القاهرة (الاتحاد، وكالات) - سقط 12 جريحا أمس في اشتباكات بين مئات المتظاهرين المؤيدين للجيش المصري وآخرين معارضين له في ميدان التحرير بالقاهرة وفي محافظتي الدقهلية والإسكندرية، خلال إحياء الذكرى الثانية لضحايا أحداث شارع محمد محمود، الذي شهد في 19 نوفمبر 2011 تظاهرات مناهضة للمجلس العسكري الذي كان يتولى ادارة البلاد آنذاك استمرت نحو أسبوع وأسفرت عن سقوط 42 قتيلا واكثر من ثلاثة آلاف جريح.
وجرت مواجهات محدودة بين المتظاهرين المؤيدين للجيش والمعارضين، حيث تبادل الطرفان إلقاء الحجارة في الشوارع المتاخمة لميدان التحرير. كما ردد مئات المتظاهرين هتافات مناهضة للأمن في الشوارع الجانبية المؤدية للميدان الذي كان مركز ثورة 25 يناير التي أسقطت الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011. وفي يونيو 2012، سلم المجلس العسكري السلطة للرئيس محمد مرسي، الذي عزل بعد احتجاجات شعبية عارمة شارك فيها الملايين في 30 يونيو الماضي.
وخرجت تظاهرات مؤيدة للجيش واخرى معارضة أيضا في انحاء متفرقة من مصر. لكن ميدان التحرير ظل محط أنظار الجميع. ومنذ الصباح، وفي استجابة لدعوة القوى المناهضة للجيش وايضا لـ”الاخوان”، تجمع عشرات من الشباب في شارع محمد محمود لإحياء ذكرى التظاهرات الدموية. ورفع المتظاهرون الغاضبون لافتات وأعلاما بيضاء مناهضة للجيش ولجماعة “الإخوان” التي ينتمي اليها مرسي.
وتراصت على ارض شارع محمد محمود نعوش خشبية رمزية غلفت بالعلم المصري. ولم تتواجد قوات الأمن داخل ميدان التحرير. وكان مئات المتظاهرين المعارضين للجيش والإخوان اقدموا على تحطيم نصب تذكاري كانت دشنته السلطات المصرية صباحا تكريما لـ”شهداء الثورة”. وقام المتظاهرون بطلاء النصب ببقع حمراء ترمز الى “دم الشهداء”، واتهموا الحكومة بعدم اتخاذ أي اجراءات لمحاكمة “قتلة الشهداء” من رجال الأمن.
وفي المقابل، تجمع العشرات من مؤيدي الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع وقائد الجيش في منتصف ميدان التحرير للاحتفاء بذكرى محمد محمود وتأييد الجيش. وقال احد المؤيدين وقد وضع عصبة حول رقبته كتب عليها “معك يا سيسي ضد الإرهاب”، “من اجل مصلحة مصر يجب ان يقضي الجيش على الإرهابيين”.
وألغت حركة تمرد التي كانت دعت للتظاهرات التي اطاحت بمرسي نهاية يونيو، كافة فعالياتها عبر البلاد لإحياء ذكرى احداث 2011. بينما نقلت وكالة انباء الشرق الأوسط عن رئيس هيئة الإسعاف أحمد الانصارى انه تم إحصاء سقوط 12 جريحا بينهم 8 في الدقهلية (دلتا النيل) و3 في القاهرة وجريح في الاسكندرية.
من جهته، اعلن “التحالف” المؤيد لـ”الاخوان” عدم المشاركة في إحياء ذكرى تظاهرات 2011، داعيا أنصاره الى عدم الاقتراب من شارع محمد محمود. لكن تظاهرات مؤيدة للإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي خرجت في جامعتي القاهرة وعين شمس في القاهرة وجامعة الاسكندرية. كما خرجت تظاهرة محدودة لأنصار مرسي باتجاه قصر القبة الرئاسي شمال القاهرة.
وحلقت طائرات تابعة لوزارة الداخلية اعلى ميدان التحرير عقب الاشتباكات التي حدثت بين المتظاهرين. ونظمت حركة 6 أبريل مسيرة لجنازة رمزية بالنعوش لشهداء الثورة وقام المشاركون في المسيرة بحمل توابيت ملفوفة بعلم مصر انطلقت من شارع محمد محمود وطافت ميدان التحرير قبل العودة ووضعها على بداية الشارع وردد المشاركون في المسيرة هتافات منددة بالإخوان وفلول نظام مبارك والعسكر.
واستمرت الاشتباكات بين متظاهرين مؤيدين ومعارضين بساحة عبدالمنعم رياض وامام المتحف المصري واعلى كوبري 6 أكتوبر على المدخل الشمالي لميدان التحرير مما تسبب في توقف الحركة المرورية بشكل كلي بالمنطقة. وانتقلت الاشتباكات بالحجارة بين المتظاهرين ومؤيدي الفريق السيسي الى منطقة كورنيش النيل بالقرب من مبنى ماسبيرو. وأطلقت قوات الأمن المركزي قنابل الغاز المسيل للدموع للفصل بين أنصار السيسي والمتظاهرين عند مطلع كوبري أكتوبر ناحية ماسبيرو.
وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية امن القاهرة القبض على أربعة متظاهرين بميدان عبدالمنعم رياض وبحوزتهم كمية من الأسلحة والقنابل المحلية الصنع. وأوضح مصدر امني أن الخدمات الأمنية المعينة لملاحظة الحالة الأمنية بميدان التحرير تمكنت من ضبط المذكورين اثناء فعاليات إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود وبحوزتهم ثلاث حقائب بداخلها فرد خرطوش واخر رصاص وطبنجة معدة لإطلاق البلي وكمية من البلي الزجاجي و12 قنبلة محلية الصنع و9 زجاجات مولوتوف وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين وإخطار النيابة لتولي التحقيق.
وتبادل المؤيدون والمعارضون التراشق بالحجارة أمام مبنى محافظة المنوفية (شمال القاهرة) ووقعت إصابات متعددة في الجانبين أمام مبنى المحافظة بمدينة شبين الكوم. وأشارت إلى أن عناصر من قوات الأمن تمكّنت من الفصل بين الجانبين، بعدما طاردتهم في الشوارع الجانبية حول مبنى المحافظة. كما وقعت اشتباكات مماثلة بين أهالي محافظة دمياط وبين طلاب بكليتي الطب والدراسات الإسلامية فرع جامعة الأزهر. ووقعت اشتباكات بين فريقين من طلاب فرع جامعة الأزهر بمحافظة أسيوط (جنوب القاهرة) يؤيد أحدهما مرسي ويعارضه الفريق الآخر، حيث تبادل الجانبان التراشق بالحجارة، ما أدى إلى وقوع عدد من المصابين. وقامت عناصر الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع للتفريق بين الجانبين.
عدد اليوم
