الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انهيار الميليشيات تحت ضـربات المقاومة والتحالف

انهيار الميليشيات تحت ضـربات المقاومة والتحالف
22 نوفمبر 2015 02:13
حسن أنور (أبوظبي) شهدت الأيام القليلة الماضية، تطورات مهمة على ساحة القتال في اليمن، مع ضراوة المعارك والهجمات التي يشنها رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني الموالي للشرعية ضد المتمردين الحوثيين ومقاتلي المخلوع صالح، خاصة في تعز، والتي أدت إلى انهيار المليشيات الانقلابية في عدد من الجبهات، وفرارها بشكل جماعي من ساحات القتال في تعز، واستسلام العديد لقوات المقاومة الشعبية، فقد حقق رجال المقاومة والقوات الشرعية والتحالف نجاحات كبيرة باستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية، تمثلت في تحرير بلدة الوازعية المتاخمة لمحافظة لحج وميناء المخا الاستراتيجي على البحر الأحمر، فضلاً عن السيطرة على المرتفعات والجبال المطلة على منطقة «المطالي» في بلدة المسراخ جنوب تعز، ليقوم السكان المحليون بإضرام النيران في العديد من قمم المرتفعات الجبلية في البلدة احتفاءً بدحر المتمردين وحلفائهم. ففي الوقت الذي واصلت فيه قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية بدعم من «التحالف العربي» تضييق الخناق على متمردي الحوثي والمخلوع صالح في تعز، ووصول لواء قتالي، يضم 2000 جندي، معززين بآليات عسكرية حديثة، بينها دبابات وعربات مدرعة إلى مأرب، لإسناد المقاومة التي تلاحق المتمردين في الأطراف الغربية للمحافظة، والتقدم لاحقاً صوب الشمال، لاستعادة محافظة الجوف على الحدود مع السعودية، أعلنت المقاومة الشعبية في تعز بدء هجوم واسع لاستعادة ثالث مديريات المحافظة الاستراتيجية جنوب غرب اليمن، وذلك في إطار حملة «نصر الحالمة» التي أطلقتها القوات الشرعية المدعومة من التحالف الاثنين الماضي لتحرير المحافظة التي تشهد معارك ضارية منذ أبريل. ونجحت هذه القوات في تلقين المتمردين الحوثيين درساً قاسياً وأجبرتهم على الانسحاب من مناطق استراتيجية، لتواصل المقاومة عملياتها التي تستهدف طرد المتمردين من المحافظة المهمة، استعداداً لمعركة الحسم وتحرير صنعاء. ونجحت قوات المقاومة بدعم من التحالف العربي في تحقيق انتصارات نوعية في جميع جبهات القتال، خاصة مع وصول التعزيزات العسكرية للتحالف العربي والمقاومة والجيش الوطني إلى أطراف محافظة تعز. وفي إطار حملة «نصر الحالمة» لتحرير تعز، نجحت القوات اليمنية والمقاومة الشعبية من التقدم إلى منطقة الشريجة القريبة من مدينة الراهدة جنوب المحافظة، كما حققت انتصارات ومكاسب نوعية في جبهات القتال في كرش- الراهدة (جنوب) والوازعية (غرب) وفي مدينة تعز مركز المحافظة، كما تم تحرير معظم أجزاء منطقة الدحي غرب مدينة تعز. وشهدت هذه العمليات ملاحقات من جانب القبائل اليمنية الموالية للشرعية للمتمردين في منطقة القبيطة. وحظي تقدم القوات الموالية في جميع الجبهات بغطاء جوي من التحالف العربي الذي نفذ عشرات الغارات، استهدفت تجمعات للحوثيين في الراهدة، ودمرت جسراً على الطريق بين الشريجة والراهدة. إلى ذلك، أحبطت المقاومة الشعبية مخططاً تخريبياً لجماعة الحوثيين، كان يستهدف إثارة الفوضى والقلاقل في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الجنوبية التي تم