الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة السورية... وتفاقم الحالة الإنسانية

الأزمة السورية... وتفاقم الحالة الإنسانية
11 نوفمبر 2012
بينما يقترب العنف المتواصل في سوريا من شهره الحادي والعشرين، تحذر الأمم المتحدة من أنه بنهاية 2013 سيكون نحو 4 ملايين شخص في سوريا في حاجة إلى المساعدات الإنسانية. ولكن بينما تشير المنظمات الدولية وزعماء العالم ومجموعات المعارضة السورية بإلحاح إلى المخاطر الناجمة عن استمرار سفك الدماء وارتفاع حصيلة القتلى في سوريا، يتجاهل بشار الأسد كافة الدعوات الموجهة إليه للتنحي عن الحكم. ففي مقابلة مع قناة “آر تي تي في” الروسية، زعم الأسد أن سوريا لا تواجه حرباً أهلية، وإنما تواجه “إرهاباً بالوكالة”. وقال الأسد في المقابلة، التي بثت مباشرة يوم الجمعة: “إن الأمر لا يتعلق بالمصالحة مع الشعب ولا بالمصالحة بين السوريين والسوريين، فنحن ليست لدينا حرب أهلية. بل إن الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يتلقاه الإرهابيون من الخارج من أجل زعزعة استقرار سوريا. هذه هي حربنا”. وفي الآونة الأخيرة كانت ثمة تقارير حول انضمام من قيل إنهم أتباع لتنظيم “القاعدة” إلى القتال ضد النظام في سوريا، كما أفادت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”، وهو أمر أثار مخاوف بشأن تزويد من يقاتلون الأسد بالأسلحة. وحسب النشطاء، فقد حصد النزاع السوري أرواح ما يقدر بـ 36 ألف شخص، وتسبب في نزوح نحو 1,2 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة. وقد يعني الفشل في إنهاء القتال هناك فرار 700 ألف لاجئ سوري إلى البلدان المجاورة بحلول أوائل 2013، كما تقول وكالة “أسوشييتد برس”. وفي الإطار نفسه، قال مسؤول في الأمم المتحدة للوكالة إن ما يصل إلى 9 آلاف سوري عبروا إلى تركيا ليلاً هرباً من العنف الذي يضرب البلاد، وذلك نقلًا عن مسؤولين في تركيا التي أظهرت فيها صور الفيديو لاجئين يعبرون سياج الأسلاك الشائكة الذي يفصل بين البلدين. غير أن التدخل الدولي من شأنه أن يؤدي إلى كارثة عالمية، يحذر الأسد في حواره الصحفي مع قناة “آر تي تي في”. وفي هذا السياق، قال الأسد: “أعتقد أن ثمن هذا التدخل، إذا ما حدث، سيكون أكبر مما يستطيع العالم كله تحمله”. يذكر هنا أن عائلة الأسد تحكم سوريا منذ أربعين عاماً. ويشير الأسد في كثير من الأحيان إلى هشاشة المنطقة ودور سوريا في إحداث توازن بين الأقليات الدينية المختلفة باعتبارهما عاملين رئيسيين في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، تقول صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”. وقال الأسد للقناة التلفزيونية الروسية: “إننا آخر معقل للعلمانية والاستقرار في المنطقة والتعايش. سيكون لذلك تأثير الدومينو بحيث سيؤثر على العالم من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي، وأنتم تعلمون التداعيات على بقية العالم”. وقال الأسد إنه لا يعتقد أن الغرب سيغزو سوريا، وهو شعور عكسته افتتاحيات الصحف عبر الولايات المتحدة، مثل افتتاحية تحت عنوان “المسار الحكيم بخصوص سوريا” نشرت في صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”. ومما جاء في الافتتاحية: “ليست ثمة رغبة للشعب الأميركي في تدخل عسكري أميركي في سوريا. وهذا الرفض أمر حكيم. فعلى رغم ألم مشاهدة مقتل عشرات الآلاف من السوريين في الحرب الدائرة رحاها بين نظام الأسد والثوار المتأثرين بالربيع العربي، إلا أن إرسال جنود أميركيين أو حملة من الضربات الجوية تحت عنوان منطقة حظر طيران سيتسبب في تورط الولايات المتحدة في نزاع لا يمكن التنبؤ به مع حليف لإيران مدجج بالسلاح نيابة عن قوات ثائرة تعاني الانقسام والتشرذم. ثم إن مد الثوار بالسلاح في هذه المرحلة سينطوي على مخاطر غير مقبولة تتمثل في