الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صنع في الإمارات» يحتضن المواهب ويمنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم

«صنع في الإمارات» يحتضن المواهب ويمنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم
11 نوفمبر 2012
في مبادرة خلاقة لدعم وتشجيع المواهب الإماراتية من الكتاب والرسامين، وفي سبيل دفع عجلة الحراك الثقافي والفني في الدولة، اطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وبالتعاون مع معهد “جوتة” في الخليج العربي، مشروعه الهادف (صنع في الإمارات) ليكون الحاضنة الثقافية لانتاج أعمال نوعية في مجال أدب الطفل، فاتحا أبوابه لاستقبال النخبة من الشباب الواعدين، حيث يمنحهم الفرصة لتحقيق أحلامهم وتطوير إمكانياتهم وصقل موهبتهم في مجالات التأليف والفن والابداع. أزهار البياتي (الشارقة) - بدأ مشروع “صُنع في الإمارات” الثقافي منذ مارس 2011، بهدف تكوين جيل صاعد من المبدعين الإماراتيين المهتمين بانتاج قصص أدبية صغيرة للأطفال العرب، ليأخذ المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على عاتقه مسؤولية اختيار وتدريب وتأهيل جملة من الكتاب والرسامين الإماراتيين المتميزين، مشكلا منهم فرقا ثنائية تم تعليمها وتطويرها وتزويدها بخبرات أجنبية ضليعة في حقل أدب الأطفال. وعن ذلك تقول الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي العضو المؤسس ورئيس مجلس كتب اليافعين، إن الإمارات بلد زاخر بالإمكانات الأدبية والفنية غير المستغلة، وهذه المبادرة جاءت كخطوة أولى في سبيل فتح قنوات داعمة تستوعب أصحاب المواهب من الشباب الإماراتي المتميز، ومن أجل خلق روح تنافسية صحية وبناءة بين المؤلفين والفنانين والناشرين الواعدين من الكوادر الوطنية، تنشيطا لجهودهم، وتحقيقا لأحلامهم وطموحاتهم”. عناصر حيوية وتتابع:” لاشك أن تعطش الشباب الإماراتيين للنهل من العلم والمعرفة يعد من أهم العناصر الحيوية لأي أمة تسعى للحضارة والنهضة والتقدم، كما إن غرس شغف المطالعة وحب القراءة في نفوس الأجيال الصغيرة منذ سنوات الطفولة أمر بالغ الأهمية، وعادة حميدة تتنامى وتتطور مع تقادم السنين، لتلازم المرء طوال الحياة، وهذا الأمر يستدعي وجود ثقافة نوعية وكتابة راقية تعنى باهتمامات الطفل وتلبي احتياجاته الفكرية والنفسية والمهارية، ومن هذا المنطلق الهادف نشأ مشروع “ صنع في الإمارات” ليكون منارة معرفية ترتقي بالطفل العربي وتطوره لقيادة المستقبل”. وفي إطار المشروع تنافست سبعة كتب مخصصة للأطفال تم انتاجها بأياد إماراتية تأليفا ورسما لتتبارى في ما بينها على نيل المراكز الأولى وجائزة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومنها قصة (أمي جديدة) للكاتبة الشابة “مريم الراشدي” ورسم الفنانة (ريم المزروعي)، وقصة (كعك العيد) للكاتبة “ريم القرق” مع الرسامة “دانة ناصر المزروعي” ، وقصة (فنتير.. الفلامنغو المنفوش) للمؤلفة “نورا عباس الخوري” وبالتعاون مع الفنانة “ شيماء المالك”، وحكاية الأطفال (رطب من ذهب) وهي أيضا من تأليف “نورا الخوري” مع رسومات الفنانة “نوف عبد الرحمن الشيخ” ، وقصة (القملة الهاربة) للإماراتية “ميثاء الخياط” ورسوم الفنان “عبد الله الشرهان”، كما كانت هنالك قصة ممتعة أخرى بعنوان (هشتور)، من ابداع الشابة “عائشة الهاشمي” ورسم الفنان “ناصر نصر الله” ، بالإضافة لحكاية (روزي الجائعة) للكاتبة “نورية الطيب” وبالتعاون مع الرسامة “فاطمة أحمد المهيري”. أبواب التنافس وتنوه الكاتبة الإماراتية الشابة مريم الراشدي” لمشاركتها في مشروع “صنع في الإمارات” والتي فازت بالجائزة الأولى، بقولها:”اعتبرها مبادرة فتحت امامنا نحن الشباب أبوابا واسعة للتنافس والابتكار والابداع، حيث رعى المجلس الإماراتي لكتب اليافعين مواهبنا الشابة، ومدنا بكل الدعم والمساندة لنصل إلى ما وصلنا إليه وتصل أعمالنا الأدبية إلى