تحريرها أغسطس، حيث قام رجال المقاومة باعتقال سبعة من المسلحين الحوثيين، كان بحوزتهم عدد من الألغام والمتفجرات، حيث أقروا في التحقيقات بأنهم كانوا يستعدون لتنفيذ عملية نوعية، تستهدف أمن واستقرار مدينة عتق عاصمة المحافظة. وعلى وقع هذه الضربات الساحقة من قبل المقاومة اليمنية، عرض الحوثيون على شيوخ القبائل اليمنية الانسحاب من محافظة تعز مقابل تأمين حياتهم، وهو ما قابله زعماء القبائل بالرد بضرورة تنفيذ المتمردين قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يلزم المتمردين بالانسحاب من المدن، لا سيما صنعاء، وإلقاء السلاح. وفي الضالع، أعلنت القوات الحكومية والمقاومة تحرير منطقة «مريس» بالقرب من مدينة دمت شمال المحافظة الجنوبية. وزحفت المقاومة شمالاً صوب مدينة دمت لطرد المتمردين الذين يحاولون استعادة مواقع في المحافظة خسروها في أغسطس. ونجح رجال المقاومة في إجبار المتمردين على الفرار من نقطة كانوا يسيطرون عليها بجوار محطة الوقزة باتجاه طريق الحقب. وفي الإطار نفسه، استهدفت مقاتلات التحالف طرق إمداد مليشيات الحوثي وصالح في منطقة نقيل السياني الرابطة بين إب وتعز، ما أسفر عن تدمير الجسر بشكل كلي، وأصبح مرور المركبات بين المحافظتين غير ممكن، ما يعني أن خطوط الإمدادات القادمة للمتمردين في تعز أصبحت مقطوعة تماماً. بينما تحدثت أنباء عن انهيار المليشيات الانقلابية في عدد من الجبهات، وفرارها بشكل جماعي من ساحات القتال في تعز، واستسلام العديد لقوات المقاومة الشعبية. وأطلق سكان ومقاتلو المقاومة في مأرب النيران في سماء المدينة ابتهاجاً بوصول التعزيزات العسكرية التي ستدعم جماعات المقاومة في صرواح، وتتقدم شمالاً صوب محافظة الجوف لتحريرها من الحوثيين، بحسب مصدر أمني محلي. وتواصلت المواجهات في صرواح أمس، فيما شن طيران التحالف العربي عشر غارات على مواقع المتمردين في البلدة المتاخمة للعاصمة صنعاء. كما قصف طيران التحالف تجمعاً للحوثيين في بلدة جحانة شرق صنعاء، ومنازل لقيادات حكومية موالية للحوثيين في بلدة جهران بمحافظة ذمار جنوب العاصمة. ودمرت غارة جوية على البلدة منزل نائب محافظ ذمار، شايف العنسي، المقرب من صالح. وأغارت المقاتلات على مواقع للمتمردين في محافظة البيضاء (وسط) وفي بلدة حوث بمحافظة عمران، شمال صنعاء. وكثف طيران التحالف غاراته على بلدات عدة في محافظة صعدة الشمالية المعقل الرئيس للمتمردين الحوثيين، مخلفاً قتلى وجرحى، وأضراراً مادية. وقصف التحالف أيضاً قوات موالية للمخلوع صالح مرابطة في جزيرة زقر بالقرب من مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن. حصار بحري ومع سيطرة قوات الشرعية والتحالف العربي حالياً على 90% من المنافذ البحرية والبرية في اليمن تم إحكام السيطرة على ميليشيات متمردي الحوثي والمخلوع صالح، وخنقها عسكرياً لمنع وصول أي أسلحة أو مساعدات إيرانية إليها. وكانت قوات الشرعية والتحالف على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط قارتي آسيا وإفريقيا، وهو ما يعني فصل هذه الميليشيات عن أي حدود دولية، بما فيها الحدود البحرية، وهو أمر في غاية الأهمية في إدارة الحرب بشكل عام، لمنع أي عمليات تهريب للأسلحة والوقود قد تلجأ إليها إيران لدعم الحوثيين وإطالة أمد الحرب. وفي الإطار نفسه، نجحت المقاومة في استعادة السيطرة