اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير أمس، المجلس العسكري الحاكم بعدم الوفاء بوعوده، وأن بعض انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت منذ تسلمه السلطة، أسوء مما كانت عليه في ظل نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وأورد التقرير لائحة “محزنة” لانتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكم المجلس الأعلى الذي يتولى السلطة في 11 فبراير الماضي. وقال فيليب لوثر، مدير المنظمة لشؤون الشرق الأوسط بالوكالة “بتقديمه آلاف المدنيين للمحاكمة أمام محاكم عسكرية وبقمعه متظاهرين مسالمين وتوسيعه نطاق تطبيق قانون الطوارئ الساري منذ عهد مبارك، فإن المجلس العسكري انتهج نظاماً قمعياً حارب ضده متظاهرو 25 يناير بقوة من أجل التخلص منه”.
وأضاف في بيان “اولئك الذين تحدوا أو انتقدوا المجلس، تعرضوا لقمع عنيف في محاولة لإسكاتهم”. وأوضح لوثر أن “الحصيلة حول احترام القوانين الإنسانية يظهر أنه بعد 9 أشهر، خنق المجلس العسكري أهداف وتطلعات ثورة 25 يناير”. وأكدت العفو أن 12 ألف مدني مثلوا أمام محاكم عسكرية خلال 9 أشهر خصوصاً بتهم ارتكاب “أعمال عنف طفيفة” أو “التصدي للجيش”. وأشارت إلى المدون مايكل نبيل الذي احتجز لمدة 45 يوماً في مستشفى للأمراض العقلية بعد أن بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على إدانته بالسجن لمدة 3 سنوات. وقالت إن التعذيب مستمر في مراكز الاعتقال التابعة للجيش، وإن هناك تقارير متواترة عن قيام قوات الأمن باستخدام “بلطجية” مسلحين لمهاجمة المحتجين.
إلى ذلك، نددت الولايات المتحدة أمس، بما وصفته بأنه “إفراط في استخدام القوة” من جانب الشرطة المصرية ضد متظاهرين، وقالت إن واشنطن تطالب المجلس العسكري المصري بالوفاء بالتزاماته. وفي وقت سابق أمس، دعا البيت الأبيض إلى إنهاء العنف في مصر ووصفه بأنه أمر “يؤسف له” وقال إنه يتعين أن تمضي البلاد قدماً في الانتخابات. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين “نشعر بقلق بالغ بشأن العنف.العنف أمر يؤسف له. ندعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس”. جاء تعليق البيت الأبيض أمس في وقت استمر فيه المحتجون المصريون الذين ضاقوا بالحكم العسكري، في التظاهر ضد مماطلة الجيش الحاكم في الاستجابة السريعة للمطالب التي رفعتها الثورة، حيث شهد ميدان التحرير مصادمات جديدة وسط تقاطر مئات الآلاف من المتظاهرين.
من جهته، طالب وزير الخارجية الإيطالي جوليو ترزي أمس، بوقف أعمال العنف في مصر، حيث أوقعت المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين مناهضين للحكم العسكري 35 قتيلاً على الأقل في 3 أيام. وأوضح البيان أن “الوزير ترزي أعرب عن قلقه البالغ حيال الوضع في مصر ومناخ التوتر والعنف المخيم حالياً على البلاد”. وأضاف وزير الخارجية الجديد أن “إيطاليا تحترم العملية الجارية في مصر، لكنها تنتظر منها احتراماً كلياً لحقوق الإنسان ولتطلعات المصريين المشروعة للديمقراطية”، وصولاً بالعملية الديمقراطية ألى غاياتها.
طرد أميركي واعتقال 3 في مصر
القاهرة (د ب ا) - رحلت سلطات مطار القاهرة الدولي أمس، شاب أميركي وصل قبل أيام بعد ضبطه بتحريض متظاهري ميدان التحرير وقيامه بتصوير قوات الأمن المتواجدة قرب ميدان التحرير بعدد من الكاميرات المتنوعة التي كانت بصحبته. وذكرت مصادر أنه تم ضبط الشاب (29 عاماً)، أثناء وجوده وسط متظاهري التحرير وقيامه بتحريض المتظاهرين علي مهاجمة رجال الأمن ثم قيامه بتصوير قوات الأمن المتواجدة قرب الميدان. وأضافت أنه تم ضبط أكثر من 10 كاميرات متنوعة وكروت ذاكرة مع الشاب الذي لم يبرر وجوده أو هدف قيامه بتصوير رجال الأمن. وأعلن مصدر أمني مصري أمس، اعتقال عدد من الأشخاص يلقون زجاجات حارقة (مولوتوف) على وزارة الداخلية المصرية. وقال المصدر إن المعتقلين الذين كانت بحوزتهم 30 زجاجة مولوتوف كان من بينهم 3 من الأميركيين”.
عدد اليوم
