الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

5 % من سكان الدولة عمالة منزلية تكلف 3 مليارات درهم

5 % من سكان الدولة عمالة منزلية تكلف 3 مليارات درهم
7 مارس 2008 01:56
حذر تربويون وعلماء نفس واجتماع من الانعكاسات السلبية لظاهرة الإفراط 'في استخدام العمالة المنزلية على النشء والتركيبة الاجتماعية والسكانية· وأشارت دراسة حديثة لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي أعدها مركز دعم المعلومات واتخاذ القرار في الغرفـــة في نوفمبر 2007 إلى أن 5 % من سكان الدولة من العمالة المنزلية (268 ألــــف عـــــامل وعاملة)· وتم إصدار 83 ألفا و600 تأشيرة للعمالة المنزلية خلال العام الماضي· وقدرت الدراسة حجم العمالة المنزلية في أبو ظبي بحوالي 6% من إجمالي سكان الإمارة بنسبة زيادة 15 % عن عام ·2006 وتحتل العمالة الإندونيسية والفلبينية المراكز الأولى في حجم العمالة بالدولة ولدى بعض الأسر عمالة منزلية أكثر من عدد أفرادها ويدخل أحيانا ارتفاع عدد العمالة المنزلية من باب التباهي والتفاخر· وقدر حجم إنفاق الأسر بحسب الدراسة في الدولة على خدم المنازل بنحو 3 مليارات درهم سنوياً، تساهم إمارة أبوظبي بنسبة 46% من حجم الإنفاق السنوي على الخدم بحوالي 1,3 مليار درهم سنوياً· ويتم تحويل 98% من أجور العمالة المنزلية إلى خارج الدولة· وتصل نسبة أجور العمالة المنزلية إلى 2,6% من إجمالي الأجور في الدولة· وتعتمد بعض الأسر اعتمادا كلياً على العمالة المنزلية، وفي أدق تفاصيل الحياة المنزلية بما في ذلك تربية الأبناء· ويذكر أن العمالة المنزلية الوافدة والقادمة من بيئات مختلفة تتطلب قدراً كبيراً من الوعي ومعرفة طبيعة التعامل، خصوصا في بداية انتقالها من بلادها إلى بيئة جديدة تختلف في عاداتها وتقاليدها عن تقاليد بلدها الأصلي حتى لا تؤثر في تربية الأبناء· إحصاءات الداخلية وتشير إحصاءات وزارة الداخلية إلى أن متوسط إجمالي عدد تأشيرات العمالة المنزلية التي تم إصدارها خلال عام 2007 تجاوز 83 ألفا و600 تأشيرة عمل· وتسيطر العمالة المنزلية الإندونيسية والفلبينية على أكثر من 80% من حجم السوق وتتصدر الخادمات الفلبينيات المركز الأول مقارنة مع الجنسيات الأخرى من العمالة في منازل الأسر التي تستقدم ما يزيد على 65% من العمالة الفلبينية سنوياً رغم تفاقم الأزمات بين الحين والآخر التي تواجه عمليات الاستقدام من الفلبين· وكذلك ارتفاع أسعار الاستقدام ومرتبات العمالة الإندونيسية وصعوبة إجراءات العمل والعمال· توحيد المعايير وتطرقت دراسة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي إلى أهمية توحيد المعايير في عقود خدم المنازل، والتشديد والمراقبة على مكاتب جلب العمالة المنزلية، وعمل دراسات ميدانية عن أهم مشكلات الأسر والعمالة المنزلية وتداعياتها بغرض معالجتها والحد منها· بالإضافة إلى وجود جهاز لمراقبة ومعالجة المشكلات التي تواجه العمالة المنزلية، حيث أصبحت هذه الأخيرة جزءا لا يتجزأ من المجتمع وأمرا واقعا تستعصي الحياة من دونهم ويتأثر مستوى الرفاهية بغيابهم· وتعتبر دول الخليج العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة من أكبر مستهلكي العمالة المنزلية على المستوى العالمي قياسا إلى عدد السكان· المرأة العاملة وأكــــدت فـــاطمـــــة عـــبداللــــه ''أم أحمد'' أن خروج المرأة للعمل وتزايد الأعباء المنزلية وكبر مساحة المنزل وأحيانا عدد أفراد الأسرة وارتفاع مستويات الدخل من الأسباب الرئيسة لزيادة عدد العمالة المنزلية· وأشارت إلى ان تزايد عدد السكان والأيدي العاملة جلب معه هذه الظاهرة· وقالت ''أم أحمد'' : ''أصبحت المربية الأجنبية تشاركنا في تربية الأبناء ، بل أضحت الأم