أكد مركز أبحاث السرطان، التابع لمنظمة الصحة العالمية وجود علاقة وطيدة بين استهلاك اللحوم المصنعة وأمراض سرطان القولون والمستقيم. وبحسب ما ذكره التقرير، فإن استهلاك اللحوم المصنعة، كالهوتدوغ وشرائح اللحوم المدخنة، ولحم السجق، والصوصات المصنعة من اللحوم الحمراء تؤدي إلى سرطان القولون والمستقيم بشكل حتمي، بينما قد يؤدي استهلاك اللحوم الحمراء، من دون تصنيع، كلحم البقر والغنم للإصابة بالسرطان.
التأثير في الجودة
وتقول رشا سنقر أخصائية تغذية من مركز التغذية الصحية «لايف لي»، إن عمليات التصنيع الغذائي للحوم والتي تتضمن التمليح، والتخمير، التدخين، بهدف تحسين الطعم، وزيادة عمر المادة الغذائية تؤثر على الجودة الغذائية للحم وتجعله غذاءً يؤدي لسرطان القولون والمستقيم، مشيرة إلى أن خبراء يوضحون أن العمليات الصناعية تؤدي إلى تشكيل المركبات المسرطنة (soNnitro) في بنية اللحم، إضافة إلى أن جسم الإنسان يقوم بتصنيع هذه المركبات المسرطنة بعد استهلاك اللحم، وبالتالي تتراكم في الجهاز الهضمي مؤدية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مع مرور الوقت.
وتضيف أن أحد الأبحاث أظهر أن استهلاك 50 جراما من اللحوم المصنعة يوميا، يزيد خطورة الإصابة بهذا السرطان بنسبة 18%. ومع زيادة الأبحاث، رأى باحثون أن استهلاك اللحوم المصنعة يؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بغض النظر عن الكمية المستهلكة. وبالنسبة للحوم غير المصنعة، تقول إن الاستهلاك اليومي يؤدي إلى إحداث تغييرات جينية في خلايا القولون، ما يزيد خطورة الإصابة بسرطان القولون، لافتة إلى أنه لم يتم إثبات التأثير المباشر للحم الأحمر غير المصنع على حدوث سرطان القولون والمستقيم.
الانتقاء بحكمة
تنصح سنقر وقائياً بتجنب استهلاك اللحوم المصنعة، وانتقاء اللحم بحكمة والالتزام بكميات معينة. فبحسب القواعد الغذائية لمنظمة الزراعة الأميركية USDAلعام 2015-2020، يجب أن يكون الاختيار للحوم الهبرة (الخالية من الدسم -95% خالية الدسم). كما أكدت جمعية السرطان الأميركية أهمية التقنين في استهلاك اللحوم بشكل عام، داعية إلى استبدال اللحوم الحمراء بالسمك والصويا والمكسرات والبذور الغنية بالبروتين والدهون الجيدة للصحة.
وللحد من التأثيرات العكسية لاستهلاك اللحوم الحمراء غير المصنعة وإن كانت الكميات قليلة، تقول إنه يمكن اتباع عادات صحية للتخفيف من خطورة الإصابة بهذا السرطان:
1: المحافظة على الوزن والانتباه إلى كمية السعرات المستهلكة على ألا تزيد على حاجة الجسم.
2: استهلاك الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د» كمنتجات الحليب أنها تخفف خطورة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بحسب نتائج دراسات أميركية. كما أن الغذاء الغني بالألياف من منتجات القمح الكامل والخضراوات والفواكه له دور.
3: الإقلاع عن التدخين كونه يزيد خطورة الإصابة بسرطان القولون وخصوصاً عند الذكور.
4: إجراء الفحوص الدورية المناسبة لعمر الفرد والأمراض الوراثية في العائلة وشدة خطورة الإصابة التي يحددها الطبيب.
5: الالتزام بنشاط يومي، فكلما زادت شدة التمارين الرياضية وزادت مدتها، نقُصت خطورة الإصابة بالأمراض السرطانية.
عدد اليوم