على معسكر العُمري الواقع شرق مديرية ذباب الاستراتيجية الساحلية غرب محافظة تعز، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح، ليزداد الحصار البحري على المتمردين. ويتبع المعسكر اللواء 17 مدرع المسؤول عن حماية باب المندب وجزيرة ميون الاستراتيجية على البحر الأحمر. وقد فر الحوثيون إلى مرتفعات جبلية في «ذباب». فضح جرائم الحوثيين ويواصل الحوثيون وصالح جرائمهم بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني انتقاماً من الخسائر التي ألحقها بهم رجال المقاومة، فقاموا بعمليات قصف عشوائي وبالمدفعية الثقيلة على أحياء سكنية في تعز شملت أحياء المسبح والصفا والدمغة وثعبات، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء. وكما قام المجرمون الحوثيون أيضاً بزرع المئات من الألغام المضادة للمركبات والأفراد، ابتداءً من منفذ «الشريجة-كرش» الذي يربط بين محافظتي تعز ولحج (جنوب)، وصولاً إلى مدينة الراهدة. ولم يكتف الحوثيون بزراعة الألغام في العديد من الوديان والمناطق بل لجأوا إلى زراعة براميل متفجرة في تلك المناطق والطرقات المؤدية إلى الراهدة، لمنع تقدم قوات الشرعية، مستخدمين جرافات لدفن البراميل المتفجرة، بعد أن قاموا مؤخراً بنهب كميات كبيرة من المواد المتفجرة من مصنع حكومي للإسمنت في منطقة البوح ببلدة مقبنة غرب تعز. وبالطبع تمثل هذه الإجراءات مخاطر كبيرة بالنسبة للسكان المحليين. ولفضح هذه الجرائم نفذ عشرات الناشطين اليمنيين وقفات احتجاجية في عدد من شوارع تعز، لتسليط الضوء على الدمار والخراب الذي خلفه المتمردون الحوثيون في المدينة. وأقام الناشطون، وبينهم نساء، فعاليتهم الاحتجاجية في عدد من الأحياء تحت شعار «من هنا مروا». ورفعوا صوراً كبيرة أظهرت جانباً من الدمار والخراب الذي لحق بمدينة تعز من جراء جرائم الحوثيين وكُتب عليها عبارات معبرة منها «مليشيا الشر تقتل البشر.. سجل يا تاريخ»، «تعز حينما يتحدث الدمار»، «تعز من بين الدمار نصنع التحرر». ورفعت ناشطتان صورة كبيرة لمنزل دمره الحوثيون بالديناميت، وكُتب على أسفل الصورة «من هنا مرت ميليشيا الحوثي والمخلوع لتزرع وتنشر الموت». أذرع صالح الإرهابية يبدو أن الرئيس المخلوع صالح لم يجد سوى أذرعه القذرة الإرهابية لمواجهة تقدم المقاومة الشعبية والجيش اليمني الموالي للشرعية على مختلف الجبهات. وقد تمثل ذلك في الهجوم الذي شنه إرهابيون نهاية الأسبوع الماضي، واستهدف موقعاً عسكرياً في منطقة حضرموت شرقي البلاد، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 جندياً يمنياً. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم. ومن الواضح أن هذا الهجوم جاء ليدحض تماماً المزاعم التي يرددها التنظيم من أنه يستهدف أساساً الحوثيين الذين يتلقون الدعم من إيران، بل جاء الهجوم ليؤكد مجدداً مدى نفوذ صالح لدى مثل هذه الجماعات الإرهابية، والتي كان يدعمها طوال الفترات السابقة حتى خلال فترة حكمه لليمن. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها صالح لمثل هذه الأذرع الإرهابية، فقد قام مسلحو تنظيم القاعدة منذ أسابيع بعمليات إرهابية في عدن ومناطق أخرى بعد تحريرها من مسلحي الحوثي، وذلك بهدف بث الرعب والإرهاب بين المدنيين، خدمة لمصالح صالح والحوثيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©