البديلة للطفـــــل وهــــــذا أمر يجب أن يتغير ولابد ان تقوم الأم الحقيقية بدورها تجاه أبنائها وترضعهــــم حنانها وحبها حتى لا تفاجأ في المستقبل بأبناء غرباء عنها''· وأضافت '' صحيح هناك حاجة للعمالة المنزلية ولكن بقدر معين وبدور محسوب لا يتعدى المساعدة والأعمال المنزلية''· وطالبت أم أحمد الأمهات، خصوصا المتعلمات منهن، بتحمل المسؤولية والوقوف في وجه هذه الظاهرة وتحجيمها· السلوك السلبي ويرى الدكتورحسين طه أستاذ أصول التربية في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا أن السلوك السلبي لدى أبناء وبنات الجيل الجديد يعود بشكل أو بآخر إلى تأثير العمالة المنزلية والمربيات الأجنبيات على الأفراد منذ نعومة أظفارهم ، حيث يتبلور هذا السلوك السلبي في اتساع دائرة الزواج من أجنبيات كما هو حاصل حاليا وتفشي ظاهرة العنوسة، وزيادة نسب الطلاق في المجتمع بشكل ملحوظ· وقال طه '' إن الحل ببساطة هو عودة الأم إلى تربية أبنائها والتخلي عن العمالة المنزلية أو تقليص دورها واقتصارها على التنظيف والخدمة وإبعادها عن تربية الطفل''· مراكز خدمات منزلية وتحتل الخدمات المنزلية المرتبة الرابعة من مجموع 13 قطاعاً في الدولة وفي إمارة أبوظبي خاصة من حيث حجم الأجور والمزايا، وهذا مؤشر سلبي على الاقتصاد الوطني وكذلك مؤشر سلبي من الناحية الاجتماعية ، مما يخلف ويترك آثاراً بعيدة المدى اقتصاديا واجتماعياً وتربوياً خاصة للأطفال· ورأت دراسة غرفة أبوظبي أنه لابد من وجود توعية، ومعايير في عقود خدم المنازل· ولا شك أن العمـالة المنزلية لها تكلفة اقتصادية واجتماعية وتعــــاني منها العديد من العائلات· ودعت الدراسة إلى إنشاء مراكز خدمات منزلية وبأجور معتدلة تتناسب مع تكلفة تلك العمالة بحيث يستطيع صاحب المنزل أن يطلب طباخــــاً أو عاملــــة منزل أو سائقاً كلما احتاج مقابل أن يدفع أجراً لكل ساعة عمل· دون أن يتكفل بإسكان صاحب الخدمة أو يتحمل تكاليف الإجراءات وإصدار إقامة وغيرها ما يمكنه من إعادة حساباته المنزلية بما يتناسب مع مستوى حياته المعيشيــــة عــــند أدنى حد من الإنفاق· وسيؤدي ذلك إلى تقليص حجم العمالة المنزلية الذي سيشجع بعض العائلات على الاعتماد على نفسها من دون الاستنجاد بالعمالة المنزلية· وسيفضي هذا النوع من الخدمة إلى منافع اقتصادية واجتماعية متوقعة في وقت أصبح الاقتصاد والمجتمع في أمس الحاجة إليه لتحقيق مزيد من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لتلك العائلات التي عانت الكثير من استقدام تلك العمالة· فحص نفسي حملت ''مريم سالم'' الوالدين مسؤولية تربية الأبناء خصوصا الأم وفي حال الحاجة لخادمة يجب وضعها تحت مجهر الرقابة مع الإحسان في التعامل معها · وطالبت مريم سالم الجهات المختصة بضرورة إخضاع الخدم لفحوص نفسية وسلوكية وتعريفهم بالعادات والتقاليد السائدة في مجتمع الإمارات· فيما أشارعبدالله الكابوري إلى السلوكيات العدوانية التي تمارسها فئة من العمالة المنزلية ضد الأطفال · وأرجع عبدالله بن شافي ''رب أسرة '' الكثير من مشاكل النطق والانطواء التي يعاني منها الأبناء الى العمالة المنزلية التي تتحدث بلغات أجنبية عن الطفل مما يولد لديه الاغتراب· كما يتأثر الطفل من الناحية السلوكية بما يراه من العمالة المنزلية· بناء الشخصية قال الدكتورحسين طه أستاذ أصول التربية في شبكة جامعة عجمان اتفق معظم التربويين وعلماء النفس على أن مرحلة الطفولة المبكرة من عمر الإنسان هي المرحلة الأساسية في بناء الشخصية· ومرحلة الطفولة المبكرة تعني السنوات الست الأولى من حياة الفرد ففي هذه المرحلة يتم تشكيل شخصية الإنسان من خلال العملية التربوية التي يتعرض لها داخل الأسرة أو خارجها، وتأتي خطورة