أبوظبي (الاتحاد) ـ تنطلق اليوم فعاليات الدورة الخامسة من “فن أبوظبي”، والتي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في جزيرة السعديات، التي تقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويشارك في دورة هذا العام 50 صالة عرض فنية من مختلف أنحاء العالم (بمعدل استقطاب 91% من صالات العرض التي تعود للمشاركة مجدداً في هذه الدورة) ستعرض باقة متنوعة من الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة والتصميم.
وبهذه المناسبة، قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: “يركز “فن أبوظبي” في دورته الحالية على جانبين رئيسيين؛ أولهما أهمية التراث والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وثانيهما المكانة المتزايدة للعاصمة الإماراتية بوصفها وجهة ثقافية متميزة على الخريطة العالمية. ولا شك في أن دورة هذا العام ستساعدنا على إنجاز مهمتنا المتمثلة بتعريف الجمهور على فنون الأداء والفنون البصرية وجعلها متاحة للجميع على نطاق أوسع. وفي الوقت الذي نعمل فيه على تطوير منصة “فن أبوظبي” وتوسيعها لتصل إلى أكبر عدد من الجمهور، فإننا بذلك نؤكد أهمية الدور الذي تقوم به الفنون والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وستشهد الدورة الخامسة إطلاق قسم جديد بعنوان “الفنان... والإبداع”، يجسد مفهوماً جديداً من نوعه يهدف إلى اكتشاف وإعادة اكتشاف الفنانين.
وللتأكيد على أهمية التراث والتقاليد الإماراتية، يحتضن “فن أبوظبي” سوقاً للتصميم أنشأه المعماري شيغيرو بان خصيصاً لهذه المناسبة، مستوحى من الأسواق التراثية الإماراتية. كما ستشهد دورة هذا العام إطلاق برنامج “دروب الطوايا” لفنون الأداء الذي ستمتد فعالياته خارج جزيرة السعديات.
وستكون دورة هذا العام من “فن وحوارات” معرضاً كبيراً وشاملاً للفنون في المنطقة المواجهة لمنارة السعديات في المنطقة الثقافية في السعديات. وقد استمدت فكرة المعرض، الذي يشرف عليه المنسق الفني فابريس بوستو، من وحي التصميم المميز لجناح الإمارات للمعماري نورمان فوستر والمناظر الطبيعية المحيطة به في جزيرة السعديات. وستشهد الدورة تنظيمَ معرض جديد في إطار سلسلة “فن وحوارات” بعنوان “البساطة سر الجمال”، يتضمن 42 عملاً فنياً بأحجام صغيرة لنخبة من الفنانين الرواد، بما في ذلك جان ميشال باسكيات، وسوبود غوبتا، جاك فيليجلي، وضياء العزاوي، ومارتن كريد، وياو جوي تشونغ، وإروين ورم. كما سينضم عمل النحات ورم إلى أعمال فنانين آخرين أمثال حسن شريف وصالة عرض “راندوم إنترناشونال” كجزء من قسم “آفاق” لصالات العرض التي تعرض هذا العام 11 عملاً نحتياً ضخماً.
ويحظى الفنانون الإماراتيون بحضور لافت خلال دورة هذا العام بأعمال أكثر وبمشاركة أوسع في البرامج العامة وصالات العرض المشاركة، بمن في ذلك محمد كاظم، وحسن شريف، وعبد القادر الريّس، والدكتورة نجاة مكي، وفاطمة المزروعي، وسارة الحداد، وحسين شريف، والشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، ومحمد المزروعي، وابتسام عبد العزيز، وعبد الله السعدي، وليلى جمعة، ومحمد أحمد إبراهيم.
ومن أبرز فعاليات البرنامج العام المرافق للدورة الخامسة من “فن أبوظبي”:
ـ جلسة حوارية ستستكشف التقارب والعلاقة الوثيقة بين الفن والهندسة المعمارية بمشاركة فنانين، منهم: الفنانة المفاهيمية جيني هولتسر؛ والمعماري جان نوفيل؛ وألان سيبان، رئيس مركز بومبيدو للفنون والثقافة في باريس؛ وتادييوس روباك، مؤسّس وصاحب جاليري تادييوس روباك.
ـ عرض موازٍ لسلسلة “جوجنهايم أبوظبي: حوارات الفنون” تتضمن موضوعات مثل “الثقافة الشعبية والصور الوسيطة” و”النظام، والعملية والمفهوم”؛” والتاريخ والذاكرة والسرد” بمشاركة أنجيلا بولوك، ويانغ فودونغ، وهاينز ماك، ومروان، وحسن شريف، ومونيكا سوسنوسكا الذين اقتنيت أعمالهم ضمن مجموعة المتحف الفنية الدائمة.
ـ سلسلة من الأفلام المقدمة من “مؤسسة الشارقة للفنون” برعاية حور القاسمي بعنوان: “وين العرب؟” بمشاركة أعمال لكلّ من جوانا حاجي توماس وخليل جريج، ورانيا اسطفان، وسماح حجاوي، وجايس سلّوم.
