الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إلزام مستشفى خاص بالتعويض مليون و300 ألف درهم عن خطأ طبي

إلزام مستشفى خاص بالتعويض مليون و300 ألف درهم عن خطأ طبي
10 نوفمبر 2012
أيدت محكمة استئناف أبوظبي المدنية، الحكم بإلزام إحدى المستشفيات الخاصة وطبيب الولادة العامل فيها بأن يؤديا بالتضامن مبلغ مليون ومائتي ألف درهم تعويضا لولي طفل أصيب بتلف دماغي نتيجة خطأ طبي حدث من المدعى عليهما أثناء عملية ولادته. كما أيدت المحكمة إلزامهما بدفع 50 ألف درهم لوالدة الطفل تعويضاً عن الإصابات التي حدثت لها نتيجة تأخر عملية الولادة والضرر المعنوي الناتج عن إنجابها لطفل معوق مع ما يتطلبه الأمر من بذل الرعاية الكاملة له مدى حياته. ورفضت محكمة الاستئناف ما تضمنه قرار المحكمة الابتدائية برفض تعويض الأب عن الأضرار المعنوية التي أصابته نتيجة ولادة طفله معوقاً، وقضت مجدداً بإلزام المدعى عليهما أن يؤديا له 50 ألف درهم إضافية تعويضاً للأب عما أصابه من حسرة وألم دائمين للعجز الذي أصاب ابنه. وفي التفاصيل وفق ما تبينه أوراق القضية، أن والدة الطفل كانت تقوم بزيارات دورية للدكتور المدعى عليه، والذي أشار في جميع تقاريره إلى أن الحمل طبيعي وأن نمو الطفل يسير وفق التوقعات وأنه بحالة جيدة. وأثناء عملية الولادة، لم يتخذ الاحتياطات اللازمة ولم تبذل العناية المطلوبة حسب إجراءات السلامة المتبعة في الظروف العادية، فانخفض ضغط الجنين، وقرر الطبيب المدعى عليه سحب الجنين بواسطة الجفت مما أثر سلباً على كمية الأكسجين التي يتوجب حصول الجنين عليها، وعرضه للاختناق وبالتالي أصيب بتلف دماغي. ثم نقل الطفل إلى مستشفى المفرق حيث وضع تحت العناية الكاملة لفترة من الزمن، وشخصت الحالة على أنها تلف دماغي ناشئ عن فقر التروية الدماغية. وبعد إخراج الطفل من المستشفى لعدم إمكانية علاج الضرر الحادث، حاول والداه علاجه بدون جدوى بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات، وأنفقا لذلك الكثير من الأموال حيث لا تغطي شركات التأمين الخطأ الطبي. وقدم والدا الطفل شكوى إلى إدارة المستشفى المدعى عليها ضد الطبيب المتسبب بالخطأ وتمت معاقبته بإيقافه عن العمل 30 يوماً. وبعد ذلك، تقدم والدا الطفل بدعوى أمام محكمة أبوظبي المدنية الكلية ضد الطبيب والمستشفى والطبيب المتسبب بالخطأ، طالبا فيها بإلزام المدعى عليهما بدفع خمس ملايين درهم تعويض لهما عن ما أصابهما من أضرار نتيجة ولادة طفلهما معوقاً. وبعرض الطفل الذي كان قد وصل إلى الثالثة من عمره على اللجنة العليا للمسئولية الطبية بوزارة الصحة، تبين أن حالة إبصاره جيدة وكذلك السمع ويستطيع أن ينطق ببعض الكلمات البدائية مثل " بابا، ماما" ولكنه لا يستطيع أن يفهم أكثر من ذلك، كما أنه لا يعاني من أعراض الصرع ولكن توجد بعض الحركات اللاإرادية بالأطراف العلوية والسفلية حيث يعاني من شلل رباعي تشنجي وهو بالأطراف اليمنى أكثر شدة وخطورة. وأكدت اللجنة أن الطفل المجني عليه يحتاج إلى عناية تمريضية وطبية مستمرة يومية طول حياته. واستنتجت اللجنة وجود إهمال طبي من الطبيب المشرف على عملية ولادة المدعية، إذ تأخر في الاستجابة للمؤشرات التي تحث على الإسراع في عملية التوليد مما أدى إلى حدوث اختناق ولادي نتج عنه ضرر شديد بجوهر مخ الطفل المولود والمضاعفات التي تلت ذلك. بينما أكد التقرير أن الإصابات التي حدثت بالأم لم تتسبب بأي عجز دائم، لكنها مؤلمة كما أن تأخر عملية الولادة أدت إلى اصابتها بالإعياء. وبناء على ذلك، قررت المحكمة الابتدائية تعويض الطفل بمبلغ مليون ومائتي ألف درهم تدفع لوليه الطبيعي وهو والده تعويضاً عما أصاب ولده من أضرار مادية ومعنوية. كما حكمت بإلزامهما بدفع 50 ألف درهم لأم الطفل عما لحق بها من أضرار مالية ومعنوية، واعتبرت المحكمة الابتدائية أن والد الطفل لا يستحق التعويض كون ابنه المتضرر لا يزال على قيد الحياة. ولم يلق الحكم قبول الطرفين، فقدم كل منهما طعناً عليه أمام محكمة الاستئناف. وأوضح المدعى عليهما في طعنهما أن اللجنة الطبية أعطت قرارها دون الاستماع إلى رأي الطبيب المدعى عليه مؤكدين قيامه ببذل العناية الفائقة المتطلبة في مثل هذه الحالات، وعلل الطاعنان تأخر عملية الولادية إلى كون الأم هي من أوصت بعدم اللجوء إلى الولادة القيصرية. ومن جهة أخرى، طعن والدا الطفل على الحكم الابتدائي واعتبرا أن التعويض المحكوم به لا يغطي الأضرار التي لحقت بولدهما وأن الحكم أغفل تعويضهما عن الألم الذي يلازمهما من حالة ابنهما المتدهورة. من جهتها، لم تأخذ المحكمة بدفاع المدعى عليهما، معتبرة أن لجنة الخبرة اعتمدت على معاينة الطفل المصاب وبحث ملفه الصحي وهي مهمة فنية لا تتطلب حضور الطبيب المولد. وبالنسبة لتعويض والدي الطفل، فقررت المحكمة تعديل الحكم بإضافة 50 ألف درهم لوالد الطفل عما أصابه من حسرة وألم على ما أصاب ولده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©