دور المربية الأجنبية على سلوك الأطفال في مجتمع الإمارات أو في عموم المجتمع الخليجي· الخادمة لا تستطيع توفير الحنان والحب والدفء الوجداني للطفل كما أنها عاجزة عن التعامل مع الطفل بلغة مفهومة صحيحة لأنها لا تفهم اللغة العربية ومعظم الخادمات لا يمتلكن أي خلفية عن طرائق التربية الصحيحة· وقال طه ''من هنا يبدأ الأثر السلبي لسلوك الطفل البريء والذي ترافقه الخادمة في طفولته المبكرة وتزرع فيه مبادئها وقيمها ومفاهيمها بشكل مباشر أوغير مباشر· والطفل في هذا العمر يقلد الآخرين تقليدا أعمى فهي التي تنظفه وتقدم له طعامه وشرابه وترافقه في البيت والحديقة وتستقبله عند عودته من الروضة أو المدرسة وتهيئ له ملابسه وغرفته وتلبي معظم متطلباته اليومية· وهذا يؤدي الى تعزيز ارتباط الطفل بخادمته نفسيا وستصبح هناك فجوة بينه وبين أمه البيولوجية، وقد تتسع هذه الفجوة النفسية وتتحول إلى إهمال عفوي أو مقصود لأمه وقد يتطور هذا الشعور إلى ازدراء الأم والنظر إليها نظرة دونية في المراحل العمرية اللاحقة· وربما يعمم الطفل هذه النظرة إلى المرأة بشكل عام· وأشار الدكتور حسين طه إلى أن السلوكيات التي تظهر على الطفل مستقبلا '' ضعف الانتماء للقيم والمبادئ السائدة والاضطرابات اللغوية والخوف من مواجهة وتحدي الصعوبات في الحياة والاتكالية على الآخرين وعدم الاعتماد على النفس والقلق والتوتر وعدم الرضا وكذلك التأخر الدراسي واللامبالاة والكسل واتسام البعض بالعدوانية وغياب روح المبادرة والمثابرة والسعي والميل النفسي والتعاطف الوجداني مع الغرباء وتفضيلهم على أبناء الوطن والاستعداد النفسي للخروج عن القيم الاجتماعية السائدة وعدم الاكتراث ، وبروز قناعات نفسية لدى الطفل عند الكبر بأن المرأة الأجنبية أفضل من المواطنة مما يتبلور في شكل سلوك سلبي في قبول الأجنبيات وترك بنات الوطن لذلك· الشعور بالخوف أشارالدكتور عبدالعزيز الوحش الأستاذ بكلية قسم الدراسات النفسية إلى خطورة ترك تربية الأبناء للمربيات الأجنبيات ، خصوصا في المرحلة العمرية الأولى من الولادة وحتى سن ست سنوات حيث تؤدي إلى الإحساس بعدم الأمان والخوف في ظل غياب الأم والأب معا وهذا بالطبع سيؤثر على شخصية الطفل عند الكبر أو المستقبل · وقال الوحش ''الإمارات تملك كل الإمكانات لتعزيز سبل الوقاية وحماية النشء من مثل هذه المشاكل قبل حدوثها · وطالب بأن يكون عمل المرأة 15 سنة فقط ثم تتفرغ لتربية الأبناء لكي تشعرهم بالأمن والاستقرار· وزاد بأن وجود الأم في المنزل يعزز أجواء الأمن والاستقرار والطمأنينة لدى الأبناء· وقال إبراهيم الحمادي موجه الخدمة الاجتماعية بمكتب الشارقة التعليمي بالمنطقة الشرقية إن غياب الأم وخروجها للعمل واعتمادها الكلي على المربية في تربية الأبناء له أثر سلبي كبير في شخصية الطفل· وطالب الحمادي بالتوسع في إنشاء حضانات في المناطق تكون بمثابة المدارس لها استراتيجية وأهداف وبإشراف قيادات وطنية مؤهلة· دور وسائل الإعلام أكدت دراسة مركز دعم المعلومات واتخاذ القرار بغرفة تجارة وصناعة أبو ظبي على أهمية تفعيل دور وسائل الإعلام المرئي والمسموع، عن طريق إعداد برامج توعية تحث على الترشيد في استخدام العمالة المنزلية والاعتماد على النفس قدر الإمكان· وضرورة رسم سياسة ديموجرافية بحيث لا يزيد عدد العمالة المنزلية على 2% من جملة السكان في الدولة· وتوضيح وبيان مخاطر الآثار السلبية المترتبة على استخدام العمالة المنزلية· وأشارت الدراسة إلى وجود مراكز خدمات منزلية متخصصة توفر العمالة لمن يحتاج إليها عند الطلب أوالحاجة، ووجود جهاز خاص بتأهيل وتدريب العمالة المنزلية لما لها من دور إيجابي في تربية الأبنا
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©