الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلب من لهب

2 ديسمبر 2014 22:26
في الحب نعطي الكثير، ومن أجل الحب نتنازل عن الكثير، ولكي يبقى الحب نضحي بالكثير الكثير.. فنسرق من وقتنا وقوت عمرنا، ونقدمه هدية لمن أحببنا على قلب من لهب، غير مبالين بعواقب ما قد يحدث لاحقاً، ولأننا كرماء، بل وكرماء جداً حد الإسراف في العطاء الشاعري قبل المادي، فإننا نصدم فيمن لا يستحق كل هذا السخاء والعطاء.. فننتقل بعد كل هذا إلى المرحلة الخائبة، بعد أن خابت آمالنا وظنوننا فيهم، فنتقمص دور النسيان واللامبالاة، والتي بدورها لا تزيدهم إلا ترسيخاً في ذاكرتنا.. ويبدأ الموال «أهواك وأتمنى لو أنساك»، فنمسحهم من هواتفنا ومواقع تواصلنا، ونمزق رسائلهم ونتفادى الطرق التي تقودنا إليهم وتذكرنا بهم، ونتجنب الأماكن التعيسة التي جمعتنا يوماً بهم. كثيراً ما تستوقفني مقولة «هناك قلوب لن تحبك مهما أكرمتها»، وعلى النقيض تماماً يقول العرب «أطعِم الفم، تستحي العين»، بل وتستحي كل قطعة من أجسادهم، ولكن مع كل ذلك الكرم، ألا تلين القلوب وتستحي العيون على أقل تقدير؟ هنا يجب أن نقف مع أنفسنا ونرتب دواليب قلوبنا التي بعثرها أشخاص لا يستحقون الكرم والتضحية، ونضع أولوياتنا قبل أن نضعهم على رأس القائمة الطويلة التي قد نشطبها في أي لحظة من أجل كسب خواطرهم، فنحن من يحجم الأشياء ويعطيها أكبر من حجمها بكثير، حتى تصبح الأشياء كمارد عملاق لا يمكننا إيقافه أو التخلص منه، عندها يكون الملام الأول والأخير «نحن». أحمد سالم الغافري - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©