرة النخيل تمثل ثروة وطنية ورمزاً حضارياً لأبناء الإمارات، وتحتل مكانة خاصة في نفوسهم، ولها أهمية غذائية وتراثية واقتصادية، وتعد دولة الإمارات الأولى على مستوى العالم في زراعة النخيل، إضافة إلى دورها الرائد في هذا القطاع على الصعيد العالمي. وأكد الدكتور أن معارض التمور عامة والفعاليات الخاصة بهذا القطاع تشكل فرصة لتبادل الخبرات والدراسات بين المزارعين والخبراء والمتخصصين، وبما يسهم في تطوير هذا القطاع والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه الدراسات والبحوث الخاصة بالشجرة المباركة لناحية تطوير الإنتاج والتصنيع والتسويق. وأشار الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، إلى أن هذه المشاركة تأتي بالتزامن مع الانطلاقة الجديدة للجائزة إلى آفاق عالمية أوسع، بعد أن حققت العديد من المكتسبات من خلال مشاركتها ورعايتها للعديد من المهرجانات العربية والعالمية، ما يؤكد دورها الفاعل في قطاع نخيل التمر وريادتها العالمية في هذا المجال، كما أوضح أن الجائزة ستشهد وانطلاقاً من الدورة القادمة، نقلة نوعية جديدة ومميزة، حيث ستكشف الأمانة العامة للجائزة عن استراتيجيتها الجديدة من خلال مؤتمر صحفي سيتم الإعلان عنه قريباً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©