الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسات جديدة تُحمّل الآباء مسؤولية سمنة الأطفال

دراسات جديدة تُحمّل الآباء مسؤولية سمنة الأطفال
11 نوفمبر 2012
كشفت دراسة جديدة أن 60 % من أسباب تنامي السمنة في صفوف الأطفال تقع على عاتق الآباء. وجاء ذلك بعد استطلاع رأي مجموعة من الآباء أجراه باحثون من مركز رود للسياسة الغذائية، بالتعاون مع جامعة ييل لمعرفة أكثر الأطعمة شعبية وتسويقاً لدى أفراد كل أسرة. وقد جاء على لسان الآباء وأولياء الأمور، أن توافر الأطعمة غير الصحية بكثرة في المطاعم والمقاصف المدرسية والمرافق العامة ووسائل الإعلام والإعلان الواقعية والافتراضية يتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية في سمنة أطفالهم. تُشير آخر الإحصاءات إلى أن الآباء الأميركيين يشترون ما قيمته نحو 58 مليار دولار من المأكولات والمشروبات سنوياً. وقد دفع الإعلان عن هذا الرقم الصادم مركز رود للسياسة الغذائية والسمنة إلى الرغبة في معرفة نسبة استهلاك الأطفال من هذا الكم الضخم من الطعام والشراب. وأجرى الباحثون استطلاعاً رقمياً شمل قُرابة 2454 أباً وأماً ممن لديهم أبناء تتراوح أعمارهم بين سنتين و17 سنة في السنوات 2009 و2010 و2011. وسجلوا أن معدل الدخل الفردي السنوي للآباء المستطلعة آراؤهم 59 ألف دولار، وأن معظمهم لهم مستوى جامعي. وأفاد هؤلاء الآباء بأن المعوقات الكبرى التي تقف دون تبنيهم عادات غذائية صحية هي غلاء تكلفة الأطعمة الأغذية الصحية والعضوية، وتوافر مطاعم الوجبات السريعة والخفيفة على نحو أوسع وفي أماكن كثيرة بما فيها المدارس، وتأثر الأطفال بما يتلقونه من رسائل إعلامية وإعلانية تُسوق للأطعمة غير الصحية. كما صرح الآباء بأنهم يستسلمون في كثير من الأحيان إلى رغبات أطفالهم للحصول على الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية بسبب إلحاحهم، في حين اعترف كثير منهم أنه يعجزون هم أنفسهم عن تقديم نموذج يُقتدى لأبنائهم على مستوى حصر الاستهلاك اليومي والتسوق فيما هو صحي. وعندما سئلوا عن الأطعمة التي يسمع عنها أبناؤهم أكثر في وسائل الإعلام والإعلان وحملات التسويق، قال الآباء إن الوجبات السريعة تتصدر قائمة الأغذية التي تنال حصة الأسد من الإعلانات طوال السنوات الثلاث الماضية. وجاءت مشروبات الصودا، التي تعتبرها السلطات الصحية الرسمية المسؤول الأكبر عن السمنة، في المركز الثالث، من حيث درجة تسببها في السمنة في كل سنة من السنوات الثلاث. وقال الآباء إنهم غير قلقين كثيراً على درجة تأثر أبنائهم من الأطفال واليافعين بمحتوى الإعلانات الترويجية والتسويقية للمأكولات والمشروبات غير الصحية. وأبدوا بالمقابل قلقهم الزائد بشأن كثرة تلقيهم رسائل متعددة ذات مضامين إباحية، أو عدوانية، أو عنيفة، أو مغرقة في المادية، أو تلك التي تؤدي إلى التطبيع مع عادات مضرة بالصحة، كالتدخين وشرب الكحول، أو مغلوطة، مثل اختزال الجمال في أصحاب القوام الرشيقة جداً ذوي القدود القريبة إلى الهياكل العظمية منها إلى القوام المعتدل. وقد أجمع الآباء بالرغم من ذلك على أن تسويق الأغذية غير الصحية وترويج الوجبات السريعة يشجعان الأطفال واليافعين على استهلاكها، والتعود على تبني عادات غذائية سيئة. حصار إعلاني تقول إليني كاليش، نائبة رئيس ومديرة تسويق مأكولات ومشروبات الأطفال في مكتب الاقتصاد الأفضل، «إن تسويق الطعام في صفوف الأطفال لا يحتل صدارة ما يشغل أذهان الآباء». وفي تقرير جامعة ييل كما في نتائج استطلاعات رأي أخرى، يرى مسؤولو مركز رود أن أرباب صناعة الغذاء مطالبون بالقيام بجهود حقيقية من أجل توفير بدائل غذائية صحية للأطفال عوض تشجيعهم على تناول الوجبات السريعة وإغرائهم باستهلاكها منذ صغرهم عبر إغرائهم بدمى وهدايا مع شراء كل وجبة، كما تفعل بعض