النور، كما أتاح لنا فرصة للدراسة والتدريب من خلال معهد “جوته” وتحت إشراف الكاتبة والفنانة الألمانية المبدعة “أوتيه كراوز” لتنقل لنا بأسلوبها السلس عصارة خبرتها وتجربتها في مجال الكتابة والرسم للأطفال، موجهة إيانا لأهم العناصر المشوقة في أسلوب الكتابة، وكيفية ابتكار المواقف الطريفة والعبارات المرحة التي تشد انتباه الطفل وتشوقه لمتابعة القصة”. وتضيف:” لقد درست في العام 2009 مساقا إجباريا لأدب الأطفال من خلال جامعة “زايد” واكتشفت معه شغفي بهذا المجال ورغبتي المتنامية للكتابة فيه، ساعية من بعد ذلك الاستزادة من القراءة وتثقيف الذات في سبيل التعرف على المزيد من التجارب الناجحة في تأليف حكايات الأطفال، ومنها القصص الأدب العالمي وخلافه، وقد لاحظت بالفعل من خلال بحوثي في هذا الحقل أن هنالك فراغا كبيرا وهوة واسعة في أدب الطفل العربي، حيث الموجود قليل جدا والمحاولات مازالت ضعيفة ولا ترقى أبدا للتجارب الأجنبية المعتمدة في الكتابة للطفل، ولاشك أن التأليف باللغة العربية أمر ملح وضروري لثقافة الأطفال العرب الذين من حقهم أن يجدوا بلغتهم الأم كتبا أدبية ومعرفية متنوعة، ترتقي بأفكارهم وتطور مهاراتهم وتمتعهم بقراءة مفيدة ومسلية في ذات الوقت”. أمي جديدة وتكمل:”قصتي الأولى التي أهديها لكل الأطفال العرب في كل مكان جاءت بعنوان (أمي جديدة) والتي حاولت من خلالها نقل تجربتي الخاصة وواقعي المعاش، لأغير من الصورة النمطية المغلوطة عن زوجة الأب الشريرة دائما في كل الحكايات والأفلام، فكوني تربيت طوال عمري في بيت واحد مع أمي وزوجة أبي التي أسمها “جديدة” ، وكانت تجمعنا كلنا علاقة إنسانية وعائلية راقية وطيبة ولأبعد الحدود، مما جعلني في توق لقص حكايتي وتجربتي عن المحبة والصداقة والتعايش الحضاري الجميل بين أفراد العائلة الواحدة على بقية الأطفال في عالمني العربي، والجدير بالذكر أن قصتي تألقت أكثر بالتعاون مع الفنانة الإمارتية “ريم المزروعي” والتي أعطت رسوماتها الجميلة بعدا جماليا جديدا لحكايتي الصغيرة، مستخدمة بتقنية ومهارة عالية ألوانا مختلفة عن كل رسومات الأطفال بحيث تقتصر فقط على اللون الأسود والأبيض والذهبي، مما أبرز شخصياتي بشكل كبير فأصبحت مشاهدها التعبيرية المرسومة وكأنها قصص أخرى داخل القصة ذاتها، مما زاد من القيمة الفنية والجمالية لحكاية (أمي جديدة)”. فنانة ورسامة وتتحدث الموهبة الإماراتية “شيماء المالك” عن تجربتها مع مشروع “صنع في الإمارات”، فتقول: أنا فنانة ورسامة كارتونية، تخرجت من كلية التقنية العليا في دبي لأحصل على شهادة بكاليوس الاتصال الإعلامي في قسم تصميم الجرافيك، مما ساعدني في مهنتي وطموحي، حيث أنشأت مشروعا صغيرا خاصا بي، مؤسسة، وموقعا إلكترونيا للتصميم والرسم، وقد تعرفت على انشطة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين من خلال مواقع الاتصال الاجتماعي، ومن خلال معرض أبوظبي للكتاب الأخير دخلت في مشروع “ صنع في الإمارات” وأصبحت أحد كوادره، وهم بدورهم لم يألوا جهدا في تعليمنا وتأهيلنا في الحصول على خبرة كافية في مجال الرسم لكتب الاطفال، ومن خلال الكورسات والورش العملية الحية استطعت وزملائي المشتركون في المشروع من الاستفادة والتعلم واكتساب الخبرة الكافية للانطلاق”. وتتابع:” استخدم عادة الألوان المائية الشفافة في رسوماتي وأحاول أن أوظف خيالي وريشتي لابراز الشخصيات والمشاهد التصويرية التي تعبر عن القصة وحبكتها، بحيث يطابق الرسم موضوع الحكاية، وبالرغم من تفضيلي للرسم بالألوان الهادئة إلا اني لا أمانع من زيادة الجرعة اللونية حسب سياق القصة ومتطلباتها الفنية، أني أعرف أن الرسوم المصاحبة لكتاب الطفل هي العنصر الاول الذي يشد بصره ويجذبه لمتابعة القصة، ومن هذا المنطلق أحاول ان أعيش أنا شخصيا مع أبطال القصة مغامرتهم وأنقل تعابيرهم وهيأتهم لبقية المتلقين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©