احتمال سقوطه بين أيدي متطرفين إسلاميين”. غير أن الأسد لفت في حواره الصحفي إلى أنه في حال تدخل الغرب عسكرياً، فـ”لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث”. وينظر البعض إلى مجموعات المعارضة السورية لتتقلد دوراً موحداً أكثر في مواجهة العنف الكارثي الذي يعصف بسوريا ولتساهم في لعب دور نشط في حل النزاع. وهذا الأسبوع التقى زعماء المعارضة في قطر لتوحيد المعارضة السورية الداخلية، والخارجية في المنفى. ويعتبر المجلس الوطني السوري أبرز مجموعة معارضة، ولكنه يتعرض لانتقادات بسبب حالة الانقسام التي تعتريه، وحقيقة أن معظم قادته يوجدون خارج البلد الذي تمزقه الحرب. وقد انتخب المجلس قيادة جديدة يوم الجمعة ، قبل أن ينكب على بحث دور في “المبادرة الوطنية السورية” المقترحة، التي سيكون له فيها دور محدود، تقول هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”. وفي هذا الإطار، قال المعارض هيثم المالح لوكالة الأنباء الفرنسية: “نأمل أن نستطيع التوصل لاتفاق بعد نجاح المجلس الوطني السوري في انتخاب قيادة جديدة”. وحسب المشاركين، فقد اتفق كل المندوبين على مخطط للمرحلة المقبلة باستثناء المجلس الوطني السوري، الذي ألح على ضرورة الحصول على مهلة يوم من أجل استكمال عملية تغيير قيادته. وينص المخطط المقترح على تشكيل بنية معارضة موحدة تسمح بعمل عسكري منسق ضد النظام، إضافة إلى توزيع المساعدات الإنسانية وإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، كما يقولون. وقد أخبر أحمد بن حلي، نائب أمين عام الجامعة العربية التي ترعى الاجتماع مع قطر، الصحفيين بأن المندوبين دُعوا إلى تجاوز الانقسامات الحادة التي تقف حجر عثرة أمام جهودهم الرامية إلى خلع الأسد. وقال بن حلي في هذا الصدد: “إن المعارضة مدعوة للاتفاق بشأن هيئة قائدة تحظى بالمصداقية بين الشعب السوري والمجتمع الدولي”. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع إن واشنطن ترغب في “معارضة تمثل عدداً أكبر من المجموعات، وتمثيلاً جغرافياً أكبر، وعدداً أكبر من الأشخاص المنخرطين ميدانياً مع مجالس التنسيق المحلية، ومع المجالس الثورية”، كما نقلت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”. وعلى رغم انقسام المعارضة، إلا أن البعض يرى أن واشنطن ليست مستعدة لما قد يأتي من سوريا ما بعد الأسد، تقول صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”. وفي هذا السياق، يقول نديم شهادي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز “تشاتام هاوس” في لندن: “في قرارة نفسها، أعتقد أن الولايات المتحدة ترغب في بقاء الأسد”، مضيفاً “إن التحدي لا يكمن في توحيد المعارضة، وإنما في حقيقة أنهم يطرقون باباً لن يفتح، وهو الدعم الأميركي”. وفي يوم الجمعة عقد المنتدى الإنساني الخامس لسوريا في جنيف، حيث اجتمع ما يناهز 400 منظمة دولية وحكومة ومنظمات المساعدات من أجل مناقشة الوضع الإنساني في سوريا. وفي هذا الإطار، نقلت وكالة أسوشييتد برس عن “جون جينج”، مدير العمليات للمكتب الإنساني التابع للأمم المتحدة، قوله: “ينبغي أن يعلم الجميع مدى سوء الوضع داخل سوريا بالنسبة للناس هناك، ومدى قساوته، ومدى معاناتهم واحتياجاتهم الإنسانية المتزايدة”. وأضاف قائلاً: “إن الأمر يزداد سوءاً بسرعة بالنسبة للناس العاديين”. ومن جانبه، أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن منظمته تكافح من أجل الاستجابة للاحتياجات في سوريا، حسب صحيفة “ذا تايمز”. وقال بيتر مورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر للصحفيين، في هذا الصدد: “إن الوضع الإنساني يزداد سوءاً على رغم ازدياد حجم العملية”، مضيفاً “إننا لا نستطيع مواكبة تردي الوضع”. ويتني يوليك واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©