نوف الموسى (دبي)
ميزة القصيدة الوطنية، في إيقاعها المعرفي، الذي يتجلى بقدرتها المتناهية على استثارة العاطفة، وبلورة لغة التماهي مع الأماكن، وجغرافيا الروح، والحس الإنساني، ترى فيه الأذن الممر السامي لإيقاع فعل الجسد وارتباطه بمفهوم الانتماء، وتتمثل في قصائد الشاعرة الدكتورة ميثاء الهاملي، عند تغنيها بـ (سور) الروح والبيت المتوحد، بينما جسد الشاعر عوض بن علي الكعبي الـ (سور) في مدى فعل النهضة في دولة الإمارات، وصولاً إلى الصين. وجاء ذلك في احتفالات ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أول من أمس، باليوم الوطني الـ43. وتوسدت الشاعرة شيخة المطيري المجلس الشعري، بتقديمها الشعراء، وإعادة قراءة مشهد القصيدة الوطنية ودور الأغنية في إيصال رسالتها.
قالت الشاعرة د. ميثاء الهاملي، إن الشاعر عوض بن علي الكعبي، يعتبر شاعراً مثقفاً ومطلعاً، وذلك في حوارات جمعتهما خلال إلقاء القصائد بالندوة. وبالنظر إلى اهتمام الكعبي بتفاصيل وصف الأشياء وعلاقتها بمحور الإنسان ومشاعره، يستشف المستمع للقصيدة الفطرية والعفوية في مزج المكنون الداخلي المرتبط بالإبداع وبين الخبرة الخارجية المكتسبة بالاطلاع، وفي قصيدة للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يقول الكعبي: «يوم وحدنا علمنا واتحدنا.. ما تفرقنا الأمور الجانبية، جزء من زايد ونتأثر بزايد.. مثل تأثير الجسم بالجاذبية، يا محب للسلام وللتفاني.. واعتبرناه المثل والمرجعية». ولا يتجلى فعل التفاصيل الحيّة لمفهوم الوطن لدى الكعبي، فقط، في القصيدة الوطنية المتعارف عليها، بل يتعدى إلى تجربة البيئة الطبيعية والتأكيد على توثيق الانتماء للحياة والكون ومعطياتهما، ويكمن ذلك في إحدى قصائده التي نشرها عبر (تويتر): «صباح القيحواني لا نفح عوده.. وقطرات الندى والناسم الهادي، ومنبوت الحيا لا فاحت وروده.. من النسرين والجلنار والكادي».
تتأمل الشاعرة د. ميثاء الهاملي القادمة من الصحراء، قصيدة شعراء الساحل ومنهم راشد الخضر، مؤكدةً أن لكل بيئة وتضاريس شعراءها، رغم إيمانها بمدى القوة العاطفية التي يمتاز بها شعر الصحراء، متأثرةً بالشاعر أحمد الكندي، بصفته أجمل ما يلفتها في الموروث المحلي الشعبي، مؤكدةً أن الاسم المستعار لا يزال يقف بين الجمهور وفعل الشاعرات على الساحة الأدبية.
عدد اليوم
