عواصم (وكالات) - قتل 42 مدنياً بنيران القوات النظامية في سوريا أمس، بينهم 9 ضحايا قضوا بقصف بصاروخ أرض - أرض طال مستشفى الوليد في حي الوعر بحمص، في حين أسقط مقاتلو الجيش الحر مروحية عسكرية فوق أجواء المدينة الصناعية بحلب ودمروا دبابة داخل مقر اللواء 12 في اللجاة بدرعا. وفي انتكاسة جديدة للمعارضة المسلحة، سيطرت القوات النظامية المدعومة بمسلحي «حزب الله» والميليشيات الأخرى على مدينة قارة بمنطقة القلمون الاستراتيجية دمشق، التي توالى على أحيائها أمس، سقوط القذائف التي أصاب بعضها الجدار الداخلي للجامع الأموي الواقع في المدينة القديمة. في الأثناء، أكد المرصد الحقوقي ارتفاع حصيلة قتلى التفجير الذي استهدف أمس الأول، مبنى إدارة المركبات في حرستا ليصل إلى 68 بينهم 13 ضابطاً على الأقل أحدهم برتبة لواء و3 برتبة عميد، مشيراً إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من الجرحى بحال خطرة.
وأعلنت القوات النظامية إحكام سيطرتها أمس، على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، في حين توالى سقوط القذائف على أحياء وسط دمشق متسببة بأضرار في الجدار الداخلي للجامع الأموي الواقع في المدينة القديمة. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله «جيشنا يحكم السيطرة الكاملة على بلدة قارة بريف دمشق بعد القضاء على آخر التجمعات (الإرهابية) فيها... وتدمير أدوات إجرامها». وأكد مصدر أمني على أهمية مدينة قارة (100 كلم شمال دمشق قبالة الحدود اللبنانية) كونها «همزة وصل بين الحدود اللبنانية والداخل السوري لجهة المنطقة المتوسطة». كما تقع المدينة في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري النظامي.
وأشار المصدر الأمني نفسه، إلى أن «العملية استغرقت 3 أيام» اضطر خلالها آلاف السوريين إلى النزوح إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. من جهته، أكد المرصد الحقوقي، سيطرة القوات النظامية على قارة بعد انسحاب مقاتلي «جبهة النصرة» من المدينة. ونقل المرصد عن نشطاء مقربين من النصرة أن «جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام توعدوا بالعودة إلى قارة قريباً». وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة من قارة وبدت طرقاتها خالية من السكان والمارة، كما بدت المحال التجارية مغلقة ولم يصبها أي ضرر. وقال أحد الضباط المشاركين في العملية للتلفزيون «تم القضاء على كل (الإرهابيين) في مدينة قارة وسنواصل العمل على ملاحقتهم أينما وجدوا». وكشف الضابط عن وجود «مستشفى ميداني ومحكمة شرعية وسجلاتها» في المدينة.
وقال التلفزيون، إن الهدف من السيطرة على قارة «هو تضييق الخناق على يبرود وصولًا إلى سلسلة الجبال اللبنانية حتى تطهير كامل التراب السوري فلا حياة (للإرهابيين) هنا ولا أفق لهم» في إلى مقاتلي المعارضة. وأفادت مراسلة قناة «الإخبارية» أمس، أن المسلحين الذين كانوا في المنطقة فروا نحو الجبال باتجاه بلدة عرسال اللبنانية. ونقلت عن أحد القادة الميدانيين «أن دخول الجيش كان بعملية نوعية» مشيرة إلى أن «الغارات التي استهدفت المنطقة على معاقل المسلحين، أضعفت من قدراتهم وخففت قدرتهم على المواجهة إلى أن كان الدخول البري ودحر المسلحين باتجاه الجبال». وذكرت القناة أن «تطهير البلدة كان بانتظار تطهير البلدات الأخرى التي تتخذ منها المجموعات المسلحة معاقل لها للهجوم باتجاه دمشق».
وتعرضت مدينة قارة التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح الأحد الماضي، لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما أفاد المرصد الحقوقي. ومنذ الجمعة الماضي، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» ومقاتلي المعارضة وبينهم متشددون، تصعيداً في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص دمشق القريب من قارة.
وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن ارتفاع حصيلة قتلى تفجير مبنى إدارة المركبات في حرستا «ليصل إلى 68 بينهم 13 ضابطاً على الأقل أحدهم برتبة لواء و3 برتبة عميد»، مشيراً إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من الجرحى. وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت بمقتل 48 عنصراً من القوات النظامية بينهم 13 ضابطاً وإصابة ما لا يقل عن 20 عنصراً آخرين. وفي العاصمة دمشق، نقلت الوكالة الرسمية عن مصدر في قيادة الشرطة أن قذيفة هاون أطلقها «إرهابيون» سقطت على جدار الجامع الأموي من الداخل وخلفت أضراراً مادية فيه دون وقوع إصابات بين المواطنين». وأضاف المصدر أن «قذيفة هاون سقطت بالقرب من مستشفى الهلال الأحمر بشارع بغداد أسفرت عن إصابة 6 مواطنين»، مشيراً إلى أن «أضراراً مادية لحقت بـ6 سيارات». كما سقطت قذيفة أخرى في منطقة العباسيين مسفرة عن إصابة 3 مواطنين والحاق أضرار مادية بعدد من المحال التجارية والسيارات، كما ألحقت قذائف هاون سقطت في حي التجارة وسط دمشق أضراراً مادية دون حدوث إصابات».
وفي حلب، أفادت وكالة الأنباء الرسمية عن مقتل «4 مواطنين وإصابة 10 آخرين جراء اعتداء بقذيفتين صاروخيتين على القصر البلدي في مدينة حلب». وفي وسط البلاد، لقي 9 أشخاص حتفهم بينهم ممرضة وسيدة إثر قصف القوات النظامية بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض ليل الاثنين الثلاثاء، على مستشفى الوليد الحكومي في حي الوعر المعروف بمستشفى التوليد والأطفال وتسيطر على منطقته الكتائب المقاتلة، بحسب المرصد الحقوقي.
عدد اليوم
