قد لا يعلم البعض أن قصة انتقال زلاتان إبراهيموفيتش من برشلونة إلى ميلان، وما رافقها من جدل لا تزال آثاره ممتدة حتى الآن، ليست الواقعة الوحيدة في سجل الانتقالات التاريخية بين العملاقين الكبيرين، فخلال السنوات الأخيرة ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي انتقل 13 لاعباً من ميلان إلى البارسا والعكس، ليصنعوا ربيع الفريق الكتالوني، وينسجوا خيوط المجد الميلاني.
لقد ساهم هؤلاء النجوم في منح البارسا 32 بطولة، ونجح نفس النجوم في جلب 27 لقباً لميلان، ومع قصة انتقال كل لاعب من “سان سيرو” إلى “كامب نو”، أو العكس تتجدد الحرب الكروية بين الناديين، وفي بعض الفترات بدأ المشهد وكـأن البارسا لا يمكنه أن يعيش دون نجوم ميلان، وفي أوقات أخرى كان ميلان يتنفس بالرئة التي يمده بها العملاق الكتالوني.
الخيوط الأولى في سجل الانتقالات المشتركة بين الناديين بدأت مع قدوم الهولندي لويس فان جال لتدريب البارسا، حيث جلب معه أكثر من لاعب من صفوف ميلان أولهم المدافع الهولندي مايكل رايزيجير، الذي لعب للفريق الإيطالي موسم 1996 – 1997 ثم انتقل إلى برشلونة عام 1997 ليستمر معه حتى 2004، وخاض 200 مباراة، وتوج بألقاب السوبر الأوروبي، والدوري الاسباني، وكأس الملك، كما نجح فان جال في جلب الفرنسي كريستوف دوجاري من ميلان عام 1997 ليحصل معه على بطولة الدوري في العام التالي.
وثالث الأسماء التي عرفت طريقها من ميلان إلى برشلونة الهولندي وينستون بوجاري، الذي حصل معه على 4 بطولات، من 1998 إلى 2000، وكانت الخطوة الأكبر في سجل الخدمات التي قدمها ميلان للبارسا بانتقال المهاجم الهولندي باتريك كلويفرت عام 1997 ليستمر معه حتى 2004، وشارك في 255 مباراة محرزاً 120 هدفاً، كما انتقل الايطالي كوكو على سبيل الإعارة لموسم واحد موسم 2001-2002.
الاسم السادس الذي حظي بشرف الدفاع عن ألوان الفريقين هو ديميتريو ألبرتيني، الذي سجل غالبية انجازاته الكروية مع العملاق الإيطالي من 1988 إلى 2002، وفي 2005 خاض تجربة قصيرة مع البارسا اعتزل بعدها مباشرة، وجمعت مباراة تكريمه الغريمين الكبيرين، وعلى الرغم من أنه منح ميلان 15 لقباً، إلا أنه نجح مع برشلونة في موسم واحد في انتزاع الدوري 2005.
وعلى خطى نجوم الكرة الهولندية سار إدجار دافيدز الذي لعب لميلان موسم 1996 – 1997 وأعير من اليوفي إلى البارسا عام 2004، ولكنه صنع مجده الكروي مع فريق “السيدة العجوز”، وإن ظل التاريخ يتذكره كأحد الأسماء التي دافعت عن ألوان ميلان والبارسا.
وبالذهاب إلى السيناريو العكسي لعب 5 نجوم للبارسا أولاً ثم انتقلوا إلى ميلان مباشرة، أو رحلوا صوب أندية أخرى قبل أن يدافعوا عن ألوان الفريق الإيطالي، وعلى رأسهم البرازيلي ريفالدو الذي أبدع مع البارسا من 1997 إلى 2002، وحصل على 4 بطولات، ثم انتقل لميلان من 2002 إلى 2004، وحصل معه على 3 بطولات.
وتتشابه قصة ريفالدو مع مواطنه رونالدينيو الذي عانق المجد في معقل العملاق الكتالوني من 2003 إلى 2008، وحصل معه على 5 بطولات أهمها دوري أبطال 2006، وخاض 254 مباراة محرزاً 107 أهداف، وصنع 80 هدفاً، ورحل صوب ميلان موسم 2008 – 2009 ليحصل معه على دوري إيطاليا عام 2010، بعد أن دافع عن قميصه في 116 مباراة محرزاً 29 هدفاً.
ومن الأسماء الأخرى التي حظيت بمجد الدفاع عن قميص البارسا أولاً ثم ميلان فيما بعد، الهولندي فان بوميل، والايطالي زامبروتا، والنجم البرازيلي الشهير رونالدو. أما ختام سلسلة الحروب الكروية بين عملاقي أوروبا، فجاء على يد زلاتان إبراهيموفيتش، الذي رحل عن البارسا بعد أن حصل معه على 4 بطولات من 2009 إلى 2011، وخاض معه 42 مباراة أحرز خلالها 22 هدفاً، ثم قرر شد الرحال صوب ميلان ليخوض معه حتى الآن 51 مباراة مسجلاً 30 هدفاً، وجاءت المذكرات التي نشرها مؤخراً لتثير ضجة كبيرة قبل مواجهة الفريقين اليوم، خاصة أنه فتح النار على مدرب البارسا جوارديولا ونجوم الفريق الاسباني، مؤكداً أن قرار الرحيل إلى ميلان كان حتمياً في ظل أجواء الكراهية التي عاشها في “كامب نو”.
عدد اليوم