ـ عمل معماري خاص كلّف تنفيذه المعماري شيجيرو بان الذي عُرِف بإبداعاته مع الورق والمواد مُعادة التدوير بتصميم مبنى متنقل على طراز السوق الشعبي ويستمد إلهامه من البيئة والثقافة والتراث الإماراتي. وسيحتضن هذا المبنى فعالية “سوق التصميم”، حيث سيقدم فيها المصممون والفنانون إبداعاتهم من خلال بعض العروض وورش العمل، ومنهم محمد مندي، ومحمد عابدين، ونازي بلغاري ـ سكارليت، وناصر نصر الله، والجود لوتاه، وجانيت كوينتانيلا، وعزة القبيسي، وفرانسوا كليرك.
برنامج حافل
ويواصل “فن أبوظبي” في دورة هذا العام تقديم الدعم للمصممين الإماراتيين، من خلال تعريف الجمهور بإبداعاتهم وإنتاجاتهم. ويقدم برنامج تصميم “فن أبوظبي” مجموعة واسعة من التصاميم المتنوعة، بما في ذلك أعمال معمارية، وتجهيزات إضاءة، ومجوهرات، وحرف يدوية تقليدية، تركّز على مختلف النواحي الجمالية الفريدة للثقافة الإماراتية. وتضم قائمة المصمّمين عدداً من المصممين الإماراتيين والعالميين المشاركين في برنامج التصميم، من خلال تصاميم فردية أو مشتركة أو تكليفهم بإنجاز أعمال صممت خصيصاً لهذا البرنامج.
وينصبُّ جانبٌ مهمّ من البرنامج على الجماليات المعمارية والعمرانية المتميزة التي تتميز بها الدولة، باعتبارها من أحد الأوجه الإبداعية لفن التصميم، لما تشتهر به مدينة أبوظبي من معالم معمارية، تحمل بصمة عدد من أشهر المعماريين في العالم. كما كُلّف المعماري شيجيرو بان بتصميم مبنى متنقل على طراز الأسواق الشعبية مستوحى من البيئة والثقافة الإماراتيتين.
وسيحتضن “سوق تصميم فن أبوظبي” الذي كُلِّف المعماري شيجيرو بان بإنجازه فعاليات خاصة، تضم عدداً من المصمّمين الذين سيشارك بعضهم بخبراتهم وطموحاتهم الفنية عبر سلسلة من البرامج وورش العمل، وتصاميم كُلِّف البعض الآخر بإنجازها خصيصاً للحدث، بمشاركة كل من: عزة القبيسي، وناصر نصر الله، و محمد مندي، ومحمد عابدين، والجود لوتاه، وجانيث كوانتينيلا، وفرانسوا كلير، بمشاركة طلاب من كلية العمارة والفنون والتصميم بالجامعة الأميركية في الشارقة، وذلك إلى جانب فنانين من إدارة التراث المعنوي في قطاع الثقافة، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. كذلك يسلّط برنامج التصميم لهذا العام على طرق دمج الحِرَف اليدوية الإماراتية مع التصاميم المعاصرة بالاستعانة بتقنياتٍ ومفاهيم حديثة.
إلى ذلك، يركّز البرنامج في دورة هذا العام على صُنّاع التصميمات المبدعة، وتعريف الجمهور بالمصممين والحرفيين، وأفكارهم، وطريقة ممارسة عملهم، والمنتجات التي يصنعونها. ومن خلال العروض المتنوعة، وورشات العمل، ومشاريع تكليف الأعمال، سيُلقي برنامج “تصميم فن أبوظبي” الضوء مجدّداً على الحِرف الإماراتية، حيث يُعاد تصوّرها وتشكيلها وفق تقنيّات ومفاهيم حديثة في التصميم، وإخراجها بأسلوب وشكل معاصر. ويسعى البرنامج كذلك إلى الاحتفاء بأحدث المبتكرات والإبداعات في عالم التصميم، والمساعدة في تطوير سوق حيوي لأعمال التصميم من خلال عرض التصاميم الحديثة على الأعداد المتزايدة من محبي الفنون ومقتني الأعمال.
ورش فنية
في إطار برنامج تصميم “فن أبوظبي”، تنعقد ورش عمل إبداعية يومياً، من يوم الخميس 21 إلى يوم السبت 23 نوفمبر، من الساعة 11:00 إلى الساعة 13:00، منها ورشتان مع المصمَّمة الإماراتية سارة العيدروس، إلى جانب حرفيات من إدارة التراث المعنوي في قطاع الثقافة، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالإضافة إلى ورشة عمل مع المصمّم فرانسوا كلير الذي سيأخذ المشاركين في رحلة استكشافية مع فن تصميم الخُبز. كما يدعو فن أبوظبي كبار الشخصيات بالاشتراك في جولة حول فن العمارة في أنحاء أبوظبي التي ستوضح التغيرات العمرانية الشاهقة التي طرأت على المدينة في الخمسين عاماً الماضية. كذلك ستقام ورش إبداعية للصغار والكبار للتعريف بمفاهيم مختلفة في فن التصميم طوال أيام “فن أبوظبي” (23 - 20 نوفمبر).
عدد اليوم