المطاعم المعروفة عالمياً. وقد جاء في التقرير أن «أرباب قطاع الصناعات الغذائية أجابوا عن بواعث القلق التي تقض مضاجع الآباء عبر التعهد بتغيير ومراجعة مكونات الأطعمة التي يصنعونها، لكن ذلك لم يكن كافياً ونتج عنه تغييرات طفيفة لا ترقى إلى مستوى التحسين المطلوب». وقبل إطلاق قطاع صناعة الغذاء لمبادرة تسويق مأكولات ومشروبات الأطفال سنة 2006، كان كثير من حبوب القمح والشعير وأطعمة فطور الأطفال يحوي 15 أو 16 جراماً من السكر في كل وجبة. أما في الوقت الحالي وحسب تقرير صدر حديثاً، فإن غالبية أغذية الأطفال خفضت كمية السكر في كل وجبة طفل إلى 10 جرامات. وتقول كاليش «لا يمكننا القول طبعاً إننا وصلنا إلى الهدف المنشود. بل نحتاج إلى بذل جهود أكبر لجعل مكونات أطعمة الأطفال متوازنة وصحية. لكنني أعتقد أننا ماضون في الاتجاه الصحيح». ويُشير تقرير رود إلى أن أطعمة الأطفال المشتقة من الحبوب والشعير لا تزال تشمل 57% زائدة من السكر و52% ناقصة من الألياف، مقارنة بالأطعمة المشتقة من الحبوب والشعير الموجهة للراشدين. ويورد التقرير كذلك أن المشروبات الغازية لا تُسوق في العروض التلفزيونية الأميركية الموجهة للأطفال، لكنهم قد يشاهدونها في البرامج المخصصة لليافعين والمراهقين مثل برنامجي «أميركان آيدول» و«ذا فويس»، علاوةً طبعاً على اللوحات الإعلانية المنتشرة في الشوارع والإعلانات الترويجية لمشروبات الصودا التي تُعرض على الشاشات الكبيرة قُبيل كل عرض فيلم عائلي في القاعات السينمائية. تطلعات الآباء حينما سأل الباحثون الآباء عما يرغبون في رؤيته، قال أكثر من 72% منهم إنهم يدعمون بقوة وضع معايير صارمة للأطعمة التي تُقدم للأطفال في المدارس، ومراجعة المعايير المنظمة لبيع الأطعمة عبر ماكينات البيع الآلية المنتشرة في المدارس والمؤسسات التعليمية والمستشفيات ومراكز التسوق، وغيرها من المرافق العامة والخاصة. وأفاد تقرير مركز رود أيضاً أن 57% من الآباء يدعمون منع بث مواد إعلان وتسويق أطعمة الأطفال ضمن البرامج التلفزيونية الموجهة للأطفال دون سن التاسعة. ويحلل تقرير رود نتائج استطلاع الرأي وأجوبة الآباء إلى عناصر متعددة، ويفككها إلى معطيات قابلة للقياس بطرق شتى. وتجدُر الإشارة إلى أن هذا التقرير أُنجز بعد صدور نداء من أعلى سلطة في أميركا سنة 2010 بضرورة إيجاد بيئة غذائية صحية للأطفال وتسويق الأطعمة ذات القيم الغذائية العالية في صفوفهم، وبأهمية بذل الآباء والمربين جهوداً كافية لتشجيع فلذات أكبادهم على تناول ما يُفيد سلامة أبدانهم وعقولهم، ويَقيهم السمنة وزيادة الوزن. وقد لاحظ الباحثون أن سنة 2011 سجلت بث 16,2% من الإعلانات الغذائية التلفزيونية الموجهة للمراهقين يومياً، فيما تلقى الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين سنتين و11 سنة ما معدله 12,8% من الإعلانات الغذائية المبثوثة يومياً على القنوات التلفزية. ويشير التقرير إلى أنه وفوق كل هذا يتلقى الأطفال مواد ترويجية وتسويقية للأطعمة غير الصحية خلال حضورهم فعاليات رياضية ومباريات يمولها ويرعاها أرباب صناعة الوجبات السريعة ومشروبات الصودا، وعند زيارتهم مواقع إلكترونية مختلفة ووسائل إعلام رقمية متعددة، ما يجعلهم محاصرين واقعياً وافتراضياً بالإعلانات المروجة للأغذية غير الصحية. ويضيف التقرير أنه مقابل هذا السيل من إعلانات الأطعمة غير الصحية، لا تحظى الفواكه والخضراوات إلا بنسبة 1% من الإعلانات التلفزيونية. وقد كانت النتيجة الحتمية والطبيعية لهذا التوجه الإعلاني غير السليم هو تزايد رقعة العادات الغذائية السيئة وانتشار معدلات السمنة وزيادة الوزن في صفوف الصغار واليافعين بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول العالم. هشام أحناش عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©